للتأمل أنواع، ومن احدى أنواع التأمل هو المشي في الطبيعة او ما يعرف ب “تأمل المشي”. والبعض يفضل المشي على الجلوس في الحديقة او على الشاطئ. فسكون الطبيعة وجمالها يساعد الفرد في إيجاد الانسجام والتوازن. ولا أهدف من هذا المقال الى القول ان مكان التأمل هو الطبيعة بل يمكن ممارسة التأمل في المكتب أو في المنزل. لكن من منظوري الشخصي يكون أحد أفضل الأماكن للتأمل هو الطبيعة.
البيئة لديها قوة تحويلية، فهي توفر الصفاء وتساعدنا في العثور على أنفسنا مرة أخرى. ان التأمل في مكونات البيئة من نبات وحيوانات يؤدي الى احترام وتقدير هذه المخلوقات. وهذا الاحترام يؤدي الى الحفاظ على البيئة.
مكافحة التلوث وحماية البيئة
في عالمنا الحالي نحتاج للتأمل للحفاظ على البيئة. ففي ظل الثورة الصناعية والتكنولوجيا واستنزاف الموارد الطبيعية، بات من الطبيعي خلق مفهوم جديد بعيد عن تسليع الموارد. ان جعل الموارد الطبيعية عنصرا اقتصاديا قابلا للبيع والشراء عزز الانانية وأدى الى تفضيل المصلحة الشخصية على حماية البيئة. كما دفع الكثير للتعدي على الموارد البيئية واستنزافها لأجل تحصيل المال. فنرى اصطياد الأسماك تحول من الشباك الى سفن ضخمة تجرف كل ما تمر فوقه. ولا يسعنا المجال لذكر التعديات البيئية.
وهنا يأتي دور التأمل والذي يزفه المرء بالإحساس بهذه الموارد وتعظيمها.
تغير المناخ والتأمل
تغير المناخ من المشاكل التي تواجه العالم أجمع وتجر عليه الويلات. ولكي يصبح تغير المناخ أولوية عالمية، يجب خلق وتوضيح نقاط الاتصال بين حياة الناس اليومية وظاهرة الاحتباس الحراري.ومن احدى العوامل التي أدت الى تفاقم هذه الازمة والعديد من المشاكل البيئة هو أن الكثيرين منا لا يدركون ارتباطنا كبشر بالبيئة وأننا جزء منها ولسنا اوصياء علبها. كثيرون لا يدركون فائدة إقامة علاقة أفضل مع الطبيعة. ويأتي هنا دور والتأمل، الذي يمكن أن يؤدي الى الوعي المستنير الذي يمكن من فهم أفضل للمناطق الطبيعية المحيطة بنا.
يمكن لليقظة ان تؤدي الى تغير في طريقة تفكيرنا وطريقة معالجتنا للأزمات الاجتماعية والبيئية التي تواجهنا. لذا من الممكن بتضافر الجهود ان يساعدنا في بناء مجتمع أكثر استدامة. نستنج من أعلاه ان التأمل يساعد في تنمية التعاطف وتعزيز قيمنا الأخلاقية الجوهرية مما ينعكس بدوره على رفع الظلم وإدراك العدالة الاجتماعية وتغليب المصلحة العامة. وعلى الإنسان أن يعي نعمة وجود الطبيعة الجميلة حوله فيحافظ عليها، فالوعي بالأخطار الناجمة عن التصرفات الغير واعية تؤثر سلبا على حياة جميع أنواع المخلوقات. فالتفكر ومعرفة أهمية الحفاظ على توازن الطبيعة يؤدي الى تنمية مستدامة على الصعيد البيئي والاقتصادي والاجتماعي.
Pingback: الضرر البيئي الناتج عن الصناعة | EcoMENA
Pingback: التامل والتغير المناخي | Amaretna