لكل إنسان الحق في التمتع ببيئة نظيفة وصحية .الجانب الأكثر أهمية في كفاحنا الأزلي ضد التلوث البيئي هو العدالة البيئية. حيث يُعد موضوع العدالة البيئية من أهم المواضيع بالنسبة للمجتمعات المهمشة وذات الدخل المنخفض والنائية أيضاً حيث تتحمل هذه المجتمعات عبئًا لا يتناسب معها بسبب التلوث الصناعي.
كانت الحملات الشعبية التي قدتها سابقاً الاقليات العرقية والمجموعات ذات الدخل المنخفض هي التي وضعت السمات الواضحة لحركة العدالة البيئية في جميع أنحاء العالم. لقد أثبتت العدالة البيئية أنها قادرة على توفير الحماية من خلال التوزيع العادل للمنافع البيئية لجميع شرائح المجتمع.
في العقود القليلة الماضية اكتسب توزيع المنافع البيئية، مثل المساحات الخضراء والهواء النظيف وتقليل التلوث والمياه النظيفة، أهمية أكبر لجميع سكان المدن. نتيجة لذلك، تحولت العدالة البيئية إلى مُخرج أساسي للأنظمة البيئية، متضمنةً بذلك وصول الشعب إلى البيانات البيئية، وتحسين نوعية الحياة من خلال المساواة في الوصول إلى المنتجات البيئية، والأهم من ذلك، المحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
العدالة البيئية متأصلة في التعاليم الإسلامية حول الاستدامة البيئية . وبالحقيقة فإن المسلم هو خادم لجميع المخلوقات، ولديه مسؤولية خاصة تجاه العناية بالبيئة. حسب الشريعة فإن عناصر الطبيعة مثل؛ الأرض والماء وضوء الشمس والغابات، تنتمي إلى جميع الكائنات الحية، وليس فقط الإنسان العاقل. لقد مُنح البشر حرية استغلال الموارد الطبيعية على أساس الوصاية مع الوعد بعدم الإفراط في استغلالها أو إتلافها أو تدميرها.
وهنا تسلط المبادئ الإسلامية – بموضوع العدالة البيئية – الضوء على التوزيع العادل للمنتجات البيئية (الهواء والماء والتنوع البيولوجي والغابات وما إلى ذلك) بين جميع المجتمعات والجماعات، بغض النظر عن الدين والعرق والمجموعات الاجتماعية والمنطقة.
في الإسلام، كل إنسان هو حامي للطبيعة، ويجب أن يعيش في وئام مع المخلوقات الأخرى. وهذا يعني أن على كل مسلم احترام البيئة ورعايتها والعناية بها، والامتناع عن الاستغلال او التفريط بالمنتجات البيئية وإتلاف عناصر الطبيعة بشكل متهور، بما في ذلك الغابات والمسطحات المائية والتربة والهواء.
الإسلام يكره الفساد بجميع أنواعه، بما في ذلك الفساد البيئي، كالتلوث الصناعي، والأضرار البيئية، والاستخدام المتهور للموارد الطبيعية. بالنسبة للمسلمين، فإن العدالة البيئية ليست واجبًا دينيًا فحسب، بل هي أيضًا التزام اجتماعي.
أعطى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أهمية عالية للصحة البيئية، والزراعة المستدامة للأرض، وتقليل النفايات، والمعاملة الإنسانية للحيوانات، والحفاظ على الغابات وحماية الحياة البرية. وكان ينهى عن الاستهلاك المفرط والبذخ و يشجع الاعتدال في جميع مناحي الحياة.
في الختام ، فإن العدالة البيئية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من المعتقدات الإسلامية. بصفتنا رعاة بيئيين لكوكب الأرض، و يجب أن نستخدم نعم الله بطريقة عادلة ومستدامة لضمان توفرها للأجيال القادمة. نحن أوصياء على مخلوقات الله جميعًا، بما في ذلك الأرض والهواء والماء والحيوانات والأشجار، ونتحمل المسؤولية الكاملة عن استخدامها والحفاظ عليها بشكل مستدام.
يؤكد القرآن الكريم والشريعة الإسلامية والأحاديث النبوية الشريفة على العدالة المناخية للجميع، وتأسيس واستدامة بيئة صحية ونظيفة خالية من جميع أنواع الفساد، بما في ذلك التدهور البيئي الناجم عن النشاط البشري.
ترجمه – ماجدة هلسة
ردنية متعددة الاهتمامات، لديها من الخبرة ما يناهز العشرون عاماً في مجالي المالية والإدارة في المؤسسات المحلية والدولية وتعمل ماجدة حالياً مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي كموظفةٍ ماليةٍ. ومع ذلك كله وعلى الصعيد التطوعي، فإن لديها شغفاً كبيراً بالترجمة في كافة المواضيع والمجالات، وقد بُني هذا الشغف بالخبرة الشخصية والعملية على مر السنين