تعرف مبيدات الآفات بالإنجليزية )(Pesticides) وهي عبارة عن مواد كيماوية تستخدم لمكافحة الآفات الزراعية أو أي نوع من الكائنات الحية التي يمكن أن تشكل آفة على المحاصيل الزراعية، ويضعها العلماء في مجموعات وهي المبيدات الحشرية ، المبيدات الفطرية ومبيدات الأعشاب، بالإضافة إلى مبيدات القوارض، مبيدات الديدان الإسطوانية والرخويات ومبيدات العناكب. والمبيدات الزراعية بصورة عامة مركبات سامة وخطرة ويجب إستعمالها بحذر وعند الضرورة فقط بعد استنفاذ كافة أساليب الوقاية وطرق المكافحة الزراعية. وعلى الرغم من وجود فوائدٍ لاستخدام مبيدات الآفات، إلا أنه توجد لها آثارها الضارة الخطيرة، مثل احتمالية التسمم البشري أو تسمم الحيوانات (ووفقاً لبنود اتفاقية استكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة (Stockholm Convention on Persistent Organic Pollutants)، فإن كل عشرة من أصل إثني عشر مركبٍ كيميائيٍ ثابت وشديد الخطورة تمثل مبيدات آفات.
إن معظم المبيدات الكيميائية سامة اذا تم استخداها بطريقة خاطئة ومن الممكن أن تسبب أمراض ضارة بجسم الانسان والحيوان وتحدث تلوث في البيئة ويتم وضع أهم هذه المعلومات خاصة المعلومات الخاصة بالسمية، الأعراض الضارة، الإسعافات الأولية ،الخ .. على البطاقة الإستدلالية(الملصقة) الخاصة بالمنتج لتأثيرها السلبي الشديد في حالة عدم الالتزام. كما إن تزايد استخدام المبيدات الزراعية بمختلف أنواعها لمكافحة الافات الزراعية وآفات الصحة العامة في الدول النامية أصبح مقلقاً ويشكّل خطورة على البيئة وتلك المخاطر لا تقتصر فقط على الاستخدام العشوائي للمبيدات الكيماوية,وانما بعدم وجود آلية صحيحة وتعليمات ناظمة للتخلص من العبوات الفارغة وحيث أن استخدام عبوات البلاستيك المقوى (Polyethylene)هو الاكثر شيوعاً وبالتالي فإن تكدس كميات كبيرة من هذه العبوات في المناطق الزراعية المختلفة على مستوى العالم بشكل عام وعلى مستوى المملكة الاردنية الهاشمية بشكل خاص في ظل وجود مصانع محلية مما يؤدي إلى تلوث بيئي عالي جداً ويساعد باستخدام هذه العبوات بشكل خاطئ من قبل الانسان مثل حفظ الماء والعصير والزيت ، وهناك بعض الوافدين يقومون باستخدامها لصنع الشيشة (الارجيلة ) مما يستدعي ضرورة اتباع برامج توعية وارشاد مستدامة وإيجاد سبل آمنة بيئياً للتخلص من هذه العبوات للحفاظ على صحة الانسان والحيوان والبيئة.
وتشكل عبوات المبيدات الفارغة خطراً عند اعادة استعمالها قد تؤدى الى تسمم الجسم، كما أن العبوات التى يتم التخلص منها في الحقول والأراضى تؤدى الى تلوث فى التربة والمياه الجوفية.أوضحت الدراسات المختلفة على مر السنين ومنها التى قُدمت في المؤتمر الوطني للمبيدات الكيماوية المنعقد بداية عام 2016 ان الإستخدام العشوائي والمتكرر للمبيدات من أهم المشاكل البيئية والصحية في الدول النامية ، اضافة الى مشاكل الآثار السمية الباقية للمبيدات في العبوات الفارغة والتى قدرتها منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة (FAO) بأكثر من 350 ألف ميكروجرام من الآثار السامة الباقية في العبوة الواحدة بعد غسلها.وافادت الدراسة ان الدول النامية تستخدم أكثر من 25 %من المبيدات العالمية وأن 50 % من اجمالي المبيدات المستخدمة سام أو شديد السمية ، وأن أكثر من 70 % من هذه المبيدات لها علاقة بالموت ومعظم المبيدات المستخدمة في الدول النامية هي من النوع الأكثر سمية مقارنة بالدول المتقدمة والتى في الأغلب تتجه نحو الزراعة العضوية الخالية من سموم المبيدات. وحسب الدراسة فإن اليمن تخلصت خلال الفترة 1996 – 2005 م من حوالي 13 طن من العبوات الفارغة للمبيدات (المعدنية والبلاستيكية) خلال مشاريع التخلص من المبيدات المهجورة والتالفة في حين قدرت (FAO) عدد العبوات الفارغة للمبيدات في اليمن في العام 2004م فقط قرابة مليون و500 ألف عبوة فارغة مختلفة وفي العام 2005م مليون و866 ألف عبوة..
