أصبح البحث عن مصادر الطاقة المتجددة في الأردن هو الشغل الشاغل لجميع مسؤولين و باحثين كثر في هذا المجال , و رغم بطء التنفيذ و صعوبته أحيانا إلا أنه من الصعب التغاضي عن إيجاد طاقة بديلة عن النفط و الغاز في المملكة .حسب الإحصائيات الواردة في ندوة ( واقع الطاقة بين الاستهلاك والترشيد في الوطن العربي ) والتي عقدت في جامعة عمّان الأهلية ما بين أيلول و سبتمبر العام الحالي , فإن الأردن يستورد اكثر من 97% من مجمل احتياجاته من الطاقة، وان كلفة الطاقة المستوردة العام الماضي بلغت حوالي 4.6 مليار دينار، مشكلة 21% من الناتج المحلي الاجمالي .
وأوضح وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور محمد حامد ان الأردن يواجه معدلات نمو سنوية مرتفعة في الطلب على الطاقة الاولية قياسا بالمستويات العالمية بلغت 5.5%، وبلغ حجم الاستهلاك الكلي من الطاقة الاولية العام الماضي 8 ملايين طن مكافئ نفط، وان نصيب الفرد من استهلاك الطاقة لذات العام 1250 كلغم مكافئ نفط، كما بلغ حجم استهلاك المملكة من الكهرباء عام 2012 حوالي 14275 ج.و.س،ونصيب الفرد من استهلاك الكهرباء 2230 ك.و.س وهي مستويات تزيد عن مثيلاتها في الدول النامية .
وأضاف ان مايزيد على 99.5% من سكان المملكة يتمتعون بخدمة التيار الكهربائي مقارنة ب 67% في العام 1975، وهو مؤشر على الزيادة الكبيرة التي طرأت على الاستهلاك نتيجة النمو الهائل والتطوير الكبير الذي شهدته المملكة .
مع وجود كل هذه الأرقام المتضخمة سنويا, هناك بعض المشاريع الجديّة التي تسعى بشكل دؤوب حول تأمين مصادر يمكن الإعتماد عليها مستقبلاً في المملكة بشكل أساسي . والطاقة الشمسية هي إحدى أهم مصادر الطاقة المتجددة , حيث أن عدد الأيام الشمسية في المملكة يزيد عن 300 يوم وبمعدل يتجاوز 8 ساعات يوميا .
و من هذه المشاريع التي تعتبر خلاصة عام 2013 لإنتاج الطاقة الشمسية في الأردن , وحدات الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في مدرستي قرية الغويبة للذكور والإناث في لواء الأغوار الجنوبية، وذلك ضمن مشروع التعليم المستدام بدعم من الشركة الوطنية العربية للسيارات ” كيا الأردن ” . وهي خطوة سباقة أن يتم تدشين هكذا مشروع في أحد مدارس المملكة .
أما على صعيد الجامعات الأردنية فهناك تقدم ملحوظ , حيث أقامت جامعتي البلقاء التطبيقية و الجامعة الهاشمية الحكوميتين مشروعي الخلايا الشمسية لتوليد الطاقة و تحقيق الإكتفاء الذاتي .
أطلقت وزارة الأوقاف و المقدسات الإسلامية في المملكة مؤخرا مشروع (مسجدي) والذي يهدف إلى مشاركة القطاع الخاص في رعاية المساجد والمساهمة في نفقاتها بحيث يقوم أصحاب الأعمال في القطاع الخاص برعاية مساجد المنطقة التي يعملون بها تقربا إلى الله عز وجل وكجزء من مسؤوليتهم المجتمعية , وانطلاقا من هذا المشروع فقد قررت إدارة شركة ” الأثير ” للصرافة بالتبرع بنظام كهروضوئي لتوليد الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية لمسجد الوفاق الواقع في العاصمة عمان، مما يجعل منه المسجد الأول في الأردن الذي يعمل على الطاقة الشمسية .
و من المشاريع الملفتة حقيقة مشروع وحدات الخلايا الشمسية في مزارع منطقة الأزرق – الواقعة شرق المملكة – لاستخدامها في عدة مشاريع زراعية والتي تتلخص في : ادارة وتشغيل آلات ضخ المياه ، والبيوت البلاستيكية والزجاجية ، وتعقيم التربة ، وتجفيف المحاصيل والسماد العضوي ، وتفريخ الدجاج ، ومعالجة مياه الصرف الصحي والماء الراكد في البرك وذلك نظراً لارتفاع أسعار المحروقات والرغبة في تخفيض فاتورة النفقات الانتاجية .
