المكافحة المتكاملة بأنها نظام إدارة تعداد الآفة والذي يستخدم كل الطرق المناسبة لخفض هذا التعداد والسيطرة عليه وبقائها دون الحد الذي يسبب عندها ضرراًإقتصادياً. وبعبارة أخرى:-هي تكاثف طرق المكافحة المختلفة الطبيعية والميكانيكية والحيوية والكيماوية والتشريعية والذاتية في نظام أمثل يهدف إلى تخفيض أضرار الآفات مع المحافظة على سلامة البيئة.
ومن أهم أسس المكافحة المتكاملةمراقبه الآفات وهي المراقبة والرصد والتنبؤ للأطوار الكاملة للآفة وذلك بإستخدام المصائد الفرمونيه، الغذائية والضوئية بالإضافة إلى إعتماد الحد الإقتصادي الحرج وحد الضرر الإقتصادي عند إتخاذ أي قرار بالمكافحة الكيميائية والعمل على تحديد توقيت عملية المكافحة واختيار المبيدات المتخصصة والآمنة بيئياً مع ضرورة تربية وإطلاق الأعداء الحيوية للمحافظة عن البيئة “المكافحة الحيوية” والتركيز علىمكافحة مناطق الإصابة فقط (الرش الجزئي).
فعملية مراقبة الآفات :Monitoringهي عملية فحص وكشف دقيق للنبات تتم على فترات منتظمة وتهدف إلى ملاحظة ومعرفة تواجد الآفة في النبات وعلى أي جزء من أجزائه تشكل خطراً (الكشف المبكر للإصابة)، مراقبة الآفة فيما إذا كانت أعدادها في تزايد.أم لا ، و بهدف معرفة وجود أعداء حيوية ومدى كفاءتها ،وموعد ظهورها وسلوكها بالتغذية ،جمع معلومات كافية عن دورة حياتها وعدد أجيالها وأخيراً الوصول إلى قرار لضرورة المكافحة.
أما توقيت عملية المكافحة فيعتبر من أهم الخطوات التي تُتخذ عند إتخاذ القرار للمكافحة ، لأن بعض أطوار الآفات تكون حساسة للمبيدات أكثر من غيرها ، مما يؤدي إلى زيادة فعالية المبيد ضد الآفة (وهو الهدف الذي نسعى إليهلتخفيض الضرر بقتل أكثر عدد ممكن من الآفاتوالضرر يتمثل فيزيادة في حجم الأفراد وزيادة في عدد الأفراد.
وعند الحديث عن إختيار المبيدات المتخصصة والمناسبةسواء مبيدات ملامسةأو مبيدات جهازية فكثرة مناطق الإصابة ليس بالضرورة رش النبات كاملاً ، إنما نهتم فقط بالضرر الذي تسببه الآفة وليس وجودها. وهذا يعتمد على نوع الآفة وطبيعة الضرر الذي تسببه.
هنالك أسباب عديدة أدت إلى إستخدام المكافحة المتكاملة كبرنامج معتمد دوليا ً للحد من إنتشار الآفات والحد من ضررها الإقتصادي والمحاولة الحثيثة في الحفاظ على البيئة متوازنة ، منها ما هو مرتبط بالمبيدات نفسها ومنها ما هو مرتبط بمحاولة الإعتماد على الطرق الآمنة بيئياً على الإنسان والحيوان والبيئة.
ومن أهم هذه الأسبابأنه يجب أن ندرك أولاً وأخيراً أن المبيدات عبارة عن سموم تفتك بكل ما هو حي ولا ينجو من خطرها حتى الهواء الذي نتنفسه وبالتالي التقليل من إستخدامها حفاظاً على الإنسان والحيوان والبيئة ، المحافظة على الأعداء الحيوية والتوازن البيئيأمر هام لإستدامة الحياة ودعم قرار إختيار أفضل الطرق والمواعيد لمكافحة الآفات. وظهور سلالات مقاومة من الآفات للمبيدات وبالتالي فإن استخدام المبيدات لا يسبب إلا في تلوث البيئة.والحد أو التقليل من مصاريف الإنتاج لتحقيق عوائد أفضل وخاصة مع زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج نتيجة إستخدام الرش العشوائي وغير المنتظم وزيادة الإنتاج نتيجة العمليات الزراعية وتحسين النوعية والتي تعتبر أحد مكونات المكافحة المتكاملة وأخيرا وليس آخراً إشتراط الدول المستوردة بعدم وجود متبقيات أعلى من الحد المسموح به عالمياً مما يقلل من فرص التصدير.
أما وسائل المكافحة المتكاملة: “طرق المكافحة المتكاملة” فهي أولاً مكافحة طبيعية وتشمل مكافحة غير حيوية تتضمن الحرارة، الأمطار، الرياح، الجفاف. ومكافحة حيوية تتضمن المفترسات، المتطفلات، الممرضات. وثانياً المكافحة التطبيقية وتشمل المكافحة الزراعيةوذلك يجعل الظروف البيئية غير مناسبة للآفة وتهيئة الظروف المناسبة لنمو المحصول.
