ترتبط العديد من الكوارث الطبيعية مباشرة مع تغير المناخ بما فيها الفيضانات والأعاصير و موجات الحر والجفاف و حرائق الغابات والعواصف . وقد أودت مثل هذه الكوارث بحياة أكثر من 600,000 في العقدين الماضيين . تكرر و حجم هذه الكوارث في تزايد مع مرور الوقت و بدون استقرار حتى مع وجود خطط للحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري (غازات الدفيئة ) و التوقيع على اتفاقية التغير المناخي في باريس.
سجل مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكواثر, بمتوسط 335 كارثة متعلقة بالطقس بين عامي 2005 و 2014 ، أي بزيادة قدرها 14 ٪ مقارنة بين1995-2004 ، و تقريبا ضعف المستوى سجل خلال-1985 1995, ووفقا للتقرير ، فقد أصيب 4.1 مليار نسمة بلا مأوى أو كانوا في حاجة إلى مساعدة طارئة نتيجة للكوارث المرتبطة بالطقس بين عامي 1995-2015. حيث وقعت حوالي 332,000 حالة وفاة و تضرر 3.7 مليار شخص في آسيا وحدها. هذه الأرقام مقلقة و فتحت العين علينا جميعا لنفهم و لنستجيب لهذه المشكلة الملحة استنادا للفيضانات والعواصف وقد شكلت النسبة الاعلى في الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية المرتبطة بالطقس .
و وفقا للبيانات، شكلت الفيضانات 47 ٪ من جميع الكوارث المتعلقة بالطقس من1995-2015, مما أدى بالضرر على 2.3 مليار نسمة وبوفاة 157,000شخص. حيث تعد العواصف إحدى اخطر أنواع الكوارث المرتبطة بالطقس ، وهو ما يمثل 242,000 حالة وفاة أو 40 ٪ من الوفيات الناجمة عن الأحوال الجوية العالمية ، مع 89 ٪ من هذه الوفيات تحدث في الدول ذات الدخل المنخفض.
درجات الحرارة القصوى نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن مقتل حوالي164,000 نسمة، منهم 148,000 حالة وفاة حوالي 92 ٪ ، وقد تسبب بسبب موجات الحر . حدثت 90٪ من الوفيات الناجمة عن موجات الحر في أوروبا وحدها . في روسيا ، قتل أكثر من 55,000 شخص نتيجة لموجة الحر في عام 2010 ، حيث بلغت الوفيات 70,000 في عام 2003 في أوروبا .
و وفقا للبنك الدولي: “النقاط الساخنة من الكوارث الطبيعية : لتحليل المخاطر العالمية ” تقرير صدر في مارس 2015 ، حيث وضح أن أكثر من 160 دولة لديها زيادة في عدد سكانها أكثر من الربع و بذلك احتمالية عدد الوفيات في تزايد بسبب الكوارث الطبيعية. شهد العقد الأول من القرن21،حوالي 3,496 من الكوارث الطبيعية شملت الفيضانات والعواصف, الجفاف و موجات الحر.
وفقا لمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، فإن العالم معرضاً للخطر و الكوارث بما يقارب 5 أضعاف كما كان في 1970, بسبب المخاطر المتزايدة التي جلبها التغير المناخي. في العقد الماضي ارتفعت تكلفة الكوارث إلىbn 864 $, لذا نحن بحاجة إلى فهم أن التغيرات المناخية المنتشرة ليست موحدة في جميع أنحاء العالم. و من المتوقع ان يرتفع مستوى البحر في البلدان القريبة خط الاستواء بنسبة 10-15%, و في المناطق المنخفضة و الساحلية و الجزر الصغيرة مثل البحرين. فإن ارتفاع درجات الحرارة يتسبب في مزيد من الجفاف والفيضانات و ارتفاع مستوى سطح البحر ، والإجهاد الحراري ، والمزيد من استهلاك المياه ، والمزيد من متطلبات الطاقة و التبريد و انتشار الأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا و الإسهال. وهكذا, فإنه يؤثر علينا جميعا بغض النظر عن موقعنا والمكانة.
البحرين تفهم موقفها ، و اتخذت سباقاً تخطيط وتصميم للجهود المبذولة لمعالجة هذه المشكلة العالمية من خلال الاستثمار في البنى التحتية ، واستصلاح الآمن و إعداد خطط إدارة الكوارث لمواجهة الكوارث و تهديداتها . وقد حان وقت كل فرد ليبني عادات بيئية سليمة, و الحفاظ على الموارد الطبيعية المحدودة.
ترجمة
بدرية الكيومي/ تخصص علوم بيئية, عضو في جمعية البيئة العمانية
Pingback: الوقود الأحفوري يجب أن يصبح جزء من الماضي | EcoMENA
Pingback: حصاد مياه الأمطار | EcoMENA
Pingback: الضرر البيئي الناتج عن الصناعة | EcoMENA