عادات سهلة صديقة للبيئة للطلاب: كيف تحدث فرقاً

لم تعد الاستدامة مسألة اختيارية. فمع خطر التغير المناخي والتدهور البيئي الذي يهدد العالم، يجب على الناس الآن تطوير ميولهم الخضراء لعكس تأثيرهم. ويتحمل الطلاب على وجه الخصوص مسؤولية كبيرة في جعل العالم أكثر استدامة. فمن خلال غرس عادات خضراء بسيطة في الحياة اليومية، يمكن للطلاب أن يقللوا من آثار الكربون الخاصة بهم أثناء تقديم مثال يحتذي به الآخرون ويتبعونه.

اختيار وسائل النقل المستدامة

أحد أسهل الأشياء التي يمكن للطلاب القيام بها لضمان الاستدامة هو اختيار وسائل نقل أكثر مراعاة للبيئة. فبدلاً من قيادة السيارة أو استخدام خدمات النقل، يمكن للطلاب المشي أو ركوب الدراجات الهوائية أو المشاركة في رحلات النقل الجماعي أو استخدام وسائل النقل العام. لا يقتصر ذلك على الحفاظ على الكربون فحسب، بل يساعد أيضاً في تطوير عادات صحية أكثر. وفقاً لوكالة حماية البيئة (EPA)، يساهم قطاع النقل بحوالي 29% من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الولايات المتحدة. تمتلك غالبية الكليات والجامعات مراكز لمشاركة الدراجات كما أنها تشجع الطلاب على استخدام وسائل النقل العام.

sustainable transport

التقليل وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير

تُعدّ ثلاثية التقليل وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير حجر الزاوية في الاستدامة. يمكن للطلاب البدء بتقليل الهدر باستخدام زجاجات المياه وأكياس التسوق وأكواب القهوة القابلة لإعادة الاستخدام. ويجب عليهم قدر الإمكان شراء الكتب والملابس والأثاث المستعمل مع التركيز على تقليل توليد النفايات. كما أن إعادة تدوير الورق والبلاستيك والمخلفات الإلكترونية أمر بالغ الأهمية لتقليل المساهمات في مكبات النفايات. وتوجد برامج إعادة التدوير في العديد من الجامعات والكليات، وبالتالي على الطلاب الاستفادة من هذه المراكز.

توفير الطاقة والمياه

يعد الحفاظ على الطاقة والمياه من العناصر الأساسية للاستدامة. يمكن لإجراءات بسيطة مثل إطفاء الأنوار عند الخروج من الغرفة، وإطفاء الأجهزة الإلكترونية عند عدم استخدامها، واستخدام الأجهزة الموفرة للطاقة أن تحدث تأثيراً كبيراً على التوفير في الطاقة. الأنشطة الموفرة للمياه مثل تقليل الاستحمام وإصلاح التسريبات وتركيب الأجهزة الموفرة للمياه توفر الموارد أيضاً. يمكن لقاطني السكن الجامعي والغرف المشتركة مناقشة عادات توفير الطاقة مع زملائهم في السكن لتحفيز شعور جماعي بالجهد الذي يؤدي إلى تقليل استخدام خدمات المرافق. يمكن للطلاب الرجوع إلى موقع Energy Star على الإنترنت للحصول على المنتجات المؤهلة بشهادة الاعتماد بالإضافة إلى نصائح التوفير.

sustainable schools initiative

Eco Clubs provide an opportunity to students to participate in environmental projects and activities.

تبني اختيار الطعام المستدام

خيارات الطعام لها تأثير كبير على البيئة. يمكن للطلاب ممارسة عادات غذائية أكثر مراعاة للبيئة من خلال استهلاك الأطعمة النباتية، والحد من هدر الطعام، وشراء الأطعمة المزروعة محلياً. في دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، يؤدي إنتاج الغذاء إلى ما يقرب من ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم. كما أن الشراء من المزارعين المحليين واستخدام المنتجات العضوية يمكن أن يقلل من الأثر البيئي. تقدم كافتيريات الجامعات الآن بشكل متزايد خيارات نباتية، ويمكن للطلاب أيضًا المشاركة في برامج استرداد الطعام، مما يوفر فائض الطعام للفقراء. وتوفر مصادر ثمينة مثل ”المائدة المستدامة“ (Sustainable Table) معلومات كاملة عن الزراعة المستدامة والخيارات الغذائية المسؤولة.

