الإسلام و حماية البيئة

حماية البيئة هو جانب هام من جوانب الإسلام. بما اننا خلفاء في الأرض، فإنه يقع على عاتقنا كمسلمين العناية بالبيئة، فهناك غرض محدد وراء وجود أنواع مختلفة، سواء كان ذلك نباتات أو حيوانات.  لذا يتوجب على المسلمين التفكير في العلاقة بين الكائنات الحية وبيئتها والحفاظ على التوازن البيئي الذي خلقه الله فحماية البيئة أمر أساسي للمعتقدات الإسلامية، والبشرية لديها مسؤولية لتضمن الحفاظ الآمن للبيئة

tips to save water in your backyard

حماية البيئة والحفاظ على الموارد 

المنظور الإسلامي حول حماية البيئة يعكس صورة إيجابية عن الإسلام وكيف يحتضن كل مسألة  تواجه البشر على وجه الأرض.  الموقف الإسلامي تجاه البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية لا يعتمد فقط على حظر الاستغلال المفرط ولكن أيضا على التنمية المستدامة، القرآن الكريم يقول:

وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَكُمْ خَلَـٰٓئِفَ ٱلْأَرْ‌ضِ وَرَ‌فَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَ‌جَـٰتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآ ءَاتَىٰكُمْ ۗ إِنَّ رَ‌بَّكَ سَرِ‌يعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٌ‌ۭ رَّ‌حِيمٌۢ   سورة  6:165

يَـٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا۟ وَٱشْرَ‌بُوا۟ وَلَا تُسْرِ‌فُوٓا۟ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِ‌فِينَ   سورة  7:31

شجع النبي محمد صلى الله عليه وسلم غرس الأشجار والزراعة والتي تعتبر سبب للحسنات. ويتضح هذا في الاحاديث التالية  روى أنس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال: ” مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بهيْمَةٌ إلا كان لهُ بهِ صَدقَةٌٌ “

الإسلام ضد قطع أو تدمير النباتات والأشجار دون داع، كما هو واضح في الحديث التالي: عن عبد الله بن حبشي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال “مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ” رواه أبو داود و شجرة السدر تنمو في الصحراء ويُحتاج إليها الي حد كبير في المنطقة قليلة الغطاء النباتي.  والدمار الناجم عن إزالة الغابات في كثير من البلدان يتسبب في تآكل التربة وقتل التنوع البيولوجي للأرض.

تظهر براعة منهج الإسلام في استخدام الموارد الطبيعية، فجميع البشر وكذلك الحيوانات والحياة البرية لها الحق في تقاسم موارد الأرض. ويحظر الاعتداء على أي الموارد من حيث المبدأ الفقهي الذي يقول “ما أدى الي حرام فهو حرام”.

عندما ذهب أبو موسى الأشعري رضي الله عنه الى البصرة كوالي خطب في الناس “ان أمير المؤمنين عمر بعثني اليكم، أعلمكم كتابكم، وسنة نبيكم، وأنظف لكم طرقكم” وعن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى أن يبول انسان في مصدر للمياه او في الطريق او في ظل او في جحر. هذه القيم تظهراهتمام الإسلام بتجنب تلوث الموارد الحيوية وأهمية النظافة.

impact of environment on mental health

نشر الوعي البيئي

هناك طرق مختلفة يمكنك بها رفع الوعي البيئي في الأوساط الشخصية والمهنية. فانتشار الشبكات الاجتماعية بين جيل الشباب يجعل من السهل نشر الوعي البيئي باستخدام حساب الفيسبوك وتويتر وغيرها. وهناك طريقة بسيطة وفعالة تستعمل وهي استخدام رموز الاستجابة السريعة QR Code  في حرم الجامعة.

وفكرة أخرى عظيمة ان تبدأ حملتك في المدرسة أو الكلية أو مكان العمل لزراعة الأشجار. يمكن أن تشجع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وزملاء العمل للتبرع مبلغ رمزي من المال من أجل حملة الزراعة. فزرع النباتات حول مدرستك أو المنزل أو مكان العمل ليس فقط مظهر جمالي ولكن أيضا توفر لكم بيئة صحية وتحسن نوعية الهواء الداخلي. روى جابر رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا ، إِلَّا كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً ، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ ، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ ، وَلَا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ ، إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ”

الخلاصة

الوعي البيئي وحماية الموارد الطبيعية هي جزء لا يتجزأ من المعتقدات الإسلامية. كخلفاء لله على هذه الأرض، يجب علينا الاستفادة من الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة لضمان استمرار عطاء الله لنا. ويتضح بشكل جميل مبدأ الحفاظ في القاعدة التي تقول أنه حين الوضوء لا يجب ان نسرف في الماء ولو كنا على نهر جار. كبشر، نحن القيمين على جميع الخلق، بما في ذلك التربة والهواء والماء والحيوانات والأشجار. من الأهداف الرئيسية لتعاليم الدين الإسلامي وسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بناء والحفاظ على بيئة صحية ونظيفة تخلو من أي مصدر للتلوث وسوء الاستخدام.

ترجمة: طه واكد – مهندس مدني مهتم بشؤون البيئة – مصر

شريك مؤسس في مشروع دقيقة خضراء  –  معد وكاتب حلقات دقيقة خضراء عاليوتيوب

author avatar
Salman Zafar
Salman Zafar is the Founder and Editor-in-Chief of EcoMENA. He is a consultant, ecopreneur and journalist with expertise across in waste management, renewable energy, environment protection and sustainable development. Salman has successfully accomplished a wide range of projects in the areas of biomass energy, biogas, waste-to-energy, recycling and waste management. He has participated in numerous conferences and workshops as chairman, session chair, keynote speaker and panelist. He is proactively engaged in creating mass awareness on renewable energy, waste management and environmental sustainability across the globe Salman Zafar can be reached at salman@ecomena.org
Tagged , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

About Salman Zafar

Salman Zafar is the Founder and Editor-in-Chief of EcoMENA. He is a consultant, ecopreneur and journalist with expertise across in waste management, renewable energy, environment protection and sustainable development. Salman has successfully accomplished a wide range of projects in the areas of biomass energy, biogas, waste-to-energy, recycling and waste management. He has participated in numerous conferences and workshops as chairman, session chair, keynote speaker and panelist. He is proactively engaged in creating mass awareness on renewable energy, waste management and environmental sustainability across the globe Salman Zafar can be reached at salman@ecomena.org

7 Responses to الإسلام و حماية البيئة

  1. Dina Ala'Eddin says:

    نحن خليفة الله تعالى على هذه الكرة الارضية، لو عمل الجميع بهذا المبدأ لما عشنا من دون كم المشاكل البيئية التي نواجهها في عصرنا الحالي، شكرأً على هذا المقال، مقال يحدد لنا نحن كمهتمين في البيئة ويذكرنا لماذا نتشارك المواضيع البيئية ولما نريد الوصول الى حلول

  2. Pingback: الحديث الأخضر - نصائح بيئية من النبي محمد | EcoMENA

  3. Pingback: الإسلام و البيئة | EcoMENA

  4. Pingback: الاستدامة البيئية في الإسلام | EcoMENA

  5. Pingback: الوقود الأحفوري يجب أن يصبح جزء من الماضي | EcoMENA

  6. Pingback: لحفاظ على التنوع البيولوجي في الأردن | EcoMENA

  7. Pingback: الإيمان والعمل البيئي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا | EcoMENA

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.