النطاق الواسع للتحدي في إعادة تأهيل البادية

البادية هي عبارة عن منطقة صحراوية تغطي ما مساحته 500000 كيلومتر مربع أي ما يقارب (200000 ميل مربع) من أراضي الشرق الاوسط، بما فيها سوريا والاردن والسعودية والعراق. تمثل 85% من مساحة الاردن و55% من مساحة سوريا. وجنوباً فانها تندمج مع أراضي الصحراء العربية. للأسف فإن أجزاءً كبيرة من هذه البادية تدهورت بشكل كبير وشديد بسبب سوء الاستخدام البشري والتاريخي على مدى العصور، حيث تم قطع الاشجار واستخدامها بالبناء وتصنيع الحطب وصنع الفحم والى ما ذلك.

هذا الاستخدام بالإضافة للرعي الجائر من الابل والماعز والاغنام على مدى القرون جعل الارض قاحلة في الكثير من المناطق وأدى ذلك الى تسريع وتيرة التآكل وتسريع جريان المياه وضرر فيضاني كبير، وساهم أيضاَ بتمكين الرمال والغبار لتتطاير مع الرياح، الأمر الذي جعل الأراضي ذات أسطح ملساء جافة ليس بإمكان النباتات أن تنمو بها أو عليها.

desert restoration

يعتبر الوضع في البادية الأردنية نموذجياً بالرغم من هذه التحديات والازمات، حيث أنه يوجد أملاً وفرصاً. حيث قام الاردن بإنتاج الغذاء وزيادة الوقود الحيوي المتجدد والطاقة الشمسية، وأيضاً زيادة حصاد المياه وحماية وتحسين التنوع البيولوجي، ومن النادر التحدث عن تنفيذ الإنتعاش البيئي لكن الحاجة تزداد عاماً تلو الاخر نظراً لحدوث بعض الظواهر المتطرفة الجديدة الناتجة عن تغير المناخ والتحديات المترتبة على استضافة اللاجئين.

الطعام

ينتج الاردن ما يقارب 100 ألف طن فقط من القمح سنوياً، بمعدل طن واحد لكل هكتار (0.01 كيلومتر مربع)، ولتأمين وتلبية الطلب المحلي على القمح، فإن الاردن يستورد أكثر من مليون طن سنوياً بتكلفة 250 دولار للطن خلال 2024. وبالمقابل فإن العرب الانباط كانوا يستخدمون نوعاً من القمح كان لينتج 3.5 طن/هكتار من خلال الزراعة بمياه الفيضانات. واذا تمكن الاردن من زراعة المزيد من القمح والشعير فإنه سيحافظ على الاموال ويوفرها، مما يؤدي الى تقليل مخاطر الجوع وتقليل التعرض للاحداث الخارجية التي تؤثر على سوق القمح العالمية وكذلك سيتمكن من زيادة فرص العمل وتوفير مجالاً للاستثمار في التدريب والدعم للبساتين والمزارع المنزلية.

الطاقة

يعتمد الاردن على واردات الوقود الاحفوري، حيث يذكر انه في عام 2014 غطّت الواردات اكثر من 90% من الطلب على الطاقة بكلفة 40% من الموازنة، منذ ذلك الوقت ولغاية 2024 أصبح التقدم ملحوظاً حيث أصبح انتاج الطاقة يؤمن ثلث الاحتياج من مصادر متجددة سواءً شمسية أو طاقة رياح.

وبالرغم من أن تكاليف الطاقة لاتزال مرتفعة، فإن الأسر ذات الدخل المنخفض تستطيع الاستفادة من الوقود المنتج محلياً بإعادة زراعة أشجار الزيتون والكروم والشجيرات المتعددة لإنتاج المزيد من الوقود المتجدد من خلال عمليات تقليم الاشجار. مثلاً زراعة اشجار الرتم وبعض الشجيرات التي تعطي وقوداً افضل يؤدي الى زيادة انتاج الوقود اللازم للمنازل. وكذلك فإن استخدام الافران المتنقلة ينتج فحماً عالي الجودة من أخشاب هذه الشجيرات وتقليمها. بالإضافة لذلك فإنه بالامكان توفير الطاقة من هذا الوقود من مصادر محلية لمحطات توليد الطاقة الصغيرة، كما يمكن لامدادات الطاقة من تصميم المباني بالطاقة الشمسية وتسخين المياه بالطاقة الشمسية والانظمة الكهروضوئية أن تؤمن وتوفر الطاقة اللازمة للتوازن الطبيعي لتوزيع الطاقة للأردنيين.

