ترشيد الطاقة في المساجد

المسجد هو المكان الذي يستخدمه المسلمون للعبادة ولتأدية صلواتهم على مدار السنة، إضافة الى الدور المحوري الذي يلعبه في المجتمع الاسلامي. تعمل المساجد ضمن جدول زمني محدد ومرتبط بمواعيد الصلوات اليومية الخمس الممتدة على طوال اليوم، وتستغرق كل فترة صلاة من 30 الى 60 دقيقة وهي تختلف من مسجد لاخر، وقد تطول فترة بقاء المصلين في المسجد اكثر من المعتاد في بعض المواسم والصلوات مثل صلاة الجمعة وصلاة العيدين وشهر رمضان. في السنوات الأخيرة اصبحت المساجد شديدة الاستهلاك للطاقة نظرا لإستخدام مكيفات الهواء وسخانات المياه والإنارة وغيرها من الاجهزة الكهربائية. لقد تطور الشكل العمراني للمسجد نتيجة الموقع الجغرافي والبيئة والعوامل المناخية المحيطة، ومع ذلك يمكن تصنيفه من حيث الحجم والموقع وفق ثلاثة انواع :المسجد المركزي الكبير، والمسجد الجامع ومسجد الحي او المصلّى.

تتمثل الأحمال الكهربائية الاساسية في المساجد بأجهزة تكييف الهواء والإنارة وسخانات المياه والتدفئة ومراوح التهوئة ومكبرات الصوت، اضافة الى بعض الثلاجات ومبردات المياه. لذلك يمكن الأخذ بالاعتبار عدة تدابير لتوفير الطاقة وبالتالي الحد من فواتير الكهرباء التي تتكبدها المساجد. فيما يلي العديد من التجارب المضمونة التي تساعد في حفظ الطاقة في المساجد وتحويلها الى مساجد خضراء وصديقة للبيئة:

  • الخلايا الشمسية الكهروضوئية

ان استغلال سطح المسجد بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية يمكن أن يلبي الاحتياجات من الطاقة بشكل جزئي او كلي، هذا ان لم نقل تصدير الفائض الطاقة المُنتجة وبالتالي تأمين مدخول مادي اضافي للمسجد؛ مع العلم ان مساحة سطح المسجد بالعادة تكون كبيرة بما فيه الكفاية ومسطحة وخالية من العوائق التي تمنع وصول اشعة الشمس للخلايا.

  • المكيفات عالية الأداء

ان استخدام المكيفات ذات الكفاءة العالية، والتي لديها عدد اكبر من مؤشر النجوم الدال على قدرة التكييف مقارنة مع استهلاك الكهرباء، كفيلة بخفض فاتورة الكهرباء الشهرية وتقديم خدمة تبريد افضل للمسجد، مع الأخذ بالإعتبار ان اجهزة التكييف قد تم اختيارها او تصميمها من قبل مختصين ووفقا لحاجة المسجد الفعلية، وان أعمال الصيانة الوقائية تنفذ دوريا.

  • منظم الحرارة الذكي (ثيرموستات)

تركيب منظم حرارة متطور لوحدات التكييف وضبطه على درجة حرارة متوسطة، ومبرمج وفق جدول زمني معين بحيث يرتبط بأوقات الصلاة، مع امكانية التحكم به عن طريق الانترنت، ويكون مزودا بحساس استشعار لعدد الاشخاص داخل المسجد لتشغيل اجهزة التكييف بالطريقة المثلى ووفق ما تقتضيه الحاجة لتوفير جو مريح للمصلين.

  • الإنارة بتقنية أل إي دي (LED)

يعتبر هذا النوع من المصابيح من احدث التقنيات الموفرة للطاقة في مجال الإنارة، بحيث يستهلك طاقة أقل بنسبة 90٪ من اللمبات التقليدية المتوهجة، ويتمتع بعمر تشغيلي أطول، وآمن بيئيًا ، ويعكس الألوان بشكل افضل وينتج حرارة أقل.

  • حساسات الحركة والإشغال

تعتمد هذه الحساسات على حركة الأشخاص او تواجدهم داخل المسجد، وبالتالي تتحكم في تشغيل او ايقاف الأنوار ووحدات التكييف وفق المنطقة المأهولة فقط.

