إن عملية التسميد هي عبارة عن تفاعل معقد بين النفايات والكائنات الحية الدقيقة المتواجدة داخلها . الكائنات الدقيقة التي تنفذ هذه العملية تنقسم إلى ثلاث مجموعات: البكتيريا والفطريات، والفطريات الشعاعية . الفطريات الشعاعية هي شكل من أشكال البكتيريا مثل الفطريات التي تفتت المواد العضوية .المرحلة الأولى من النشاط البيولوجي هو استهلاك السكريات المتوفرة بسهولة عن طريق البكتيريا، مما يسبب ارتفاعا سريعا في درجات الحرارة . تليها المرحلة الثانية التي تسبب فيها البكتيريا والفطريات الشعاعية انهيار السليلوز . المرحلة الأخيرة هي المرحلة المعنية بإنهيار اليغنينس “lignins” الصلبة من قبل الفطريات .
الحلول الوسط لهذه العملية تتخلص بالتسميد بكلفة منخفضة دون التهوية الإجبارية ، أما تكنولوجياً استعمال أنظمة أكثر تقدماً باستخدام الهواء و الحرارة كتغذية إجبارية . النباتات الأساسية في عملية التسميد قادرة على التعامل مع أكثر من 100.000 طن سنوياً من النفايات القابلة للتحلل ، ولكن عادة ما تكون سعة النبات حوالي 10.000 إلى 30.000 طن سنويا.
يجب فصل النفايات القابلة للتحلل قبل عملية التسميد: نفايات الطعام النقية فقط ، نفايات الحديقة، ورقائق الخشب، وبعض الورق حسب مدى مناسبته لإنتاج نوعية جيدة من السماد . ويمكن تصنيف منهجية التسميد هذه إلى ثلاث أقسام رئيسية : السماد اللاهوائي ، الكمر الهوائي، و التمسيد بواسطة الكائنات الحية الدقيقة ” مثل الديدان ” . في التسميد اللاهوائي، تتحلل المواد العضوية في غياب الهواء . و من الممكن جمع المواد العضوية في حفر و تغطيتها بطبقة سميكة من التربة وتركها من ستة إلى ثمانية أشهر . السماد الذي تشكل ليس بالضرورة أن يكون قد تحول بشكل تام ربما سيحتوي على بعض تكتلات ” aggregates ” .
الكمر الهوائي هي العملية التي يتم من خلالها تحويل النفايات العضوية بوجود الهواء إلى سماد أو مغذي للسماد ، ويمكن أن تكون من أنواع مختلفة. الأكثر شيوعا هي طريقة التكويم، حيث تقسم المادة العضوية إلى ثلاثة أنواع مختلفة، ثم توضع في حفرة كومة فوق الأخرى و تغطى بطبقة رقيقة من التربة الجافة أو الأوراق . تحتاج هذه الكومة إلى أن تخلط كل أسبوع ، وتحتاج حوالي ثلاثة أسابيع ليأخذ التحوّل منحاً جدياً . هذه العملية تقريبا نفس طريقة الحفرة، ولكنها تحتاج حفراً مخصصة . ينبغي القيام بالخلط كل 15 يوماً ، وليس هناك وقت ثابت لتأكيد جاهزية السماد .
يستخدم بيركلي الطريقة التقنية و كثيفة المجهود كما أن لديه متطلبات دقيقة للمواد التي يتم تحويلها إلى سماد . المواد القابلة للتحلل بسهولة، مثل العشب، والمواد نباتية، وما إلى ذلك، يتم خلطها مع فضلات الحيوان بنسبة 1:2 . و يجهز السماد عادة في غضون 15 يوماً .
يتضمن التسميد بواسطة الكائنات الحية الدقيقة استخدام ديدان الأرض كمفاعلات و محفزات حيوية لعملية التسميد . ويتم ذلك في حفر مصممة خصيصا حيث يحتاج دودة الأرض الى التكاثر و تكوين مجتمعات حيوية أيضا. التسميد بواسطة الكائنات الحية الدقيقة هو خيار قائم على الدقة ويتطلب الإشراف على العمل من قبل خبير . كما أنه خيار عالي التكلفة .
على كل حال , خلافاً للخيارين أعلاه هي عملية عديمة الرائحة مما يجعلها الخيار الأفضل للمناطق السكنية . كما أن نسبة تحويلها للمواد إلى سماد عالية للغاية ، لذلك جودة المنتج النهائي عالية جدا مع وجود مغذيات دقيقة والمغذيات صغيرة ايضا . يحتوي المنتج النهائي أيضا على ميزة أنه يمكن أن يجفف ويخزن بأمان لفترة أطول من الزمن.
يحتاج تسميد النباتات إلى بعض أو كل الوحدات التقنية التالية: الفتاحات الحقيبة، فواصل مغناطيسية و / أو الباليستية، غرابيل (منخل)، القطاعات، معدات المزج و الخلط ، ومعدات التحويل وشبكات الري، وأنظمة التهوية وأنظمة الصرف الصحي، المرشحات الحيوية ، وأجهزة الغسيل، وأنظمة التحكم، وأنظمة التوجيه.
تحدث عملية التسميد عندما تتراكم النفايات القابلة للتحلل جنبا إلى جنب على شكل هيكل يسمح لانتشار الأوكسجين مع محتوى المادة الجافة مسببا بيئة مناسبة لنمو الميكروبات. درجة الحرارة تزداد بزيادة الكتلة الحيوية وذلك بسبب النشاط الميكروبي وخصائص عزل المواد المكدسة . غالبا ما تصل درجة الحرارة من 65 درجة مئوية إلى 75 درجة مئوية في غضون بضعة أيام ثم تنخفض ببطء. هذا الارتفاع في درجة الحرارة يعجل القضاء على مسببات الأمراض وبذور الحشائش.
ترجمة
علا محمود المشاقبة , حاصلة على درجة البكالوريوس تخصص ” إدارة الأراضي و المياه ” من الجامعة الهاشمية – الأردن بتقدير جيد جدا , أعمل تطوعيا كعضو إداري مع مجموعة ” مخضّرو الأردن JO Greeners” منذ ثلاثة سنوات و حتى الأن , و متطوعة أيضا مع منظمة EcoMENA . موهبة الكتابة شيء أساسي في حياتي و قمت بتوظيفها في كتابة و خدمة القضايا البيئية
Pingback: الإفادة من الطبيعة في التنمية الاقتصادية المجدية والمستدامة | EcoMENA