المــــاء

يعاني الاردن ويواجه تحديات متزايدة بسبب نقص المياه، مياه الامطار القليلة التي تهطل على الاردن تعتبر ثمينة جداً، والحصاد المكثف الذي استخدمه الانباط للماء يعتبر أمراً ضرورياً للأردنيين، وكذلك الأمر للمحاصيل وتحسين الرعي وزيادة المياه الجوفية وتحسين التربة، وتعتبر تقنيات حصاد الماء الاخرى ضرورية لإحياء النظم البيئية والأشجار والمحاصيل، مما يقلل مخاطر الفيضانات المفاجئة.

يعتبر تعديل سطح التربة باستخدام الحفر من أهم الخيارات لتحسين تسرب المياه لداخل التربة والاحتفاظ بها، ويقلل التبخر ويزيد من تخزين سطحها وكذلك زيادة الوقت لحدوث تسربات. ويمكن لعملية الحفر أن تضاعف معدل الامتصاص، حيث أن الحفر يقلل من جريان المياه وتآكل التربة، وكذك يساهم الحفر في المناطق العليا من تجمعات الماء الى احتجاز الجريان على المنحدرات مما يسهم في زيادة المحاصيل وايضاً بامكانه التقليل من الفيضانات المفاجئة وتآكل الاخاديد والجداول المائية.

بالإمكان أن نقلل الطلب على المياه لزراعة المحاصيل المنزلية باستخدام الاوعية الفخارية المدفونة في التربة، حيث أثبتت دراسة اجريت في كينيا على ان استخدام الاواني الفخارية المدفونة استهلكت 3% من كمية المياه المستخدمة بطريقة الزراعة بالاثلام وكان محصول الطماطم من الفاكهة اكبر ب 43% من حجمها المزروع بالاثلام. وكذلك يمكن اعادة استخدام مياه غسل الاطباق ومياه الاستحمام في ري محاصيل الاشجار والكروم أو الشجيرات.

التنوع  الحيوي (البيولوجي)

إن قيام الاردن بتوجيه اهدافه لحماية التنوع الحيوي يعتبر من الامور المشجعه، حيث يلتزم الاردن بدراسة هذا التنوع للحفاظ على الموارد الطبيعية واستدامة الاستخدام لهذه الموارد. سوف تظهر نتيجة تطبيق هذه المبادئ والالتزامات على نطاق واسع في تحسين النظم البيئية وانعاشها.

water management in petra

ممكن لجميع الاستراتيجيات التي تم استخدامها وتطويرها أيام الانباط في البتراء القديمه، يمكنها ان تكون مفيدة جداً في إحياء التنوع البيولوجي في الاراضي القاحلة للبادية الأردنية ومناطق الشرق الأوسط. إن تشكيل سطح التربة لحصاد المياه وإقامة سياج لإدارة الرعي أظهر أن بعض المناطق بإمكانها أن تتعافى لان هنالك بذوراً للتعافي. مثلاُ إذا أحيينا نظام الحما فإن هذا سيعزز انتعاش النظم البيئية من خلال ادارة الرعي بطريقة أفضل.

المشاركة المجتمعية

إن التواصل مع المزارعين (رجالاً ونساء) والعمل معهم عن قرب بشكل وثيق يمكنه أن يحدث فرقاً شاسعاً باعتماد اساليب اكثر انتاجية، فعلى سبيل المثال في بوركينا فاسو أدى التدريب العملي مع المزارعين والذي شمل النساءً إلى تبني واعتماد الزراعة الحفرية في 86% من المزارع.

قامت إيكاردا (ICARDA) بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث الزراعية (NARC) بتطوير نهج مجتمعي لإعادة تأهيل تجمعات المياه وهذا النهج يعمل بشكل فعال على إعادة تأهيل المراعي المتدهورة في مناطق تجمعات المياه المرتفعه من خلال ألية بسيطة للحصاد وزراعة اشتال الاشجار المحلية، مما يعزز أيضاَ إنتاج القمح والشعير في هذه التجمعات.

desert restoration

إن الادارة المشتركة للموارد تضمن تمكين المجتمع لاستدامة طويلة الامد للعمل بنهج متكامل لتجمعات المياه، قامت السلطات باجراء أبحاث متعددة في قرية المجيدية في البادية الوسطى في الاردن لزيادة الوعي والفهم للكيفيات والاليات الاجتماعية والبيئية بما يشمل التأثير طويل المدى لاعادة التأهيل للجريان السطحي وتآكل التربة في هذه المناطق.

