الحس البيئي – البعد النفسي والروحي

الحس البيئي كمفهوم كان محط حوار جمعني عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع الخبير العماني في الشأن البيئي المهندس يحيى البلوشي، ووجدت ان ذلك يدخل ضمن واقع مؤثرات العلاقة التي تربط الانسان مع المحيط البيئي ما دفعني الى اعتبار ان الحس البيئي يتمثل في منظومة المشاعر والاحاسيس النفسية والروحية والقيم والمفاهيم المرتبطة بالعلاقة الانسانية مع البيئات الطبيعية والمحيط البيئي للانسان وتلك العلاقة والارتباط الوجداني يترك اثره المباشر والفعلي في تكون قيم السلوك الرشيد والمسؤولية الاخلاقية للفرد والمجتمع في تبني ثقافة العلاقة الموزونة والنهج الواعي في تنظيم العلاقة السليمة مع النظم البيئية وصونها من مختلف اشكال التلويث والتدمير وبناء ثقافة مجتمعية تساهم في تحقيق إستدامة معالم النظام البيئي.

المحفز الفعلي في تكوين الحس البيئي للفرد والجماعة يتمثل في القيمة المادية والمعيشية والروحية للبيئات الطبيعية كمصدر للحياة واستدامة البقاء، وأيضا في عنصر الخطر الذي تتسببه الممارسات غير الرشيدة وتدمير نظم البيئات الطبيعية المصدر الحيوي لحياة وبقاء الانسان، وانعدام المسؤولية الاخلاقية في العلاقة مع نظافة المحيط البيئي وتلويث محيطه الحيوي والتسبب في الاخلال بالامن البيئي للانسان.

الأثر الفعلي لذلك الواقع يمكن ان نلمسه في سياق قراءة الاحداث المرتبطة بواقع العلاقة مع معالم النظام البيئي، وتتجسد تلك الاحداث في جوانب العلاقة غير المسؤولة وغير الاخلاقية مع نظم البيئات الطبيعية والمحيط البيئي للانسان المتمثلة في استخدام البيئة في العمليات الحربية والقاء النفايات في البيئات الطبيعية وإغراق وطمر النفايات الخطيرة في أراضي ومياه الدول، وتنفيذ الانشطة التنموية غير المدروسة والتسبب في تدمير معالم البيئات الطبيعية وتلويث المحيط البيئي بالمخلفات والغلاف الجوي بالانبعاثات الخطيرة-

وكذلك المواقف الملموسة للانسان التي تجسد مشاعره وأحاسيسه في تفعيل المواقف الإيجابية التي تدفع باتجاه تجنيب النظام البيئي خطر تدهوره، وذللك الواقع يندرج ضمن معادلة ردات الفعل الانساني في قمع الانشطة المدمرة للبيئة وبناء المقومات القانونية والادارية والفنية والرقابية كادوات مهمة في تنظيم العلاقة مع معالم البيئات الطبيعية وصون إستدامة النظام البيئي.

هنا يمكن القول ان الخطر الذي يهدد مصالح الانسان يؤدي الى ردت الفعل وتلك هي المشاعر الانسانية التي تجسد واقع الحس البيئي، وان ما توصلت اليه البشرية من تفاهمات وتحديد المعايير الدولية في شأن تنظيم العلاقة مع النظام البيئي وبناء القواعد القانونية والادارية والرقابية كأدوات ردع للمخالفات والتجاوزات في العلاقة مع البيئة وفرض المسار السليم في تنظيم العلاقة المتبادلة بين الانسان والنظم البيئية لصون حياة الانسان وإستدامة بقائه على البسيطة تمثل تجسيدا فعليا لمضمون وجوهر الحس البيئي.

author avatar
Shubbar Al-widae
Dr. Shubbar Ibrahim Al-Widae is a renowned environmental consultant with expertise in environmental law, environmental management and environmental education. He is the recipient of numerous certificates of appreciation from a wide range of ministries and institutions, the most important being the Distinguished Employee Award in 2001 from the Government of Sharjah. باحث في الشأن البيئي دكتوراه في القانون البيئي ناشط في العمل المدني البيئي حائز على جائزة الشارقة للتميز الوظيفي. حائز على جائزة الشارقة للعمل التطوعي
Tagged , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

About Shubbar Al-widae

Dr. Shubbar Ibrahim Al-Widae is a renowned environmental consultant with expertise in environmental law, environmental management and environmental education. He is the recipient of numerous certificates of appreciation from a wide range of ministries and institutions, the most important being the Distinguished Employee Award in 2001 from the Government of Sharjah. باحث في الشأن البيئي دكتوراه في القانون البيئي ناشط في العمل المدني البيئي حائز على جائزة الشارقة للتميز الوظيفي. حائز على جائزة الشارقة للعمل التطوعي

One Response to الحس البيئي – البعد النفسي والروحي

  1. Pingback: السلوك المستدام : مسؤولية اخلاقية | EcoMENA

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.