يضيف البستانيون والمزارعون السماد بشكل عام إلى التربة لتحسين خصائصه الفيزيائية، فالسماد ببساطة هو مادة عضوية متحللة – يمكن أن يكون غُصين مادة عضوية، ويمكن كذلك أن يكون قشر الموز والبيض. سنتعرف في هذه المقالة على كيفية الاستفادة من المخلفات العضوية في منازلنا وتحويلها لسماد عضوي.
مؤخراً ساهم انتشار الوعي البيئي والاهتمام بالصحة في نمو الطلب على الأطعمة العضوية والطبيعية خصوصاً تلك المزروعة في المنزل. وبات الناس مهتمين أكثر بتبني الممارسات المستدامة في منازلهم؛ ومن ذلك إنتاج السماد الطبيعي في المنزل من خلال إعادة تدوير النفايات العضوية بداءً بالمخلفات الغذائية إلى أوراق الشجر المتساقط في الحديقة.
لماذا (الكومبوست) يفيد البيئة؟
إن عملية الكومبوست أي التسميد مفيدة بشكل كبير للبيئة، ليس فقط لأنها تقلل من فضلات الطعام ونفايات الحدائق التي عادة ما يتم التخلص منها بطرق غير مستدامة بيئياً، بل تساعد بشكل كبير في تقليل كمية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خصوصاً غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان. حيث يعد التسميد طريقة لتقليل انبعاثات الميثان وانبعاثات الكربون، ولكنه يفعل أكثر من ذلك بكثير. نظرًا لأن الكومبوست يستخدم مخلفات المنزل البيولوجية، فإنه يقلل من الحاجة إلى الخيارات من الأسمدة الكيميائية، والتي عادة ما تكون قاسية على الأرض. من ناحية ثانية يعد الكومبوست جزء مهم من دورة النيتروجين؛ حيث تحتاج النباتات إلى تربة غنية بالنيتروجين لتنمو بشكل كامل، ولذلك يعتبر الكومبوست من أحد الطرق الطبيعية لإعادة تخصيب التربة وزيادة المواد العضوية فيها.
الأمر الذي يعني أيضاً الحاجة إلى كميات أقل من الأسمدة الكيماوية الاصطناعية لتغذية النباتات، مما يساهم في إنتاج مزروعات صحية. كذلك يساعد الكومبوست في جعل التربة الطينية أكثر تهوية ويساعدها على التصريف بشكل أفضل، كما ويساعد التربة الرملية على الاحتفاظ بالمياه وعدم تسربها. كما يساعد على المحافظة على توازن درجة الحموضة في التربة. يساعد السماد على الاحتفاظ برطوبة التربة حتى تقل كمية الماء يساهم الكومبوست أيضاً في تحسين البُنية الفيزيائية للتربة حيث يحسن مسامية التربة وجعلها أكثر لزوجة وثقيلة مما يساعد جذور النباتات على وعضوية يزيد السماد أيضًا من ثبات التربة المقاومة والصمود أمام عوامل الطقس المختلفة. وكذلك يساعد الكومبوست في استخدام كمية أقل من الماء حيث يساعد السماد في الاحتفاظ بالرطوبة.
يعد التسميد في المنزل (الكومبوست) طريقة رائعة لتقليل النفايات التي تذهب إلى مدافن النفايات أو محطات إعادة التدوير. ومن ناحية أخرى، عندما يذهب الطعام الموجود في سلة المهملات إلى مكب النفايات، فإنه ينبعث منه غاز الميثان، وهو أحد غازات الاحتباس الحراري المساهمة في تغير المناخ. الفوائد البيئية الأخرى لاستخدام الكومبوست في تحسين التربة المتدهورة وجعلها قادرة على التجدد بشكل طبيعي، إضافة إلى كبح آفات النباتات. كما ويشجع على إنتاج البكتيريا والفطريات المفيدة التي تحلل المواد العضوية لخلق الدبال.
مكونات السماد (الكومبوست)
السماد هو عملية طبيعية تحول المكونات العضوية الخام إلى مادة عضوية غنية تسمى (الدبال) تنتج عن تحلل الفرش الحرجي، عبارة عن مادة إسفنجية بنية داكنة أو سوداء ناعمة أو تشبه الهلام تحمل الماء ومغذيات النبات يساعد التربة على احتواء الماء والهواء. يتكون السماد (الكومبوست) من عدد من العناصر الغذائية مثل: النيتروجين، الفوسفور، البوتاسيوم، كما يتكون من العناصر الكيميائية مثل: النحاس والحديد والمغنيزيوم والكبريت، وبذلك يوفر المغذيات اللازمة لنمو النباتات بعد أن تُنبت البذور في التُربة.
ما الذي يمكن تسميده؟
يمكن تقريبًا تسميد أي شيء من بقايا الخضار والفواكه وقشور البيض ونوى الفكهة وبقايا القهوة وأوراق الشجر المتساقطة وهناك قائمة طويلة من الأشياء التي لا يمكنك تسميدها – ومعظمها تنطبق على المنتجات الحيوانية. من السهل جدًا أن تبدأ بصنع السماد أو الكومبوست في المنزل باستخدام خامات بسيطة من المنزل مثل إعادة تدوير الصناديق الخشبية. يوضع الصندوق المخصص للكومبوست في مكان مشمس حيث تساعد حرارة الشمس على سرعة تحلل خليط أو كومة الكومبوست. وبشكل عام يحتاج الكومبوست إلى أربعة مكونات رئيسية لبدء عملية التحلل وتشمل: النفايات ذات اللون الأخضر مثل أوراق الأشجار والأعشاب، النفايات البنية مثل الأغصان القديمة الجافة، والماء، والكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا.
