عندما نتكلم عن المياه، لابدّ لنا من التركيز على المنطقة العربية التي يشكّل سكانها 5 % من عدد سكان العالم، ولكنها لا تمتلك سوى 1% من اجمالي كميّة المياه العالمية. وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فان اثنتا عشرة دولة عربية تعاني من نقص حاد في المياه؛ اذ ان كمية المياه المتؤتية من مصادرمتجددة لا تصل الى 500 متر مكعب للفرد الواحد سنوياً. وقد طرحت الاستراتجية العربية للأمن المائي (2030-2010)، مشاريع لادارة والاستخدام الكفوء لمصادر المياه.
غير ان قطاع الزراعة لا يزال يستهلك 85% من مصادر المياه العذبة في حين لا تتعدّى العائدات الزراعية اكثر من 8% من الناتج القومي. كما ان الدخل العالي للفرد في بعض البلدان العربية، والنمو الحضري وعدم اعتماد القطاع السياحي مبادئ الاستدامة، وتوفّر الكمية الكافية من الطاقة لتحلية المياه، اضافة الى الصراعات التي شهدتها المنطقة وادّت الى الهجرة الداخلية لكمّ كبير من السكّان، كلها عوامل وضغوطات ساهمت في زيادة كمية استهلاك المياه العذبة ونفاذ مصادرها.
فبينما تشكّل الانهار المعمّرة 70% من مصدر المياه العذبة في بعض البلدان كلبنان والأردن، تعتمد بلدان اخرى مثل عُمان والسعودية وسوريا ودولة الامارات العربية المتحدة واليمن على المياه السطحية والانهر الموسمية. اما باقي البلدان العربية الأخرى، فان ثلث امدادات المياه تأتي من المياه الجوفية.
كما يؤدي استخراج المياه الجوفي بشكل مستمر وغير مستدام الى شحّ مخزون المياه الوطني والمشترك بين البدان مما يؤدّي الى نشوء الصراعات. فقد أكّد الباحثون على ان 70 الى 80 % من اسباب الصراع الداخلي في اليمن، هو الحاجة الى المياه في ظلّ تزايد عدد السكان وسوء ادارة المياه.
ولا بدّ من ان نشير الى ان 75% من مصادر المياه، هي من خارج المنطقة العربية بما في ذلك تحلية مياه البحر التي تستهلك كميات ضخمة من البترول الذي بدأ ينفذ وبالتالي يجب التركيز على استحداث آليات تحلية تعتمد على الطاقة البديلة. اذ ينتج عن عملية التحلية مخلفات تؤدي الى تملح البحار المحيطة وزيادة درجة حرارتها وبالتالي تقلل من كفاءة محطات التحلية.
امام هذا الواقع المرير حيث اصبحت الصراع على الماء صراع من اجل البقاء، ندّق في برنامج الامم المتحدة للبيئة في غرب آسيا ناقوس الخطر وندعو الدول العربية الى اتخاذ اجراء سريع لتنفيذ خطط للادارة المتكاملة للموارد المائية، بما في ذلك ادارة الطلب على المصادر المائية المتوفرة واعتماد التكنولوجيا الحديثة والابداع الفكري والفنّي في شتّى استخدامات المياه المنزلية والصناعية والزراعية.
من ناحية اخرى، تعاني المنطقة العربية من تهديد لأمنها الغذائي بسبب اعتمادها على مصادر مائية شحيحة وعلى استيراد موارد غذائية رئيسة من الخارج او الأستثمار في اراضي زراعية خارج حدود المنطقة العربية. لذلك فان التعاون الاقليمي في منطقتنا هو حاجة ملّحة لضمان الأمن المائي والغذائي العربي.
اما على الصعيد العالمي، فلم يكن لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) ان يلزم الصمت وعلى مرأى منه ثلث من سكّان العالم يصارعون من اجل حياة تتلاشى امام ندرة المياه، منهم مليون ونصف طفل يقضون كل عام ظمأى او بسبب الآفات الناتجة عن تلّوث المياه وانعدام امدادات الصرف الصحّي.
ازاء تلك الأزمات التي تسبّبها الحاجة الملّحة الى المياه، وضع برنامج الأمم المتحدة للبيئة استراتجية خاصّة بناءً على طلب من حكومات العالم، من شأنها توفير المبادئ التوجيهية التي يجب ان تتبنّاها السياسات لتحقيق الاهداف المنشودة من حيث تأمين حاجة البلدان للمياه بشكل عادل ومستدام ومكافحة العوامل المناخية والبشرية التي تتسبّب بالجفاف.
