تطوي البشرية ببزوغ فجر اليوم الاول من عام 2022 صفحة عام مليء بالمآسي، المآسي التي صنعتها النفوس الشريرة وعم بسببها الدمار في البقاع المختلفة من العالم وتدهور بفعلها النظام البيئي لكوكب الارض بيتنا المشترك، وخسرت البشرية بسببها مقوماتها الاقتصادية والمعيشية، وتوسعت قاعدة اللاجئين وجيش الفقراء والمعوزيين، ودفع ذلك الواقع العقول الحكيمة في رفع قامة دعوتها لتبني الحكمة كموروث انساني في معالجة الخلافات بين الجماعات والمجتمع البشري، وثقافة التسامح القيمة الانسانية التي يمكن الاحتكام الى قيمها وعقيدتها وهي القيمة الكفيلة في جعل المجتمعات تعيش في أمان وسكينة.
التعايش بين المخلوقات صفة تتميز بها الكائنات الحية في محيطها الكوني، وهي أكثر رقيا في منظومة علاقاتها ضمن خريطة التنوع الثقافي والانتماء العرقي في المنظومة المجتمعية في بعض البلدان، وذلك التنوع ذي قيمة حضارية يساهم في التفاعل المتناغم والمتبادل بين مجموعة الانواع البشرية في اطار التعايش ضمن الخلية المجتمعية الواحدة، والارتقاء بقيمة الوجود الاجتماعي، وبناء مقومات الرخاء والاستقرار الاجتماعي والتطور الحضاري للمجتمع البشري.
ان ذلك يشير الى ضرورة الحاجة في ترسيخ قيم التواصل والتفاهم والتشارك والصفح لنتمكن من الابحار الآمن وقيادة قاربنا المشترك بوعي وحكمة للعبور الى الضفة الأخرى، لذلك علينا ان نبادر ونشرع في بناء عقد التسامح، وعلينا ان ندرك حقيقة ثابتة بان ثقافة التسامح تمنحكم السعادة والسكينة، ولنسعى في جعلها منهجا لعلاقاتنا وحياتنا المشتركة في العام 2022.