  • الستائر الهوائية

ستارة الهواء عبارة عن جهاز يدفع الهواء بواسطة مروحة داخلية ليخلق حاجزًا هوائيًا غير مرئي عند المدخل، وذلك ليفصل بين مساحتين مختلفتين في درجات الحرارة مع ابقاء المجال مفتوحا امام الاشخاص للعبور.

  • النوافذ الزجاجية المزدوجة

إن تركيب النوافذ ذات الزجاج المزدوج المضغوط يشكل عزلا حراريا جيدا مع المحيط الخارجي، فيقلل من تدفق الحرارة المتبادلة بين داخل المسجد وخارجه، وبالتالي يقلل من الطاقة المستخدمة في عمليات التدفئة أو التكييف، مما يؤدي بدوره إلى خفض فاتورة الكهرباء للمسجد.

  • أنظمة الطاقة الشمسية لتسخين المياه

ان تسخين المياه خلال فصل الشتاء يستهلك كمية هائلة من الطاقة الكهربائية، لذلك فإن التحول من نظام كهربائي أو نظام يعتمد على الوقود إلى نظام يعمل بالطاقة الشمسية سيوفر الكثير من الطاقة ويخفض فاتورة الكهرباء ويقلل من الانبعاثات والاحتباس الحراري.

  • تقسيم المناطق داخل المسجد

الفصل داخل المسجد بين المنطقة المستخدمة يوميًا والمناطق الأخرى نادرة الاستخدام، وذلك عن طريق إضافة حواجز أو جدران او ستائر شفافة لحصر المكان واستخدام الأحمال المطلوبة فقط في محيط معين.

  • ضوء النهار الطبيعي

يمكن تقليل تكاليف الاضاءة خلال النهار وذلك بالسماح للضوء الطبيعي من دخول المسجد من خلال فتحات النوافذ المتوفرة عادة في الجدران او الأسطح او القباب، وهذا يؤدي الى زيادة الراحة والتركيز وخلق بيئة صحية وهادئة للمصلين في المسجد.

  • إعادة إستخدام المياه الرمادية

المياه الرمادية هي المياه الناتجة من أحواض الوضوء ومغاسل اليدين وغرف الاستحمام، فهي مياه منخفضة التلوث ويمكن إعادة استخدامها في ري المزروعات والنباتات والأشجار المحيطة بالمسجد.

  • حساسات كشف تسرب المياه

يعتبر تسرب المياه من المشاكل الشائعة في العديد من المساجد، مما يؤدي الى هدر كميات كبيرة من موارد المياه النظيفة والطاقة، ولضمان الإستخدام السليم والآمن والفعال لهذه الموارد لا بد من استخدام أجهزة كشف التسرب والقيام بأعمال الصيانة الدورية للمناطق المعرضة.

الخلاصة

المسجد هو المكان المثالي بالنسبة للمسلمين لعكس تعاليمهم الدينية المتعلقة بالحفاظ على البيئة وحفظ الموارد الطبيعية. فإذا تمكنا من تحويل المسجد من بناء شديد الاستهلاك للطاقة إلى بناء صديق للبيئة وموفر للطاقة، فسيكون من السهل اعتماد أسلوب حياة معتدل وبناء مجتمع واع بيئياً.

author avatar
Walid Yassin
Walid Yassin was born in Lebanon and received the BE degree in Electrical Power and Controls Engineering from Beirut Arab University. He joined Zamil Central Air Conditioners as Design Engineer in 2011 and then he was part of the R&D for product development. In 2017, he was appointed as business development manager for the new business unit known as Zamil Solar and Green Building Solutions.
Tagged , , , , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

About Walid Yassin

Walid Yassin was born in Lebanon and received the BE degree in Electrical Power and Controls Engineering from Beirut Arab University. He joined Zamil Central Air Conditioners as Design Engineer in 2011 and then he was part of the R&D for product development. In 2017, he was appointed as business development manager for the new business unit known as Zamil Solar and Green Building Solutions.

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.