وحسب بيانات رسمية، يحتاج الأردن حتى العام 2020 إلى استثمارات في قطاع الطاقة المتجددة تتراوح بين 1.8 و 2.2 مليار دولار لإنتاج 10 % من الكهرباء المولدة في المملكة في إطار الاستراتيجية الوطنية التي تسعى إلى رفع مساهمة المصادر المحلية من الطاقة في خليط الطاقة الكلي من 4 % العام 2007 إلى 39 % العام 2020. ويسابق الأردن الزمن لزيادة مصادره المحلية من الطاقة للتخفيف من ضغط فاتورة الطاقة على الموازنة العامة للدولة .
ويشار إلى أن الحكومة وضعت من خلال هيئة تنظيم قطاع الكهرباء أسعار استرشادية للطاقة الكهربائية المولدة بواسطة الطاقة المتجددة من خلال (مرجع قياسي) كحد أعلى, حيث قدرت سعر الكهرباء المولدة بواسطة الخلايا الشمسية بنحو 120 فلسا, ومن الطاقة الشمسية المركزة 135 فلسا.
و في ختام هذا الطرح لابد من تسليط الضوء على السيدة التي أثارت إعجاب العديد من الأردنيين و خصوصا رواد الطاقة المتجددة , السيدة ” رفيعة ” و التي قامت بإنارة 80 منزلا في البادية الشمالية الأردنية , قامت هذه السيدة البسيطة بعد جهد جهيد و عناء كسر حاجز ثقافة ” عيب ” الخاصة بالمرأة في المجتمعات البدوية بالسفر إلى الهند لتلتحق ببرنامج تدريبي مدته ستة أشهر يعلمها كيفية إنارة منزلها ومنازل قريتها باستخدام الطاقة الشمسية، وبدأ الشغف بالتعليم يظهر في الأيام الأولى من البرنامج، وهي تجلس بجانب سيدات من ثقافات مختلفة وتستمع إلى شرح المحاضر عن مكونات الخلايا الشمسية وتحفظ أسماء المكونات ووظيفة كل منها، وتدون ما تفهم في الدفتر .
وبعد مواجهتها لصعوبات المجتمع و التمويل في تطبيق مشروعها الذي اضطرها بمساعدة بعض المتطوعين و الخبراء في مجال الطاقة في الأردن من مخاطبة الحكومة الهندية لشراء المعدات وهذا ما حدث بالفعل . بعد الحصول على المنحة الهندية، نجحت أول سيدة أردنية خبيرة في مجال الطاقة الشمسية بإنارة 80 منزلا آخر في قريتها، ولا تزال قادرة على صنع المزيد إن آمنت حكومة أردنية بجدوى دعم مشروعها في افتتاح مركز لتدريب النساء على استخدام الطاقة الشمسية .
كعادتك مبدعة دوماً ,,, وفقك الله و الى الامام 🙂
بارك الله فيك دكتور , كله بدعمك و تشجعيك المتواصل 🙂 🙂
عند النسخ حرفيا من إحدى الصحف أو المنشورات يرجى ذكر المصدر أو وضع إشارة تدل على الاقتباس.
هناك بعض الأرقام و الحقائق من الأكيد ان يتم اقتباسها من صحف و مواقع و جرائد , وانا سلمت المراجع للمسؤولين لكن من الصعب ان اضيفها على نص المقال , هذا اول مقال لي واعتذر عن هذا الخطأ 🙂
أرجو أن لا يوقفك تعليقي عن الكتابة بما أنه مقالك الأول. وأنا جاهزة لتقديم الدعم إن احتجتِ ذلك 🙂
شكرا جزيلا لك
موضوع في غاية اﻻهمية شكرا لطرحه واتمنى لك كل التوفيق ومزيدا من اﻻبداع
انت المشكورة على دعمك المتواصلة سيدتي و ترقبي المزيد
مبدعة كعادتك حبيبتي علا ………. وفقك الله دائما … والى الامام
🙂
شكرا شكرا مرام جدا ع دعمك إلي 🙂
raw3aaa (Y)
شكرا إلك 🙂
Dear Ola, Good compilation article, and I wish you all the best. One comment: I would really appreciate it if you can refer to the source of the photo you used
Dr Ismael , i will inshallah , this is my first article so there’s a lot of comments i will take them in my next articles , thanks for your wishes
Pingback: نصائح سلمان ظَفَر في العمل البيئي | EcoMENA
Pingback: السعي نحو الاستدامة: جهود القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا