أقر الله سبحانه في كثير من الآيات في كتابه العزيز حول أهمية الزراعة وأنه هو الذي يحي الأرض وهو الذي يخرج الحب ويجعل الجنات ويفجّر الأنهار. يقول الله تعالى في سورة يس: (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ) (يّـس32،34) كما ورد التأكيد على شرف العمل الزراعي وديموميته إلى يوم القيامة في كثير من الاحاديث النبوية الشريفة ومنها في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”.
يعتبر القطاع الزراعي من أهم القطاعات الحيوية ومن ركائز التنمية الاقتصادية التي يجب أن تولي الحكومات الأهمية الكبيرة له ومرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة والمحافظة عليها ، فهو المصدر الرئيسي للغذاء (الأمن الغذائي) والذي يعكس الأمن الإجتماعي والأمن الإقتصادي وهومصدر دخل لنسبة كبيرة من الأيدي العاملة وله تداخلات مع معظم القطاعات الحيوية الاخرى مثل القطاع الصناعي والسياحي والتجاري وغيرها من القطاعات .وللقطاع اهمية اقتصادية عالية فهو يساهم في حل مشكلة الفقر والبطالة ومجال كبير لعمل المرأة عدا عن تأمين الغذاء اللازم والوصول الى الاكتفاء الذاتي .
يواجه القطاع الزراعي قي معظم الدول العربية خاصة تحديات ومشاكل مختلفة وكثيرة ومن أهمها :
- ضعف التخطيط الاستراتيجي وتكاملية العمل بين الجهات الجكومية والمزارع والقطاع الخاص وغيرها .
- عدم الاستفادة من الميزة النسبية لمناطق محددة
- المخاطرة العالية وضعف تأمين المزارعين عن أية خسائر خارجه عن الارادة
- الرسوم والضرائب العالية على مستلزمات الانتاج الزراعي(بذور ، اسمدة ، مبيدات، ..الخ).
- ارتفاع تكاليف البنية التحتية الضرورية للمزارع من مياه وكهرباء ونقل
- اعتماد الطرق الزراعية التقليدية ومحدودية الطرق الزراعية الحديثة
- محدودية المصادر المائية في بعض الدول واستنزاف المياه الجوفية وتذبذب كمية الامطار
- تفتت الملكية الزراعية وتناقصها خاصة الاراضي ذات التصنيف بالجودة العالية وزيادة الزحف العمراني.
- التغير المناخي وزيادة مساحات الجفاف ممايقلل من الانتاج الزراعي
- تداخل الانتاج المحلي واغراق الاسواق بالمنتجات تفوق الحاجة وعدم دعم الصادرات المحلية
- ضعف التسويق الزراعي محليا وعالميا
- ضعف التشريعات الناظمة للقطاع الزراعي
أما الحلول المقترحة لهذه المشاكل فكثير منها لا تحتاج الى دعم مادي وإنما حلول ادارية فنية تعتمد على الجهات المسؤولة عن القطاع للتنسيق والتنظيم وتحمل المسؤولية معاً ،ومن هذه الحلول:
- ضرورة التخطيط الاستراتيجي المتكامل مع الجعات المعنية في القطاع وترجمتها على ارض الواقع
- الاستفادة من الميزة النسبية لمناطق محددة في اوقات محددة
- دعم المزارع ماديا وفنيا للحد من المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها وتفعيل مؤسسات او صناديق المخاطر الزراعية بشكل اكبر لتعويض المزارعين عند الحاجة.
- اعفاء مدخلات النتاج الزراعي من اسمدة ومبيدات وبذور ومعدات زراعية من الرسوم والضرائب
- ايجاد حلول واقعية للتقليل من تكاليف البنية التحتية الضرورية للمزارع من كهرباء بتوفير مشاريع الطاقة الشمية والمياه بدعمها للقطاع الزراعي .
- العمل بشكل جدي على ادخال التكنولوجيا الحديثة لدى المزارع للتقليل من التكاليف وزيادة العائد
- تدريب وتاهيل المزراعي للتوجه لزراعة الاصناف ذات الاحتياجات المائية القليلة واستخدام طرق الري الحديثة.
- ايلاء ملف التغير المناخي اهمية كبيرة لما له تاثير على القطاع الزراعي وتغيير الزراعات في المناطق المختلفة بالاضافة الى الجاهزية لاي تاثيرات سلبية على القطاع.
- العمل بجد واجتهاد على تنظيم الانتاج المحلي وعدم اغراق السوق بمنتجات محدودة ودعم الصادرات الى الاسواق الخارجية
- تطوير المنتجات الزراعية الداخلية بما يتناسب مع المتطلبات العالمية للمساعدة في العمل على حل مشكلة فتح الاسواق الخارجية امام المنتجات الزراعية المختلفة.
- تطوير التشريعات الزراعية المحلية بما يتناسب مع المتطلبات العالمية لدعم المنتج المحلي .