العائد الاقتصادي على الاستثمار

إن الاستثمار في الإحياء والإنعاش له فوائد متعددة، حيث انه بالامكان الاحتفاظ بالتمويل الخارجي للبلدان لتوفير الغذاء والطاقة وأيضا سيتم الحفاظ على الماء والتربة، وكذلك احياء المناطق المتدهورة في البادية سيؤدي الى خفض الجريان السطحي من 23.5 الى 19.1 ملم/السنة بالمعدل ويقلل مستوى تآكل التربة من 3.3 الى 3.1 طن/هكتار. ومع الوقت هذا الاحياء سيعيد مياه الاراضي الرعوية والرواسب لمعدلها الاساسي البالغ 16.9 ملم/السنة من معدلات الجريان السطحي و 0.85 طن/هكتار/السنة من فاقد التربة. وباستخدام تقنيات الحفر الكنتوري فان التشجير واعادة الغطاء النباتي والمصاطب من شأنه أن يزيد المياه ويقلل من تآكل التربة.

تبلغ القيمة الحالية والكلفة التقديرية لمشروع البادية والذي مساحته 109.000 هكتار ما يقارب ال 10.1 مليون دينار أردني، وفوائد هذا المشروع كانت تتمركز حول المجتمع الرعوي، لكن كان هنالك فوائد اجتماعية وبيئية واقتصادية للاردن والعالم كذلك، حيث تم احتساب الفوائد الحالية على مدى خمس وعشروت عاما بمبلغ 25 مليون دينار اردني للرعاة و 138 مليون للمجتمع الاردني بالاضافة الى 152 مليون للمجتمع العالمي بخصم مقداره 7%. وتشتمل فوائد التشجير وإعادة وإحياء الغطاء النباتي ايضاً على الحفاظ على 307.500 متر مكعب من الترسبات في سد الملك طلال على نطاق واسع. ومن شأن إحياء الغطاء النباتي أن يقلل من مخاطر الفيضانات المفاجئة وضررها المباشر في البنية التحتية وخصوصاَ في المواقع السياحية مثل البتراء.

التنفيــذ

أوضحت لنا التجارب حول العالم أن حفر التربة هو أكثر العلاجات فعالية للاراضي المتدهورة من ناحية التكلفة. حيث تستقطب هذه الحفر المياه وتؤمن منابت آمنة للبذور بالإضافة الى حماية الأشتال. ولذا، ينبغي حفر التربة بطريقة تمكننا من زراعة العنب والزيتون والحبوب ومحاصيل أخرى متعددة في مناطق البادية.

زاي

إن من أنجح التقنيات المستخدمة لإعادة تأهيل الاراضي المتدهورة هي الحفر التقليدي المُحسّن (زاي). تم تطوير هذه التقنية في بداية الثمانينات على يد ياكوبا سوادغو، وهو مزارع من منطقة ياتينغا في بوركينا فاسو، قام سوادغو بزيادة قُطر وعمق الحفر المتعارف عليها ووضع السماد فيها خلال مواسم الجفاف. من خلال تركيز المياه وخصوبة التربة في نفس الحفرة فإنه نتج عن ذلك بأن نباتي الدُخن والذرة الرفيعة نميا جيداً ونجيا من فترة الجفاف. يبلغ عمق الحفر ما يقارب 20-30 سم وهذه الحفر تكون ممتلئة بالمواد العضوية، وهذا الامر يجذب النمل الابيض الذي بدوره يقوم بحفر قنوات مما يؤدي إلى تحسين التربة حيث يتسلل الماء أكثر ويبقى محتجزاً داخل التربة. ومن خلال استهلاك المواد العضوية فإن النمل الابيض يسهل ويتيح للعناصر الغذائية الوصول للنباتات بسهولة أكبر.

zai

إن التحضير لعملية الزاي يحتاج 50 يوم عمل لانسان لهكتار واحد في بوركينا فاسو. إذا تم إستئجار العمالة مقابل 3 يورو/اليوم فإن الكلفة ستكون 150 يورو/هكتار. تم إحياء عشرات الالاف من الهكتارات في مناطق الساحل من الاراضي المتدهورة وإعادتها الى الانتاج باستخدام طريقة حفر الزاي، وبالغالب يتم ذلك باستخدام تقنيات متطورة أخرى من التلال الكنتورية والخطوط الحجرية. قام أوسيني زوروم – المدير الأقليمي لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني – بإنشاء مدرسة الزاي. حيث انتشر استخدام الزاي في بوركينا فاسو.ولقد زاد انتاج محصول الذرة الرفيعه من 125 كغم/هكتار بدون الزاي إلى 500 كجم/ هكتار مع الزاي. إنتشر استخدام الزاي بسرعة لانه يُسهّل الحصاد حتى في السنوات قليلة الامطار فإن محصول الدُخّن قد إزداد (300-400 كجم/هكتار) والى ما يقارب (1500-2000 كجم/هكتار) في السنوات الجيدة. وايضاً ارتفع منسوب المياه الجوفيه في الحفر الى 5 أمتار.