اضف الى ذلك، النظام العالمي للرصد البيئي/برنامج المياه، الذي يعتبر ابرز البرامج التي وضعها يونيب وتضمّ مئة دولة حول العالم من ضمنها السعودية والكويت والأردن والعراق. حيث يعمل هذا البرنامج على تعزيز تبادل المعلومات والبيانات حول نوعية المياه العذبة ويساهم في زيادة قدرة البلدان النامية على رصد نوعية المياه داخل القطر او الاقليم.
وان لم يسعنا من خلال هذا النص، ذكر جميع التقارير والبرامج والحلول العالمية والعربية الخاصّة بادارة مصادر المياه، فاننا نشدّد على اهمية الجهود الاقليمية لادماج قضايا المياه بالسياسات الوطنية والدولية في السعي لايجاد الآليات اللازمة للحدّ من الازمات التي يولّدها النقص الحاد في المياه، كتلك التي تسبّبت بنزوح أكثر من 100.000 من سكان شمال العراق عام 2005.
فنظراً للضغوطات التي تعاني منها منطقتنا العربية من التزايد السكاني الى تغيّر المناخ وموجات الجفاف والتصحّر وانحباس الأمطار، تعتبرقضية المياه من ابرز القضايا التي تحتاج الى حلّ يرتكز على التعاون الاقليمي. اذ يعتبر نجاح الاستراتجيات المتعلقة بالمياه رهن الالتزامات السياسية والمالية والبشرية اضافة الى عوامل اخرى كتقييم موثوق لمصادر المياه المتوفرّة.
فلا بدّ لنا من ان نلفت الى دراسات برنامج الأمم المتحدة للبيئة التي قدُّرت مساحة مصادر المياه في غرب آسيا ب 85 كلم مكعب؛ والتي من المرجح ان تنخفض الى 20 بالمئة خلال الخمسين عاما القادمة بسبب عوامل متعدّدة كتغيّر المناخ.
ان الماء بشتى انواعه يختزن ثروات عدّة تشكّل مصدراً للحياة ولانتاج الطاقة المتجدّدة؛ وفي صونه، نشارك برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تحقيق خطّة المستقبل الذي نصبو اليه حتى لا يعاني اي فرد اويقضي بسبب عدم وفرة المياه
If really UNEP like to help countries (rich and poor) suffuring from water scarcity and droughts, I have a innovative solution which allows to use 2/3 less water then drip irrigation to produce the same quantity of food. This solution allows also to mitigate drought by injecting water in deep soil layers, when there is a lot of rains. This injected water will be used by trees during the short droughts( season) or long droughts(2 till 3 years. If UNEP can finance a pilot project using the pachage of this innovative solution, in any country in the world , I am ready to participate in the preparation of this project. This innovative soulution wasy: UNESCO, World Bank, ALECSO.
Please correct as follow in my comment:
If UNEP can finance a pilot project using the package of this innovative solution, in any country in the world , I am ready to participate in the preparation of this project. This innovative soulution was awarded by : UNESCO, World Bank, ALECSO
Pingback: Water Security in the Arab World | EcoMENA
Dear bellachheb
I would appreciate it if you could send me elements of the innovative approach to water saving you are proposing
Dear Fouad,
The innovative approach is based on 2 innovations: the buried diffuser and the draining floater.
The This technology (the buried diffuser) saves a huge of water: to produce the same weight of wood it uses 2 times less water then drip irrigation. This means that with the same water volume the diffuser produces 3 times more then drip irrigation. This is not a dream it has been verified in famers’ field in arid conditions (Tunisia). More then that: “the buried diffuser” allows anticipating the irrigation of the crop (trees or cereals: corn, wheat etc). That means that instead of irrigation in spring and summer, the anticipated irrigation is done during autumn and winter when the water is more available especially from dams, rivers and springs. This good way to alleviate the negative effects of drought (like the one this year in USA) and to escape the crops and make it sure and regular although the climate change. Further then the anticipated irrigation, with buried diffuser, especially for trees plantations, it is possible to inject the water in the deep soil layers of the plantations to be conserved and used (by the trees roots systems) during 3 dry years. Anticipated irrigation and water injection (using buried diffusers) in the deep soil layers are still used by farmers in Tunisia with very interesting results.
The “draining floater” for water “pumping” and distribution for dams, rivers, springs and rain water ground water storage reservoir. This technology does not use any pump and energy it works with gravity using the siphon principle.
for more informations on both technologies you can dowloads the reports using this link:
http://www.chahtech.com/en/buried-diffuser-documentation.html