على الجانب الاخر فان عدم توفر التعليمات الناظمة لكيفية التخلص من العبوات الفارغة بالطريقة السليمة بيئياً او عدم تحديث المتوفر منها ، تتيح للمزارعيين اتلافها بطرق عشوائية كإلقائها في الحاويات المنزلية أو طرحها في مصارف المياه ( الصرف الصحي او المكبات المكشوفة ) مما يجعلها عرضة لتكون في متناول الاشخاص الذين يجمعون العبوات البلاستيكية والتي تدخل في الصناعات التدويرية او التحويلية دون ادراك منهم بخطورة تلك العبوات.
أما مسؤولية المصنعين للمبيدات فلا تقتصر على طرح أكثر المبيدات أمانا وإنما تكون المسؤولية المشتركة لإدارة المبيدات بين القطاعين العام والخاص بدءاً بالصناعة ، الاستيراد وإنتهاءاً بمرحلة التخلص من المبيدات منتهية الصلاحية والعبوات الفارغة حتى تكون ادارة سليمة بيئياً وتقليل المخاطر على التنوع البيئي والبيئة بشكل عام.
آلية التعامل مع مخلفات المبيدات
يطبق الاجراءات التالية محلياً ولكن بشكل محدود وبحاجة الى لزيادة الوعي والحد من التلوث البيئي :
- العبـوات الفارغة للمبيدات: تنص الأنظمة المعمول بها بالمملكة الاردنية الهاشمية بعدم إعادة استخدام العبوات الفارغة للمبيدات والأسمدة في أي نشاط، ويتم التخلص منها بالطرق الآتية:
- العبوات التى يمكن حرقها:
- أن يتم حرق وإتلاف العبوات الفارغة بالحرق والدفن بعيدا عن المناطق السكنية وعلى أعماق بعيدا عن مستوى الماء الأرضي. عدم تلويث التربة مصادر المياه والبرك والمستنقعات بقاياه المبيد.
- يجب الحذر من حرق العبوات التى لا تنصح الشركة المنتجة بحرقها نظرا لتصاعد أبخرة سامة للإنسان أو الحيوان أو النبات. كما يجب الحذر من حرق عبوات المبيدات التى تحتوى على كلورات لأنها قد تنفجر. فإذا لم توجد هذه التحذيرات على العبوات يمكن حرقها فى مكان بعيد مع مراعاة اتجاه الرياح لعدم حملها باتجاه أماكن تواجد الإنسان أو الحيوان أو النبات
- العبوات التى لا يمكن حرقها:
يراعى أن تفرغ محتويات العبوة وتصفى، والقيام بالغسل الجيد للعبوات (ثلاث مرات على الأقل) واستخدام ماء الغسيل في محاليل الرش. ولا تستخدم العبوات لأي غرض آخر ولو بعد الغسيل، بل يجب التخلص منها بإحدى الطرق الآتية:
- إرجاعها إذا كانت عبوات كبيرة للبائع أو تسليمها لشركات خاصة يمكنها معالجتها وإزالة الرواسب من السموم أو إبطال مفعولها.
- رفع غطاء العبوة وتثقب عدة ثقوب في قعرها وجوانبها ثم يجرى تخفيض حجمها بوضعها تحت عجلات الجرار أو أي وسيلة أخرى ثم وضعها فى حفر ردم مخصصة للتخلص من المبيدات.
- إعادة تدويرها بالتعاون مع إحدى المصانع او الشركات المتخصصة إن وجدت
- فائض وبقايا المبيدات:
هناك عدة طرق للتخلص من مخلفات المبيد والكميات الفائضة عن الحاجة بعد الخلط والاستعمال نلخصها فى الاتى:
- أستعمال أفران حرق خاصة:
تصل درجة حرارة هذه الأفران إلى ما يزيد عن 1000 درجة مئوية وهى الطريقة المعتمدة والمصرح بها عالميا.