تستخدم طريقة الزاي ايضاَ لإحياء البيئة وزراعة الاشجار، حيث أنه بفضل الزاي زاد عدد الاشجار في المزارع عمّا كان عليه قبل 15-20 عاماً، في مقاطعة ياتنجا يذكر احد المزارعين انه كان يمتلك تسعة أشجار فقط في مزارعه عام 1983، وفي عام 1999 اصبحت 2000 شجرة، لطريقة الزاي فعالية عظيمة في اعادة تأهيل الاراضي والغطاء النباتي حيث لا يحتاج الامر اكثر من مجرفة وعامل مُدرب، يجدر بالذكر أن كلفة العمالة ليست بقليلة إنما لها دور كبير في توفير المرابح الكبيرة.

يعتبر الحفر سهلاَ نسبياَ باستخدام العمل اليدوي، وهو الأقل ظهوراً او شهرة في مشروع الاحياء واعادة التأهيل لأن النمط المستخدم يتنوع بسهولة وايضاَ يُمكّن من تجنب التقنيات الميكانيكة في انماط الرقعة الزراعية المُحسّنة. من المفضل أن تتم عملية الحفر اليدوي بطريقة مجتمعية مشتركة حيث يكون التطور ملحوظاً، حيث يمكن للاشخاص أن يحفروا مساحة كبيرة في يوم واحد، وهذا يحتاج التدريب والادوات الجيدة للحفر اليدوي الذي من شأنه أن يوفر عوائد كبيرة. ممكن للمزارعين وعائلاتهم الاستفادة من الادوات اليدوية ، مثلاُ لا حصرا: أدوات McLeod (80 دولاراً أمريكياً)، الادوات والمجارف ذات التحمل العالي (100 دولار)، ومن اجود عبوات الري الفرنسية (50 دولاراً) وكل هذا من شأنه تحسين الانتاجية، وبالامكان ايضاً شراء الادوات اليدوية الحديدة من الحدادين المحليين.

desert restoration

لقد أدّى الزاي إلى تحسين الأمن الغذائي العائلي بشكل كبير وبذات الوقت أدى إلى تحسين البيئة، وقد إنتشر هذا الاسلوب عبر البلدان والثقافات المختلفة. ولربما يكون لاستخدام الوسائل الاخرى في الري وحصاد المياه نتائج جيدة وأهمية كبيرة كذلك.

جرّار الحراثة

هنالك خيارات متعددة لجرار الحراثة المستخدمه حالياً، فمثلاُ يستخدم محراث كيمسد الاسترالي منذ عدة عقود، حيث يمكن جرّه بشاحنة، جيب أو حتى جمل. هذا المحراث يحتوي على موزع للبذو. ويمكن ايضاً استخدام محاريث مشابهة محلية الصنع، يمكن للمحراث ذو القرصين أن يحفر 8 كم بمسافة بينية 1 متر على التوالي وهذا يعني 6.4 هكتاراً باليوم لمدة 300 يوم على مدار السنة وهذا يعني ما يقارب ال 2000 هكتار.

إذا قمنا باستخدام اسطول من الشاحنات رباعية الدفع فإنه بإمكاننا حفر العديد من الهكتارات كل عام. صيانة هذه المحاريث بسيطة جداً وبالامكان صيانتها بأي متجر. أما بالنسبة للبذور فيجب انتقائها وتحديد مصدرها، وإن كانت غير كافية فنزرعها للحصول على المزيد منها، وستكون لدينا سلسلة من المشاتل المحلية القادرة على انتاج الاشتال اللازمة.

نظام فاليراني

يُعد نظام فاليراني لحفر التربة ذو فعالية عالية ولكنه أكثر تكلفة،. يمكن لهذا النظام أن يعالج 20 هكتاراً كل يوم ويمكنه أيضاً حفر 5.720 حوضاً صغيراً. تحتاج الجرارات الكبيرة من فاليراني ومحاريث ديلفي الى صيانه فنية دائمة ومعقدة نوعاُ ما. وممكن لكل جرار ان يكلف ما بين 100-150 ألف دولارا امريكياً وفي بعض الحالات ممكن ان يكلف محراث ديلفي المصنع من قبل ناردي حوالي 40 ألف دولار، وبهذا فإن تكلفة المعالجة والحراثة ممكن أن تصل 100 دولار لكل هكتار بالاضافة الى كلفة الاشتال.

