قطاع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط ينمو بوتيرة سريعة جدا، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة هائلة في كمية النفايات الطبية في المستشفيات والعيادات والمؤسسات الأخرى. وفقا للتقرير الصادر من وزارةا لشئون البيئة المصرية، مصر انتجت 28,300 طن من النفايات الطبية الخطرة في عام 2010. وفي منطقة الخليج، يتم انتاج أكثر من 150 طن من النفايات الطبية والمملكة العربية السعودية وحدها تنتج نصف هذة الكمية تقريبا. هذه الأرقام تدل على حجم المشكلة التي تواجهها السلطات البلدية في التعامل مع مشكلة التخلص من النفايات الطبية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
حجم المشكلة
الكمية المتزايدة من النفايات الطبية زادة من التحديات البيئية والصحية في المدن الرئيسية في المنطقة. وتفاقم الوضع لعدة أسباب منها استخدام طرق غير لائقة للتخلص من هذا النوع من النفايات، قلة في التكنولوجيا المستخدمة، وعدم وجود أبحاث في مجال إدارة النفايات الطبية. الإدارة غير السليمة للنفايات الطبية من المستشفيات والعيادات وغيرها من المرافق في منطقة الشرق الأوسط تؤدي لزيادة المخاطر في الصحة المهنية والعامة للمرضى والعاملين في القطاعات الصحية وإدارة النفايات الطبية وناقليها وعامة الناس. حتي انها قد تؤدي أيضا إلى تلوث الهواء والماء والتربة والتي قد تؤثر على جميع أشكال الحياة. والأهم من ذلك، إذا لم يتم التخلص من النفايات بشكل صحيح، قد تٌجمع المعدات الطبية (وخاصة الحقن) من قبل العابثين بالمخلفات وإعادة بيعها والذي قد يسبب في كثير من الأمراض الخطيرة.
طرق إدارة النفايات الطبية في منطقة الشرق الأوسط تقتصر على الحرق على نطاق صغير أو الدفن. ممارسة دفن النفايات الطبية هي مصدر قلق بالغ لأنه تشكل مخاطر كبيرة على الصحة العامة والموارد المائية وخصوبة التربة وكذلك جودة الهواء. في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتم خلط النفايات الطبية مع النفايات البلدية الصلبة و / أو النفايات الصناعية التي تحول النفايات الطبية إلى مزيج من المواد الخطرة.
سياسة “من” المطروحة عام 2004 في تفاقية استكهولم، شددت على ضرورة النظر في المخاطر المرتبطة بحرق نفايات الرعاية الصحية لأنها تنتج كثير من الملوثات التي قد تشمل الجسيمات الصغيرة، والمعادن الثقيلة، والغازات الحمضية، أول أكسيد الكربون والمركبات العضوية. في بعض الأحيان الجراثيم قد توجد في المخلفات الصلبة وعوادم المحارق السيئة التصميم والمدارة بشكل سيء. وبالإضافة إلى ذلك، المركبات العضوية القابلة للترشح، مثل الديوكسين ، وعادة ما تكون موجودة في بقايا الرماد السفلي.
ونظرا لهذه العوامل، فإن العديد من البلدان الصناعية تتخلص تدريجيا من محارق الأدوات الطبية لاستكشاف التقنيات التي لا تنتج أي ديوكسين. ودول مثل الولايات المتحدة وايرلندا والبرتغال وكندا وألمانيا اغلقت بشكل كامل أو وضعت حظر على محارق النفايات الطبية.
التقنيات الواعدة
التقنيات البديلة لمعالجة النفايات الطبية هي التعقيم بالبخار والتعقيم بالبخار المتقدم، والعلاج بالموجات الدقيقة(الميكرويف)، التعقيم الحراري الجاف، والتحلل القلوية، والمعالجة البيولوجية. في الوقت الحاضر، التعقيم بالبخار هو أسلوب العلاج البديل الأكثر شيوعا. أجهزة التعقيم المتقدمة أو تقنيات معالجة البخار المتقدمة تجمع بين التعقيم بالبخار مع الشفط، والخلط الداخلي أو الجزئي، التقطيع الداخلي، والتجفيف، والضغط مما يؤدي إلى تقليص الحجم الى 90٪..
العلاج الموجات الدقيقة هي تقنية واعدة حيث يكن ذلك عن طريق إدخال الحرارة الرطبة والبخار الناتج عن طاقة الميكروويف. العلاج القلوية هو عملية كيميائية فريدة حيث انها تستخدم مادة قلويه حارة لهضم الانسجة البشرية، والنفايات الجرثومية وقطع التشريح، العمليات البيولوجية المستخدمة في صناعة السماد يمكن أيضا أن تٌستخدم للتخلص من المواد العضوية في النفايات الطبية مثل مخلفات المشيمة.
ترجمة
صخر فهد الهذلي- مهندس كيميائي. جدة، المملكه العربيه السعوديه