السياحة والسفر والرحلات البرية والبحرية في العالم باتت ركيزة أساسية في كل مكان. وأصبحت محط أنظار الاقتصاديين في استغلال المكونات الطبيعية و التراثية الثقافية لرفع اقتصاد أي دولة في العالم. و تطورت السياحة في العالم الغربي بشكل كبير, و تزايدت اعداد السياح في العالم مما أدى إلى ظهور مكاتب مسؤولة عن السياحة في كل دولة لحساب عدد السياح من الجانب المحلي الإقليمي والدولي. و تطورت السياحة إلى حد كبير وتعددت أنواعها و مقاصدها؛ حيث وجدت السياحة الطبيعية، الرياضية، العلاجية، التعليمية، الثقافية الحضارية، الخضراء و المستدامة. وكل هذه الأنواع المختلفة من السياحة ضلت في ازدهار مستمر.
حتى ظهر مصطلح السياحة البيئية في عام 1983، و قد تم إعلان العام 2002 عام السياحة البيئية في كيبيك في كندا، حيث زادت نسبة السياحة البيئية بحوالي 10-15% من إجمالي الإنفاق السياحي العالمي، و وفقاً لمنظمة السياحة الدولية فقد قام حوالي 30 مليون سائح دولي برحلات سياحة بيئية. و في هذا النطاق أحتلت جمهورية كوستاريكا الأمريكية المرتبة الأولى عالمياً في تنمية قطاع السياحة البيئية.
وقد عرفت السياحة البيئية من قبل الصندوق العالمي للبيئة بأنه "السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وحضاراتها في الماضي والحاضر. و بمعنى آخر كذلك تعرف السياحة البيئية أيضا بأنها زيارة إلى مناطق طبيعية غير معرضة نسبيًا لأية أضرار، وذلك للتمّتع بالطبيعة وأية معالم ثقافية حاضرة وماضية ترافقها. و يكون السائح مسؤولاً بيئيًا بحيث يحافظ على الموقع الطبيعي، و بأحداث أقل قدر من الضرر على الطبيعة ومواردها.
و تتمركز السياحة البيئية العمانية في عدة مكونات طبيعية منها؛ أولاً، جبال السلطنة الشمالية حيث تبرز جمال المناظر الطبيعية الخلابة مدعومة بالحياة البرية. و تتصف أنشطة السياحة البيئية في الجبال بشيء من المتعة والمغامرة، حيث تقام رياضة تسلق الجبال، و المشي بينها، التخييم الجماعي، اكتشاف المغارات و الكهوف، و تتبع مجاري الأودية للوصول لمناطق ذات جمالية طبيعية. ثانياً، الصحاري إحدى أهم المواقع السياحية في السلطنة و من أهمها صحراء رمال وهيبة و صحراء الربع الخالي المرتبطة بالمملكة العربية السعودية من جهة الغرب. وفيها تقام أنشطة التخييم، مشاهدة النجوم ليلاً و المشي في الكثبان الرملية الذهبية. ثالثاً، المناطق الساحلية و البحرية التي تعد مواقع غنية بالتنوع الإيحائي، ويتضح ذلك في منطقة رأس الحد في المنطقة الشرقية حيث تعشش أربعة أنواع من السلاحف ناهيك عن الشعاب المرجانية الموجودة في بحار السلطنة. و في هذا المجال قد طرحت السلطنة مشاريع لتنمية السياحة البيئية ومنها عُمان تحت الماء و مشروع مشاهدة السلاحف. و قد عرفت المحميات الطبيعية في السلطنة مواقع سياحية بيئية.
و في عام 2010م حصلت السلطنة المركز الأول عالمياً في مجال السياحة البيئية، التي تمنحها صحيفة برلينا تاج زاوتون الالكترونية الالمانية المتخصصة. تعتبر الجائزة مؤشراً إيجابياً على سلامة النهج الذي تنتهجه السلطنة في مجال حماية وصون البيئة والذي يرتكز بشكل أساس على مبدأ تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الشاملة وحماية وصون الموارد الطبيعية.
و في هذا النطاق تتميز السياحة البيئية في عُمان عن غيرها من الدول، حيث تعطي السائح طابعاً مميزاً، و تترك في ذاكرته جمال الطبيعة العمانية و عراقة التراث و التاريخ و سماحة العمانيين في استقبال السياح. و بذلك يتحقق مطلب هذا النوع من السياحة لتبقى الاستدامة في المرتبة الأولى وبذلك تصان البيئات المختلفة و تبقى الموارد الطبيعية في استخدام متوازن للأجيال القادمة.
Oman is indeed a destination for such tourism
I have always enjoyed every bet of it.
Thank you for a great article.
Thanks Mr Mohammed,
Pingback: وعي المواطن ومسؤوليته تجاه تحدي تغير المناخ | EcoMENA