- حفر للردم:
هذه الطريقة تصلح للتخلص من كميات قليلة لانها سريعة وقليلة التكاليف ولا تتطلب استخدام آلات خاصة. وتعتمد هذه الطريقة على حجز المبيد فى مساحة صغيرة. يجب اختيار المكان المناسب لحفر الردم (حسب توصيات منظمة الأغذية والزراعية الدولية FAO) بحيث يراعى ما يلى:
- أن تكون الحفر فى مكان مسطح وغير منخفض، يبعد ما لا يقل عن 50-60متر عن اى مصدر للمياه (مجرى، سد، بئر، ….).
- ان يكون المكان لا يمتلئ بالماء ولا تجرفه مياه السيول.
- تجنب الموقع الذي توجد فيه مياه سطحية.
- يجب أن تكون الحفرة بعيدة عن المنازل أو المزروعات أو حظائر الحيوانات.
- يجب أن تكون تربة الموقع جيدة الصرف وعميقة بما لا يقل عن 2-3 أمتار، كما يفضل وجود طبقة طينية قبل الوصول إلى الطبقة الصخرية.
- مكان الردم يجب أن يكون معرض لأشعة الشمس، ولا تستعمل لأي غرض آخر.
- يجب وضع سياج حول الحفرة لمنع اقتراب الأطفال والحيوانات، ووضع علامات تحذيرية.
- المبيدات المنتهة الصلاحية:
نسبة لظروف المملكة الاردنية الهاشمية الجوية، وبناء على التوصيات العالمية، تعطى المبيدات فترة صلاحية سنتين من تاريخ الإنتاج قابلة للتمديد بناء على تحليل عينة عشوائية بالمختبر الوطني. وفى حالة تدهور المبيد وعدم صلاحيته يوصى بإعدام المبيد بالطرق السليمة والموصى بها.
ووفقا لقانون (نظام) المبيدات لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربى المادة (5) التى تنص على شروط اجراءات اتلاف المبيدات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، واللائحة التنفيذية الصادرة تطبيقا لهذا القانون (النظام).
من الهام جداً العمل على ما يلي
- ايجاد آلية سليمة بيئياً للتخلص من العبوات الفارغة للمبيدات وخاصة العبوات البلاستيكية على مستوى الوطن العربي
- وضع التعليمات الناظمة تدير عملية التخلص من العبوات الفارغة بطريقة أمنة بيئياً.
- تصنيف العبوات الفارغة للمبيدات وكيفية التخلص منها بصناعات تحويلية أخرى وبطريقة آمنة بيئياً.
- تشجيع المزارعين وتدريبهم على كيفية التخلص من العبوات الفارغة لديهم على أن تتحمل الشركات الصانعة والوكلاء المحليين لبيع المبيدات بالجزء الخاص بالتخلص من العبوات الفارغة وايجاد آلية من خلال تحملهم جزء من المسؤولية.
- تشجيع المستثمرين في الصناعة التحويلية لعبوات المبيدات الفارغة اسوة بالدول المتقدمة التي تتخذ الطرق والاساليب لادخال مثل هذه النفايات في صناعات تدويرية أخرى آمنة بيئيا.
- إيجاد فرص عمل والمساعدة في الحد من البطالة خاصة لفئة الشباب في حال تشجيع الاستثمار في قطاع الصناعات التحولية أو إقامة مصانع محلية.
- اطلاق حملات لجمع العبوات الفارغة والتخلص منها بطرق امنة بيئيا لتعزيز الجهود الوطنية والمحافظة على صحة الانسان والحيوان والبيئة.
- التخلص من عبوات المبيدات الفارغة ومن آثار المبيدات بطريقة آمنة صحياً وبيئياً، تتمثل بعدم إعادة استخدام عبوات المبيدات الفارغة لأي غرض، والتخلص منها في مواقع التخلص من النفايات الخطرة بالتنسيق مع الجهات المختصة بعيداً عن مصادر المياه أو مياه الصرف الصحي ،ويحظر حرق أو دفن عبوات المبيدات الفارغة.
- تنفيذ حملات إعلامية بشتى انواعها لزيادة الوعي لدى جميع فئات المجتمع بأهمية الموضوع.
- بناء الشراكة الفاعلة مع مؤسسات المجتمع المدني والهيئات والمنظمات الدولية لما لها من تاثير فاعل في الحفاظ على البيئة ودعم برامج التنمية المستدامة.
- دعم أي ابتكار أو إبداع أو دراسات وابحاث في مجال الحد من انتشار مخلفات المبيدات وتطوير عمليات التدوير والمحافظة على البيئة.
- اصدار وسائل ارشادية مختلفة من الجهات المختصة لزيادة الوعي لأكبر شريحة ممكنة في المجتمع.