vallerani system for desert restoration

أهداف كبيرة

إن التحدي الاكبر الذي تواجهه البادية حالياً هو معالجة واحياء عشرات الالاف من الهكتارات سنوياً، ولجعل هذا ممكناً فإن هنالك حاجة كبيرة لتجميع وحصاد الماء بجميع الانظمة، من نظام الزاي الى نظام فاليراني. ولذا يجب أن نستثمر في التدريب على هذا التقنيات في المدارس والمجتمعات المحلية في جميع مناطق البادية لتحقيق الفائدة المرجوة، حيث ممكن تزويد كل قرية بالادوات اليدوية الصغيرة لعمل الحفر والخنادق، وممكن استخدام نظام فاليراني للمناطق البعيدة عن القرى وايضاُ استخدام الجرارات المسحوبة بشاحنات الدفع الرباعي. حيث يمكن استخدام المحراث المسحوب بواسطة جرار بقوة 150 حصات في المناطق ذات التربة والمنحدرات المناسبة. فعندما نقوم بمعالجة 10 – 20 % من حواف المنحدرات فإن هذا يعتبر كافياً لتحسين التاهيل للتربة وتحفيزها حتى تتعافى.

يمكن أن يصل هدف إنعاش وإحياء الغطاء النباتي الى 200000 هكتاراً سنوياً مع المجموعة الكاملة من تقنيات حفر التربة المستخدمة. ستقوم ستة فرق باستخدام نظام فاليراني وستقوم بتأمين السائقين والوقود والمعدات للمجتمعات، بالإضافة الى ثمانية عشر حفاراً من طراز فاليراني وهذه مزودة بثلاث اقراص للحرث لمعالجة 360 هكتاراً من أراضي البادية يومياً، أو 130000 هكتاراً سنوياً. حيث يمكن للمحراث المسحوب بجرار أو شاحنة أن يعالج 57000 هكتار وأيضاُ سيكون للحفر اليدوي بنظام الزاي حصة في معالجة 20000 هكتاراً.

سوف يستفيد هذا المشروع من ستة مشاتل اقليمية لجمع وتخزين ومعالجة وحتى زراعة الاشتال، وتشتمل هذه الاشتال على النباتات المخصصة للزراعة في المناطق التي تحتاج المعالجة مثل: البلوط وأشجار الفستق والعرعر وغيرها من الاشجار والشجيرات المحلية كالعنب والزيتون وكذلك الرتم. وبالامكان ايضاً أن يبدأ بتحضير الحدائق المنزلية وتوزيعها عليها مع التعليمات اللازمة بالري والانظمة الاكثر كفاءة للزراعة، ومن المطلوب أن يكون هنالك تدريباً على انشاء أماكن لتجميع مياه الامطار، وبناء الصهاريج وتركيب الخلايا الكهروضوئية بالاضافة الى معالجة مياه الامطار وتحسينها لتصبح صالحه للشرب. إن التكلفة الاجمالية لمشروع بهذا الحجم بما في ذلك اليد العاملة ستصل تقريباً 20 مليون دولاراً سنوياً لمدة عشرين عاماً. وسيتم  تعويض هذه المبالغ بفوائد وتحقيق عوائد في واردات القمح، والطاقة وانخفاض اضرار الفيضانات وزيادة الايرادات السياحية.

ترجمة: ماجدة هلسه

أردنية متعددة الإهتمامات، لديها من الخبرة ما يقارب السبعة وعشرون عاماً في مجال المالية والإدارة في المؤسسات المحلية والدولية، وتعمل ماجدة حالياً مع التعاون الدولي الالماني كموظفة مالية. ومع ذلك كله وعلى الصعيد التطوعي، فإن لديها شغفاً كبيراً بالترجمة في كافة المواضيع والمجالات، وقد بُني هذا الشغف بالخبرة الشخصية والعملية على مدى هذه السنين.

Note: The English version of the article is available at this link.

author avatar
David Bainbridge
David A. Bainbridge is an esteemed ecologist, author, teacher, and historian. His areas of expertise are desert restoration, sustainable agriculture, ecological economics, and more. With over 50 years of experience and a prolific output of over 300 articles, many books and book chapters, David Bainbridge continues to pioneer in the field of sustainability.
Tagged , , , , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

About David Bainbridge

David A. Bainbridge is an esteemed ecologist, author, teacher, and historian. His areas of expertise are desert restoration, sustainable agriculture, ecological economics, and more. With over 50 years of experience and a prolific output of over 300 articles, many books and book chapters, David Bainbridge continues to pioneer in the field of sustainability.

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.