في شهر رمضان نشهد إختلافاً كبيراً في العادات والأنشطة اليومية سواء من عادات الأكل أو الصلاة . وتأتي الدعوة لعدم الأكل والشرب من شروق الشمس إلى غروبها في هذا الشهر لتعزيز قدرات التحمل البدني والعقلي، وفهم الصعوبات التي يواجهها المحرومين ممن ليس لديهم ما يكفي من الموارد لتلبية حاجاتهم الأساسية. ويتجلى المعنى الحقيقي لشهر رمضان بتنقية أنفسنا مع الحرص على صحة الجسم، والروح، وعلاقاتنا الانسانية بالإضافة إلى علاقتنا مع النظم البيئية التي تدعم وجودنا على هذه الارض.
شهر رمضان هو فرصة ذهبية للتفكير في إمكانية التحول نحو “نمط الحياة الخضراء” الذي يتمثل بأسلوب حياة صديقة للبيئة، تتجنب التلوث والإسراف، وتهدف إلى التوفير في استهلاكنا للموارد الطبيعية. نمط الحياة الخضراء يعني تحسين نوعية الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.
دعونا نخلق الوعي حول استخدامنا للموارد الطبيعية خلال شهر رمضان، ونبدأ بالتفكير والتصرف بشكل إيجابي لحماية بيئتنا وتغيير عاداتنا التي تؤثر على النظام البيئي حولنا. دعونا نغتنم هذه الفرصة التي يوفرها رمضان ونعتمد نموذجا للسلوك الأخضر والمسؤول الذي يعالج القضايا البيئية الملحة.
من المعروف أن استهلاك اللحوم والخضار والفواكه بالإضافة إلى المشروبات والعصائر يشهد إزدياداً كبيراً في هذا الشهر. لذلك، دعونا نتأنى بقراراتنا الاستهلاكية ونتناول الطعام الصحي والعضوي بكميات مدروسة. دعونا نزرع الخضراوات والفواكه بالمساحات المتاحة لدينا، ونستخدم المواد الغذائية بحكمة. دعونا نبتعد عن عاداتنا الروتينية التي تلوث الهواء والتربة والمياه. هذا وعلينا أن ندرك أن أي سوء إدارة لمواردنا المتاحة سيكون له آثار لا رجعة فيها على التوازن البيئي وعلى أجيالنا المقبلة.
يقدم رمضان فرصة مثالية لإعادة شحن طاقتنا الروحانية كل عام. فهو أنسب وقت للتكفير عما فات والتفكر في خلق الله. حيث حمل البشر مسؤولية عمارة الأرض التي تتضمن الاستخدام الأمثل للموارد والبيئة بحيث نضمن استدامتها.
ليكن هذا الشهر نقطة تحول في سبيل احترام مواردنا والبيئة من حولنا. وفيما يلي بعض الأفكار الأساسية:
دعم المنتجات المحلية.
التخطيط لاستخدام أمثل للغذاء، دون أي هدر أو إسراف.
ترشيد استهلاك المياه، وخاصة أثناء الوضوء، وتصويب أي مسبب للهدر.
ترشيد استهلاك الطاقة والتنبه لبصمتنا الكربونية.
توليد كمية أقل من النفايات خاصة النفايات الغذائية. بالإضافة إلى ضرورة دعم وممارسة إعادة التدوير وإعادة الاستخدام.
عدم رمي القمامة في المناطق العامة، كالأماكن التجارية والدينية ومناطق التسوق.
الحد من أو عدم استخدام الأكياس البلاستيكية، وتقليل استخدام الورق والقرطاسية.
إطفاء الأجهزة بعد انتهاء الحاجة منها مثل الأضواء، وأجهزة التكييف، والمراوح، والسخانات، وما إلى ذلك.
استخدام الأجهزة الكهربائية مثل الغسالات والمكواة والمكنسة الكهربائية وغسالات الصحون خارج ساعات الذروة.
استبدال المصابيح العادية بمصابيح أقل استهلاكاً للطاقة وإطفاء الأنوارعند عدم الحاجة لها.
القضاء على عادة استخدام المواد المخصصة لاستعمال مرة واحدة، من صحون وأكواب، الخ. وتجنب استخدام الأوعية المصنوعة من الستايروفوم وأدوات المائدة البلاستيكية.
ترجمة: سمر طه
أخصائية في مجال البيئة ودراسات تقييم الأثر البيئي في الأردن، حاصلة على درجتي الماجيستير في التقييم والمراقبة البيئية والعلوم البيئة وإدارتھا وبكالوريوس في إدارة المياه والبيئة.