للنفايات الغذائية آثار بيئية واقتصادية واجتماعية أيضاً. إن ارتفاع معدلات الدخل والإنفاق الفردية، ومستوى المعيشة، والقدرة على الإنفاق، وسلوكياتنا في إهدار الطعام تؤثر سلباً على مواردنا المحدودة. فأصبح من الشائع أن نرى أكوام من الطعام المتبقي في أطباق الطعام في مراكز التسوق والمطاعم. وللأسف فإن القدرة على الإنفاق أدت إلى زيادة متسارعة في إنتاج وتراكم النفايات الغذائية في دول الشرق الأوسط عامة، وفي دول مجلس التعاون الخليجي خاصة.
ويمكن قياس خطورة الوضع من خلال الحقائق التي تبيّن أنه يتم إنتاج أكثر من 300 طن من النفايات الغذائية يومياً في البحرين، مما يشكل حوالي 11% من النفايات البلدية. حيث يتم إلقاء جميع هذه النفايات في صناديق القمامة ثم جمعها من قِبل مقاولي البلدية، ثم تنقل إلى مكب العسكر الواقع على بعد 25 كليوم متر عن المدينة.
يتوجب على سكان دول الشرق الأوسط أن يدركوا أننا نستورد كميات كبيرة من المواد الغذائية ثم نهدرها دون مبالاة في القمامة. و تشير التقديرات إلى أن ربع الأطعمة التي يتم شرائها تتعفن ويتم إلقاؤها في سلة المهملات قبل أن يتم استخدامها أو أكلها.
يميل الناس إلى شراء كميات أكبر مما يحتاجون، أو مما يمكنهم استهلاكه. وغالباً ما يتركون الطعام الذي تم طلبه أو شراؤه نصف مأكول، وهو سلوك شائع ولكنه غير سليم.
إن ترك بقايا الطعام هو توجه خاطئ يؤدي إلى زيادة الهدر للمواد الغذائية المشتراة، التي لا يتم استخدامها بشكل كامل أو كفؤ، فينتهي بها المطاف في صناديق القمامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن هدر الطعام يكون بنسبة أكبر خلال الموائد المفتوحة (البوفيهات)، حيث تكون خيارات الأطباق أكثر وبكميات غير محدودة. يجب أن يكون التوجه نحو اختيار ما نستطيع أكله فقط.
لقد ازدادت تكلفة الأطعمة المطبوخة وغير المطبوخة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما زاد الضغط على الميزانية المحلية لأرباب الأُسر الذين يكافحون بالفعل لمواجهة تكاليف المعيشة، والسكن، والرعاية الطبية، والنقل وغيرها. مهمتنا الأولى هي تقليل كمية النفايات الغذائية القابلة للتحلل الحيوي من أن ينتهي بها المطاف إلى صناديق القمامة -ومن ثم إلى مكب النفايات. بالإضافة إلى ذلك، إذا قمنا بتطبيق عملية جمع النفايات الغذائية، فإننا نقوم بإزالة جزء كبير من المكونات القابلة للتحلل الحيوي من صندوق القمامة. ويجب علينا أن ندرك أن وصول الطعام إلى المكب وتحلله حيوياً ينتج كمية غازات دفيئة أكثر.
جدية الأمر تتطلب اتباع عادات غذائية وسلوكيات أفضل؛ “أن تأخذ ما تستطيع أن تأكله احتراماً للطبيعة الأم”. يكمن الحل الاجتماعي والثقافي في اتباع طريقة ذكية للتعامل مع الطعام وتجنب إهداره.
دعونا نمارس النصائح التالية للتقليل من النفايات الغذائية في الشرق الأوسط:
- اشترِ ما تريد بالفعل وبكميات محددة.
- شراء المواد الغذائية وخاصة الفاكهة والخضراوات بكميات قليلة وبناءً على حاجتك فقط.
- حاول استخدام الكميات بالشكل الأمثل وتناول ما يتبقى منها أيضا.
- لا تخجل من أخذ/تغليف ما يتبقى من الطعام في الحفلات، فهذا لن يؤثر على احترامك لذاتك وسمعتك.
- يومياً تفقد المواد الغذائية الموجودة في الثلاجة/المجمّد، وسلة الفاكهة الخاصة بك، وتأكد من المواد القابلة للتعفن وانتهاء الصلاحية. وقم باستخدامها أو التبرع بها قبل أن تصبح من النفايات.
- نحن بحاجة لاتباع أجدادنا في أسلوبهم في “شراء الأقل وتناول بقايا الطعام”، والذي أصبح موضة قديمة بحسب ما يعرف بعادات العصر الحديث.
ترجمة: بثينة أبو روزا
ناشطة اجتماعية وبيئية ،رائدة أعمال والمؤسس لشركة قطوف للتدريب التنموي البيئي والتي تعتبر المركز الاول محليا وإقليما المعتمد من مؤسسة سيتي أند جيلد ( City & Guilds) البريطانية المختصة بالتدريب والتعليم المهني، وفقا للمعايير الدولية وبشهادات دولية صادرة من بريطانيا وبمسار مهني في إدارة النفايات وإعادة التدوير.