هناك مقولة تقول “إذا كنت جيدًا في شيء ما، فلا تفعله مجانًا”. ومع ذلك وفي عالمنا المادي اليوم، ستندهش عندما تكتشف أن الأشياء التي تجعلك تنمو وتتطورهي كل الأشياء غير المال. إنها التجارب التي تبنيها والفرص الجديدة التي تجربها والذكريات التي تصنعها، والحياة التي تعيشها، والتغيير الذي تحدثه في العالم. إحدى هذه التجارب التي تغير الحياة هي:التطوع البيئي.
وفيما يلي خمسة أمورٍ رائعة يمكنك تعلمها من كونك متطوعًا بيئيًا
1. كيف تعزز مهارتك
بشكل عام فإن أي عمل تطوعي يساعدك في سبر أغوار نفسك بشكل أفضل، ويعزز مهارتك الشخصية والتفاعلية والمهنيه كذلك بشكل كبير، فإنك عندما تشترك في أي برنامج تطوعي فإنك تعزز المهارات التالية:
القيادة: إن التطوع يعطيك الفرصة لكي تواجه المواقف التي لا بُدّ لك أن تواجهها، وتساعدك على إيجاد حل لها لوحدك، ويغرس بك شعور المسؤولية والمُلكية ويبرز القائد بداخلك. هنالك الكثير من القادة الذين كانوا معتادين قبل تجاربهم التطوعية أن يقولوا “لا استطيع قيادة الناس، أنا لم أولد قائداً!” لم يكونوا يدركون أنهم يستطيعون، وقد ساعدهم التطوع على كيفية اكتساب مهارة القيادة عندما واجهوا الامر الواقع.
الثقة: عندما تتولى القيام بمهام مختلفة وتدرك بأنك قادر على عمل او تنفيذ مشاريع لم تكن تتخيلها، وتتعامل مع مواقف معينة لأول مرة، فستدرك حينها بأن إمكاناتك أكبر مما كنت تعتقد، وسوف تعمل بثقة أكبر وسوف تعرف أنه لا يوجد شيء لا تستطيع فعله إذا بذلت كل جهدك.
المهارات الشخصية: إن كان بإعتقادك أنك إنسان إنطوائي ولا تعرف كيف تتعامل مع الناس، فإن هذا الامر سيتغير بمجرد أن تتطوع بشيء يحرك شغفك، حيث أن التطوع يساعدك على التوسع بشبكة علاقاتك والتعرف على الاخرين الذين يشاركونك شغفك، وهنا فأننا نتحدث عن حياة مليئة بعلاقات حقيقية وثمينة سوف تقوم بصنعها.
إكتساب الخبرات المهنية: يعد التطوع في مجال ترغب به طريقة رائعة لبدء مهنة إذا أردت أن تواصل مسيرتك المهنيه بهذا المجال، لأنك ستتعرف على طبيعة وبيئة العمل وتفهمه جيدا قبل المواصلة به.
إدارة الوقت وإدارة الذات: وهذا الامر مهم جدا خاصةً إذا كنت ستسافر خارجاً للتطوع، حيث أنك سخرج من نطاق “منطقة الراحة” الخاص بك. ستتعلم كيف تعتني بنفسك، وستتعلم كيف تدير وقتك لتناسب عملك التطوعي بكل ما تفعله بحياتك. لأنك تؤمن بقضيتك، واخترت أن تقوم بذلك من غير التزام خارجي وسوف تجد أي طريقة للقيام بالتطوع بالرغم من كل الظروف.
2. تعلم القصص
إن القصص لا تقتصر على البشر فقط، ولكل منا قصة! فالتطوع البيئي يأخذك لعالم يتجاوز البشر، وسيجعلك تدرك أن كل شيء في الطبيعة له قصته الخاصة به. سوف تتمكن من فهم الكوكب الذي نعيش عليه بشكل أفضل، وستدرك حينها بما ندين به له. لا توجد في حياتك تجربة أعظم من هذه التجربة لتتعلم منها، فكل أسرار الطبيعة ستنكشف لكل من يبحث عنها.
3. مساعدة من يفعلون الخير للكوكب
عندما تبحث عن برنامج تطوعي صديق للبيئة، فإن هنالك خيارات متعددة، حيث أنه بامكانك التسجيل في حملات تنظيف مصادر المياه في منطقتك، أو العمل مع المنظمات المدافعه عن البيئة، أو حتى إيجاد حلول صديقة لإدارة النفايات والصرف الصحي، وكذلك التطوع مثلاُ في مزارع حضرية ومساعدة المزارعين بنفس الوقت.
4. إدفعها للأمام (تقديمها للاخرين)
إن التطوع غير مقتصر على الذين يريدون تعلم شيء جديد وحسب، بل أنه وسيلة رائعة لدفع أو نقل المعرفة والخبرة لأشخاص يسعون اليها، بإمكانك أن تتطوع لتصبح دليلاً للرحلات، أو تعليم الاخرين عن أسرار البيئة وكيفية المحافظة عليها بطرق أفضل، إن تمكين الاخرين من اكتساب معرفتك وخبرتك التي اكتسبتها خلال سنوات تطوعك هو من أسمى الامور التي يمكنك القيام بها.
5. كيف تحدث فرقاً
ما هو إرثي؟؟؟ كثير من الناس يخافون ترك هذا العالم بسبب عدم تركهم إرثاً جيداً ليذكره الاخرون به، بعض الناس يسعى للشهرة، وبعضهم يسعون للنجاح والمال، أما أكثرهم حكمة فهم من يبحثون عن طرق لترك وإبقاء العالم مكاناً أفضل لمن يليهم، وما أفضل طريقة لذلك إلا تركه أفضل “حرفيا”؟
تجربة تغيير الحياة بالتطوع البيئي
من أهم الصفات الرائعة ويتمتع بها تقريباً كل المتطوعين هي الشغف، شغفهم بتعلم شيء جديد، شغفهم للنمو والتطور وأيضا شغفهم بإحداث فارق وتحدي العالم أجمع.
وبغض النظر، إن كنت ترغب في تعلم مهارة جديدة أو تقديم خدمة لمجتمعك أو حتى تنظيم رحلة شاطئية مستدامة ومعرفة المزيد عن الارض وكيفية المحافظة عليها، فإنك ستجد كل ما تتمنى في تجربة التطوع البيئي، إنها تجربة ستغير حياتك وتجعلك ترغب في المزيد.
ترجمة: ماجدة هلسه
أردنية متعددة الإهتمامات، لديها من الخبرة ما يقارب السبعة وعشرون عاماً في مجال المالية والإدارة في المؤسسات المحلية والدولية، وتعمل ماجدة حالياً مع التعاون الدولي الالماني كموظفة مالية. ومع ذلك كله وعلى الصعيد التطوعي، فإن لديها شغفاً كبيراً بالترجمة في كافة المواضيع والمجالات، وقد بُني هذا الشغف بالخبرة الشخصية والعملية على مدى هذه السنين.
Note: The English version of the article is available at this link.