وأهم وسائل المكافحة الزراعيةإختيار التربة المناسبة للمحصول حيث أن كل محصول يحتاج إلى تربة معينة سواء كانت حامضية أو قاعدية أو متعادلة ، إختيار التقاوي السليمة حيث يعد إختيار التقاوي السليمة (بذور – شتل-غراس ….) الخطوة الأولى في المكافحة فعند إختيار تقاوي سليمة تنتج نباتات قوية خالية الآفات والأمراض ،وإتباع الدورة الزراعية من أهم العمليات للمحافظة على خصوبة التربة وعامل مهم في تخفيض الإصابة بالآفات ، وبالنسبة لمواعيد الزراعةفالتبكير بالزراعة يؤدي إلى حماية المحصول وخفض الإصابة من الآفاتوإتباع طرق زراعية مناسبةوعلى عمق مناسب مع التغطية المناسبة يعمل على الحماية من الإصابة، كما أن الحراثة الجيدة عملية أساسية بهدف تفكيك التربة لإستقبال أكبر كمية ممكنة من الأمطار وإزالة الأعشاب الضارة التي تنمو وتؤثر على المحصول، منع تشقق التربة،زيادة خصوبة التربة، تخفيض عدد الآفات بقتلها وتعريضها للظروف الجوية القاسية وللأعداء الحيوية وزيادة قوة نمو جذور النبات لتصبح أكثر انتشاراً. وتنظيم السماد: مصادر السماد : التربة 10-20% – المياه 30-40% – الزبل البلدي- السماد الكيماويوالذي يهدف الى زيادة خصوبة التربة وزيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة وبالتالي يؤدي إلى قوة نمو النبات وجعله أكثر مقاومة للآفات المختلفةزيادة محتواها من العناصر الضرورية للنبات.
وثالثاً المكافحة الميكانيكية:Mechanical control والتي تحتل مكاناً هاماً من طرق المكافحة المتكاملة وتشملإستعمال الحواجز وذلك لمنع إقتراب الآفات من النبات خاصة في البيوت البلاستيكية ، إستعمال المناخل لمنع دخول البعوض والذباب للبيوت.والقتل المباشر للآفة بإستخدام الأسلاك لقتل يرقات الحفار.والجمع اليدوي وهذه الطريقة تعتمد على جمع الحشرات الكاملة واليرقات وقتلها (حشرة الكابنودس)وإستعمال المصائد المختلفة لصيد الحشرات الكاملة وأنواعها: مصائد غذائية جاذبة،مصائد فرمونية،مصائد ضوئية.
رابعاً المكافحة الحيوية ”Biological Control”:وتعبر عن إستخدام الأعداء الحيوية الموجودة في الطبيعة وبمعنى آخر أن لكل كائن حي أعداؤه الطبيعية ، وأهم عناصرها:- الإفتراس، المتطفلات،الممرضات، ومن ميزات هذه الطريقة الإستغناء كلياً أو جزئياً عن المبيدات الحشرية ،قلة تكاليفها النهائية وسهولة تنفيذها في الحقل، تخصصها المطلق في كثير من الأحيان والأهم من ذلك كله أنها غير ضارة للإنسان والبيئة. ومنأهم المفترسات المتوفرة في الطبيعةالعصافير.(البلبل، الخطاف، الشحرور،الوقواق) والضفادع والحشرات المفيدة.(حشرات أبو العيد،أسد المن،ذباب السرفيد)البوم (تهاجم الفأر والجرذ).
وخامسا المكافحة التشريعيةوذلك من خلال التشريعات التي تتخذها الدول لمن دخول أي آفات حجرية من خلال المراكز الحدودية .
سادساً وأخيراًالمكافحة الكيماوية (المبيدات) فالمبيد: هو أي مادة أو خليط من عدة مواد تنتشر في بيئة الآفة بوسائل مختلفة ، فتعمل على قتلها أو منع تكاثرها بهدف تخفيض أضرارها.وتشيرإحصائيات منظمة الصحة العالمية WHO إلى أنه يموت شخص واحد كل دقيقة بسبب التسمم بالمبيدات إضافة إلى الأمراض المزمنة التي تسببها هذه المبيدات.
من ميزات إستخدام المبيداتسهولة إستعمالها،إستعمال مبيد واحد لأكثر من آفة ،إمكانية وجودها بأشكال مختلفة وإمكانية إستخدام الآلة (أجهزة الرش)لتغطية مساحات واسعة .
أما عيوب إستخدام المبيداتفلا تعد ولا تحصى لكن من أهمها أن معظم هذه المواد سام للإنسان والحيوان والبيئة وتقتل الآفة والأعداء الحيوية فتسبب خللاً في التوازن الطبيعي ولها صفة الأثر المتبقي في الغذاء والماء والتربة ومكلفة إقتصاديا خاصةً إذا تم إستعمالها بصورة عشوائية والمخاطر الناجمة عن التعرض المباشر للمبيد وإمكانية ظهور حشرات ثانوية عالية بالإضافة إلى ظهور صفة المقاومة للحشرات وخاصة عند الإستعمال المتكرر وبالتالي زيادة كلفة المنتج الزراعي.
خلاصة القول ندعو المزارعين والمختصين والفنيين والعاملين في القطاع الزراعي في جميع انحاء العالم الى اعتماد ودعم برامج المكافحة المتكاملة للافات الزراعية بكل اركانها الزراعية والتشريعية والحيوية والميكانيكية
اما الكيماوية فكما يقال المبيد شر لابد منه وإستخدامه بنجاح في المكافحة المتكاملة يعتمد على إختيار المبيد المناسب لآفة المناسبة بالجرعة المناسبة والرش بالوقت المناسب وغير ضار للأعداء الحيوية في الطبيعة وآمن بيئياً على الإنسان والحيوان والبيئة.
Pingback: السيناريوهات الزراعية في منطقة الشرق الأوسط