دعم العلامات التجارية الأخلاقية والمستدامة

يساهم الاستهلاك غير الأخلاقي والموضة السريعة في التلوث البيئي والهدر بشكل كبير. يجب على الطلاب أن يبذلوا قصارى جهدهم للعثور على العلامات التجارية الملتزمة بالاستدامة والتصنيع الأخلاقي. إن اختيار ماركات الأزياء الصديقة للبيئة، واستخدام مواد مدرسية مستدامة، ومراعاة عادات التسوق يمكن أن يكون له تأثير دائم على البيئة. تنتج بعض الشركات الآن ملابس من مواد معاد تدويرها أو تمارس عمالة نزيهة، ويمكن للطلاب التسوق منها.

المشاركة في جهود الاستدامة في الحرم الجامعي

توفر العديد من الكليات والجامعات مشاريع خضراء ونوادي بيئية وبرامج استدامة تشجع الطلاب على المشاركة فيها. يمكن اكتساب خبرة عملية في الحفاظ على البيئة من خلال أنشطة مثل غرس الأشجار، أو حملات التنظيف، أو حملات التوعية بالطاقة المتجددة. بعض الكليات لديها شهادات خضراء لمساكن الطلاب، والتي تعترف بالسكن الطلابي الذي يتبع ممارسات مستدامة. كما يمكن للطلاب أيضاً الحث على اتباع سياسات خضراء داخل الحرم الجامعي، مثل الحد من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد أو إضافة برامج التسميد العضوي.

environmental-education

التثقيف ومناصرة الاستدامة

يبدأ التغيير بشكل أكثر فعالية من خلال التوعية. يمكن للطلاب إطلاع الطلاب الآخرين على كيفية ممارسة الاستدامة، وبدء مناقشات حول المناخ، وتحريك حملات التوعية من أجل تغيير السياسات في مؤسساتهم التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطلاب الاستفادة من الانضمام إلى منتديات الاستدامة عبر الإنترنت كوسيلة لمواكبة أحدث الاتجاهات في مجال الحفاظ على البيئة. تقدم مواقع مثل The Nature Conservancy موارد تعليمية وشبكات تطوعية وإجراءات ملموسة للأفراد الذين يرغبون في المساهمة بشكل إيجابي في الاستدامة.

تقليل حجم البصمة الرقمية

يتجاهل غالبية الناس الثمن البيئي للاستهلاك الرقمي. تستهلك معالجة البيانات، والاستخدام المفرط لوحدات التخزين السحابية، وبث مقاطع الفيديو كمية كبيرة من الكهرباء. يمكن للطلاب تقليل بصمتهم الكربونية الرقمية من خلال إلغاء الاشتراك في رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها، وتقليل دقة بث مقاطع الفيديو، وحذف الملفات القديمة المخزنة على الأنظمة السحابية. ويُعد استخدام محركات البحث مثل Ecosia، التي تزرع الأشجار مقابل كل عملية بحث، طريقة بسيطة أخرى لإظهار الدعم للاستدامة البيئية.

الخاتمة

الاستدامة عملية لا تنتهي وتتطلب جهداً متواصلاً. من خلال تطبيق عادات بسيطة صديقة للبيئة، يمكن للطلاب التأثير بشكل كبير على مجتمعاتهم والعالم بأكمله. من وسائل النقل إلى الاستهلاك الواعي و النشاط البيئي، كل خطوة بسيطة لها أهميتها. وبصفتهم قادة المستقبل وفاعلي التغيير، يمكن للطلاب إحداث تأثير على عالم أكثر اخضراراً – عبر اتخاذ القرار الصحي في كل مرة.

ترجمة: لونا المومني

 أستمتع بالعمل على مشاريع تُحدث تغييرًا حقيقيًا ومستدامًا في المجتمعات. من خلال دراستي وخبرتي في التخطيط الحضري والاستدامة، أتيحت لي الفرصة للتعاون مع أشخاص من خلفيات مختلفة والمساهمة في مبادرات مؤثرة. أواجه التحديات بعقلية عملية تركز على الحلول، سواء من خلال البحث، التنسيق، أو العمل الميداني. أؤمن بأن التقدم يتحقق من خلال التعاون والمرونة والإصرار، وأسعى دائمًا لتطوير نفسي والمساهمة في إحداث فرق إيجابي.

Note: The English version of the article is available at this link.

Tagged , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

About Salman Zafar

Salman Zafar is the Founder and Editor-in-Chief of EcoMENA. He is a consultant, ecopreneur and journalist with expertise across in waste management, renewable energy, environment protection and sustainable development. Salman has successfully accomplished a wide range of projects in the areas of biomass energy, biogas, waste-to-energy, recycling and waste management. He has participated in numerous conferences and workshops as chairman, session chair, keynote speaker and panelist. He is proactively engaged in creating mass awareness on renewable energy, waste management and environmental sustainability across the globe Salman Zafar can be reached at salman@ecomena.org

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.