أطلق قادة المسلمين من ٢٠ دولة الاعلان الاسلامي من اجل التغير المناخي لدعوة 1.6 مليار مسلم في جميع أنحاء العالم للنهوض بواجبهم الأخلاقي في التصدي لمسألة تغير المناخ في اطار واجباتهم الدينية .تم تبني هذا الإعلان من قبل ٦٠ مشارك في الندوة الاسلامية المعنية بتغير المناخ المنعقدة بإسطنبول في ال١٧ وال١٨ من شهر أغسطس لعام 2015 ، حيث دعا كافة الأطراف في “مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”، الذي سيعقد في باريس في شهر ديسمبر القادم ويحضره زعماء العالم، ان يقوموا بإتخاذ قرارات والتزامات طموحة وملزمة قانونياً للدول المشاركة، لوقف التغير المناخي واستخدام الوقود الاحفوري عن طريق توفير مسار لوقف الاحترار العالمي بدرجتين او درجة ونصف عن ما قبل الثورة الصناعية.
ويعرض الإعلان قضية أخلاقية، تعتمد على التعاليم الإسلامية للمسلمين و الأشخاص من جميع الأديان في جميع أنحاء العالم لإتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تغير المناخ. الإعلان تمت صياغته من قبل فريق متنوع من علماء الدين الإسلامي من جميع أنحاء العالم بعد فترة مشاورات مكثفة قبل الندوة. وقد سبق إقراره من قبل أكثر من 60 مشاركا بما في ذلك مفتي أوغندا ولبنان. الإعلان الاسلامي يتفق مع الاعلان البابوي للحد من التغير المناخي وحصل ايضاً على دعم من المجلس البابوي للعدل والسلام من الكرسي الرسولي.
يدعو الإعلان إلى التخلص التدريجي السريع للوقود الأحفوري والتحول إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100٪ وكذلك زيادة الدعم للمجتمعات الاكثر تضرراً من آثار تغير المناخ. هذا الاعلان يمثل شريحة واسعة من المجتمع من مختلف الاطياف التي تدعو الحكومات إلى الحد من بصمتهم الكربونية والتخلص التدريجي من استخدامهم للوقود الأحفوري من خلال التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100%. وتحث الدول الغنية والمنتجة للنفط للتخلص التدريجي من جميع إنبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2050. وتدعو الشركات للالتزام بالطاقة المتجددة 100٪ من أجل التصدي لتغير المناخ والحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة.
من بين المتحدثين الرئيسيين في الندوة هم ثلاثة من كبار مسؤولي الامم المتحدة – من برنامج البيئة للأمم المتحدة، و اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وفريق الأمين العام للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ. واشتملت الندوة على عروض من قادة مسلمون مؤثرون، بمن فيهم رجال دين، وناشطون،وعلماء، وأكاديميون، وصناع قرار، وممثلو مجتمع مدني من مختلف أنحاء العالم.
ردود الفعل
“بالنيابة عن مجلس أندونيسيا للائمة و 210 مليون مسلم نرحب بهذا الإعلان، ونحن ملتزمون بتنفيذ جميع التوصيات. إن أزمة المناخ التي يتعين معالجتها من خلال تضافر الجهود، لذلك دعونا نعمل معا من أجل عالم أفضل لأطفالنا، وأطفال أطفالنا. “- دين شمس الدين، رئيس مجلس أندونيسيا للائمة.
“أنا فخور بأن إسمي مرتبط بالإعلان الإسلامي حول تغير المناخ و الذي صدر في اسطنبول اليوم. حيث أني مسلم و أحاول اتباع التعاليم الأخلاقية للإسلام للحفاظ على البيئة ومساعدة ضحايا التغير المناخي. إنني أحث جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم للتصدي لمشكلة تغير المناخ العالمية “- الدكتور سليم الحق، مدير معهد الدراسات البيئية
“اساس الإعلان هو تجديد مبدأ الإسلاميين البيئيين وهو ما سيحفزنا على التحرك مستقبلاً وسوف نكون سعداء عند تبني المجتمع لهذا الاعلان و التطوير منه ايضاً.” – فازلن خالد، مؤسس، المؤسسة الإسلامية للحفاظ على البيئة والعلوم البيئية.
“ بفرح كبير وبروح من التضامن أنني أعبر لكم عن دعم من الكنيسة الكاثوليكية للصلاة من أجل نجاح المبادرة الخاصة بكم ورغبتها في العمل معكم في المستقبل لرعاية بيتنا المشترك، ولتمجيد الله الذي خلقنا “- نيافة الكاردينال بيتر تركسن، رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام، الفاتيكان.
“طاقة نظيفة ومستقبل مستدام للجميع يعتمد على تغيير جذري في فهمنا كيف نقدر الطبيعة وبعضنا البعض. تعاليم الإسلام تؤكد على خلافة البشر في الأرض ،على واجبهم بتصحيح السلوكيات والتحرك من اجل وقف التغير المناخي،”- كريستيانا فيغيريس، الأمين التنفيذي للاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ.
” ما يسعد المجتمع المدني من خلال هذا الإعلان انها قادمة من المجتمع الإسلامي، الذي يمكن ان يغير قواعد اللعبة، كما أنه يتحدى جميع قادة العالم والدول وخاصة المنتجة للنفط، للتخلص التدريجي من انبعاثات الكربون، وتدعم التحول العادل إلى 100٪ طاقة متجددة باعتبارها ضرورة لمعالجة تغير المناخ، والحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم. “- وائل حميدان، المدير الدولي لشبكة العمل من أجل المناخ.
Pingback: الوقود الأحفوري يجب أن يصبح جزء من الماضي | EcoMENA
Pingback: الإيمان والعمل البيئي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا | EcoMENA