منذ أجيال وصناعات النفط والفحم وكبار عملائهم يدبّرون حملةً معقدةً ذات نجاحٍ هائل، كلّفت ملايين الدولارات،هدفها إقناع العامة أن تغيّر المناخ ليس خطراً حقيقيّ. الدافع وراء حملة المعلومات الخاطئة عن تغيّر المناخ هو حماية أرباح تلك الشركات عبر سحق أي تصرف يؤدي إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات المضرة للبيئة التي تنتج في عملية حرق الوقود الاحفوري.
السياسات مثل ضريبة الكربون وحد الكربون مصمّمين من أجل حد إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون عبر تقليل طلب الوقود الاحفوري. لكن شركات القود الاحفوري يعلمون أن نقص إستهلاك الوقود سوف يُقَلِّص من أرباحهِم، ويدمر قيمة احتياطاتهم من النفط والفحم والغاز الطبيعي، التي تقدر بتريليونات الدولارات.
القادة في مجال الوقود الاحفوري قد عَلِموا منذ زمن طويل أن مع تطور السياسات التي تهاجم حرق الوقودالاحفوري وتغيّر المناخ، وتحولها إلى تشريعا وقوانين، ستتأثر أرباحهم. استباقًا لهذه التهديدات لدخلهم، كبار شركات الوقود الاحفوري — والذين يشاركونهم في مصالحهم — طرحوا حملةً ممولة بالكامل لقمع علم المناخ. علِمَ مُهَنّدِسيها أن هذه الحملة، إن نجحت، سوف توفر أساساً منطقي يمهّد لعرقلتهم السياسية والقانونية لأي مبادرات سياسية تحمي البيئة.
فوق انها خدمت وتستمر في خدمة أغراض سياسية واقتصادية للصناعات التي اختلقتها، هي أيضاً تؤدي غرضاً سيكولوجياً، وهو رسم صورة كاذبة لعلم المناخ واقتصاد المناخ واقتصاد حماية المناخ تدعم أن مصالح شركات الوقو الاحفوري الاقتصادية هي مصالح نبيلة، لكي يجعلون من يرفض علم المناخ يظن أنه “في جانب الملائكة”.
في الساحة السياسية، حملة شركات الوقود لم تنجح في تشويش حقائق تغيّر المناخ فحسب، بل استطاعت أن تمنع مشاركة الولايات المتحدة الامريكيه في بروتوكول كيوتو عام ١٩٩٧، وهي معاهدة عالمية لحماية المناخ لم يسبق مثلها، وسيتم ذكرها بكثرة في هذا الكتاب.
المعارضة الصناعية ضد علم المناخ والسياسات الصديقة المناخ قد اصبحت اكثر تعقيداً وتنوعاً في الجي الماضي. الحملة تعمل عبر عشرات المعاه الممولة من قبل شركات الوقود الاحفوري ومراكز السياسة ولجان ومؤسسات بحثية ومجتمعات يتحدثون عن المناخ والطاقة باسم تلك الشركات. متشككين المناخ” هو اللقب المفضل لهم، ومن ضمنهم محافظون ضد الحكومة وضد التنظيم والليبرتاريّون الذين يعارضون الحكومة لأسبابٍ أيديولوجية. هذه الاستراتيجية تم استخدامها عادةً لإخفاء الاوصاف المزيفة لعلم المناخ المؤسسة أيديولوجياً تحت قناع العلم.
لكن مراجعة المنشورات العلمية عن المناخ تكشف أنه توجد الاف الأبحاث العلمية الموثقة وذات جودة عالية توثق جميع مراحل تغيّر المناخ، ولاتوجد إا أبحاث معدودة معارضة لدلائل تغيّر المناخ. غير ذلك، نرى ان نتائج أبحاث علم المناخ التي تؤكد على حقيقة تغيّر المناخ ودور الانسانية فيها توجدي أعلى المجلات العلمية هيبةً ومكانة.
تقريباً دون استثناء، تقارير المستنكرون توجد في منشورات غير موثوقة؛ حيث أن اعتراضاتهم لعلم المناخ تم تفنيدها مراراً وتكرارًا، لذلك هم لا يجذبو انتباه المنشورات العلمية المحترمة. وأخيراً، الأكاديميات الوطنية للعلوم في معظم الأمم قد استنتجوا أننا نجعل الكوكب أكثر حرارةً.
في مراحل نقاش المناخ الأولية، المنظمات الوكيلة لشركات الوقود الاحفوري ناقضت علم المناخ بشكلٍ قاطع وادعت أن الكوكب يزيد برداً و أنه حتماً لا يزيد حرارة، ولو كانت تزيد حرارةً ذلك ليس ناتج عن نشاطات الإنسان، وسوف تكون زيادة الحرارة قليلة ومفيدة. كثير من هذه الادعاءات الكاذبة مت هجرتها من قبل الجميع إلا أشد معارضيّ علم المناخ، حيث أن الرأي العلمي العالمي المجمع زاد قوةً مع الظهور المستمر لأدلة تثبت أن الاحترارالعالمي مشكلة يجب معالجتها. ولكن بعض منكرو تغيّر المناخ مستمرون في تقديم حجج باطلة.
على سبيل المثال، نُقّاد سياسات معالجة تغيّر المناخ الصناعيين(مثل الجمعية الوطنية للمصنعين في الولايات المتحدة) رفعوا قضية عند الكونغرس أن التدابير التي تقلل انبعاثات الكربون سوف تسبب تدهوراً اقتصاديّ فيصورة ضرائب عالية ووظائف مفقودة وقلة تنافسية الولايات المتحدة في الأسواق لعالمية.
ولأن حججهم لم تكسب زخماً في المجال العلمي، مراكز الفكر الممولة من قبل صناعة الوقود الاحفوري حاولت أنتعرض قضيتهم ضد علم المناخ للساذ ين من الصحافة والسياسيين والقادة والطلبة والعامة. اليوم نرى أن مشككو المناخ وحلفائهم لديهم وجود واسع في الإنترنت والراديو والتلفاز وأيضا المحلات والكتب الممولة من قبل صناعات الوقود الاحفوري.
إن فتح أي شخص عادي الإنترنت وبحث عن تغيّر المناخ سوف يواجه ضغط شديد يدفعه إلى تكذيب الحق في بحرٍ من المعلومات المخادعة التي تنش ها هذه المنظمات. حيث أن من أكثر الحجج إقناعاً تتكون من تصريحات كاذبة مغلفة بطبقاتٍ من الحق، فيصبح الأمر صعباً على من لم يمر بتدريب علمي متقدم لكي يفرق الحق منالباطل.
Translated by Wadha Al Hemaidi
Wadha is a 16-year old environmentalist-in-progress. Her main environmental interests fluctuate regularly, but right now it’s food waste and clean energy. She also debates and weaves tapestries from time to time.
Pingback: مياه الصرف الصحي في لبنان: مضرة ام فرصة؟