إدارة النفايات في المغرب

تعد إدارة النفايات الصلبة واحدة من المشكلات البيئية الرئيسية التي تهدد المملكة  المغربية. إذ تنتج هذه الأخيرة أكثر من 5 ملايين طن من النفايات الصلبة بمعدل نمو توليد النفايات السنوي وصل إلى 3 في المئة. و يعاني التخلص السليم من النفايات الصلبة البلدية في المغرب من أوجه قصور رئيسية  تتمثل في عدم وجود البنية التحتية المناسبة والتمويل المناسب في المناطق خارج المدن الرئيسية.

وقد أبان تقرير البنك الدولي،  على أنه في عام 2008، قبل الإصلاح الأخير  “لم يتم  جمع إلا 70 من المئة فقط من النفايات الصلبة البلدية في المدن وأن فقط  أقل من 10 من المئة من النفايات التي تم جمعها هي التي يجري التخلص منها بطريقة مقبولة بيئيا اجتماعيا. هذا مع وجود حوالي 300 مكب نفايات عشوائي، وحوالي 3500 جامع للنفايات، يشكل الأطفال 10 في المئة منهم ،  يعيشون داخل وحول هذه المكبات المفتوحة “.

خطر حرق النفايات

إنه لمن المألوف أن نرى حرق النفايات  كوسيلة للتخلص من النفايات الصلبة في المغرب. حاليا، يتم التخلص من النفايات البلدية  بطريقة هوجاء وغير مستدامة و التي لها آثار كبيرة على الصحة العامة والبيئة. فعدم وجود البنية التحتية لإدارة النفايات يؤدي إلى حرقها كشكل من أشكال التخلص من النفايات غير المكلفة. وللأسف، فإن الآثار الصحية الرئيسية لحرق النفايات هي، يا إما غير معروفة على نطاق واسع أومستهان بها بشكل صارخ  من طرف الغالبية العظمى من السكان في المغرب.

يشكل حرق النفايت مصدر قلق صحي خاص بسبب كمية الديوكسينات الكبيرة التي تنتج أثناء عملية الحرق. إذ يعد الديوكسين من الملوّثات البيئية شديدة السمية التي يتم تحريرها عند حرق النفايات المنزلية. أكثر الديوكسينات التي يتم إصدارها في الهواء أثناء عملية الحرق ينتهي بها المطاف إلى الترسب على أوراق النباتات الخضراء. وبالتالي دخولها في السلسلة الغذائية عبر أكلها من قبل  الحيوانات الحلوبة مثل الأبقار والأغنام والماعز مما ينتج عنه تخزين الديوكسينات وتراكمها في الأنسجة الدهنية لهاته الحيونات. و بمجرد حدوث ذلك، يصبح  من الصعب تجنب الديوكسينات  ويكون الإنسان ، في المقام الأول، الأكثر عرضة لخطر الديوكسينات من خلال تناوله اللحوم ومنتجات الألبان الأخرى، وخاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.

وعلاوة على ذلك، فإن هذا النوع من الحرق في الهواء الطلق يتسبب أيضا في تلوث الجسيمات. ويقصد بهذه الأخيرة، الجسيمات المجهرية التي ينتهي بها المطاف إلى الترسب في الرئتين وبالتالي تسببها في عدد  كبيرمن المشاكل الصحية للإنسان، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية. و للأسف، يعتبر الأطفال وكبار السن الذين يتعرضون للديوكسينات هم المهددون الأكثر بتلك الأمراض. عدا هذا، ينتج عن هذا الحرق مواد مسرطنة ضارة أخرى مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCB)، والمركبات العضوية المتطايرة، وسداسي كلورو البنزين .و من المعروف أن هذه  الملوّثات  تسبب مشاكل صحية عدة تتراوح بين تهيج الجلد إلى تلف الكبد والكلى وحتى في بعض الحالات الأكثر خطورة فقد تم ربطها بالسرطان.

و غالبا ما يحتوي الرماد، نفسه الناتج عن حرق النفايات، على الزئبق والرصاص والكروم والزرنيخ. “بإمكانية امتصاص و ومراكمة خضروات الحديقة  لهذه المعادن،  قد يشكل تناولها خطرا على الصحة. يمكن أيضا للأطفال الذين يلعبون في الساحة أو الحديقة أن يبتلعون، عن دون قصد، التربة التي تحتوي على هذه المعادن. أيضا، يمكن أن يجرف المطر الرماد إلى المياه الجوفية والمياه السطحية، و بذلك تتلوث مياه الشرب والغذاء. “هذا دون التطرق إلى فئة جامعي النفايات الذين يعرضون صحتهم مباشرة للخطر بفرزهم نفايات البلدية.

الجانب الإيجابي

إلا نه هناك خبر سار بخصوص مستقبل إدارة النفايات الصلبة في المغرب و الذي يتمثل في كون البنك الدولي قد خصص 271300000 دولار للحكومة المغربية من أجل وضع خطة إدارة النفايات البلدية . وتشمل تفاصيل الخطة استعادة حوالي 80 موقع دفن النفايات، وتحسين خدمات جمع النفايات، وزيادة إعادة التدوير بنسبة 20٪، وهذا كله بحلول عام 2020. في حين يتوقع  أن يصنع هذا الإصلاح المعجزات لسكان المناطق الحضرية فإن المرء يأمل أن تشمل فوائد هذا الإصلاح  فقط حوالي 43٪ من سكان المغرب الذين يعيشون في المناطق الريفية، مثل أولئك الذين يعيشون في قريتي.

ومما يعد من البديهيات، أنه وبالرغم من توجه المغرب نحو نظام إدارة ، أكثرصداقة للبيئة  وأكثر أمانا، للنفايات الصلبة، فإن عددا كبيرا من سكانه، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، سيغفل عنهم هذا الإصلاح. و حتى يتم بذل المزيد من الجهد، بما في ذلك مبادرات التمويل وزيادة في التعليم، سيظل هؤلاء الناس عرضة لظروف معيشية حرجة بسبب التمويل غير المناسب، و وضعية البنية التحتية والتعليم.

ترجمة

هند سلامة، حاصلة على شهادة الدكتوراة تخصص الكيمياءـ البيئة من كلية العلوم عين الشق جامعة الحسن الثاني ـ المغرب، عملت كمديرة مشاريع في عدة مؤسسات و أعمل حاليا كمستشارة مستقلة في مجال البيئة و التنمية المستدامة و مترجمة  ، هذا عدا عن مساهماتي في البرنامج التطوعي للأمم المتحدة  UNVو متطوعة أيضا مع EcoMENA

author avatar
Catherine Hansen
Catherine Hansen is a returned Peace Corps volunteer and graduate from West Virginia University, where she studied for her Masters in Sustainable Development. She recently returned from a 27-month service in Morocco where she was serving as a Youth Development volunteer designing literacy, health, and environmental programming for youth in collaboration with local associations and volunteers. One of her main life goals is to share her passion for protecting the environment from human harm by bringing awareness to environmental issues that are often times over looked. Through outreach and education, Catherine hopes to inspire a refreshed appreciation for our natural world. She aims to begin her career in environmental services within the year.
Tagged , , , , , , , . Bookmark the permalink.

About Catherine Hansen

Catherine Hansen is a returned Peace Corps volunteer and graduate from West Virginia University, where she studied for her Masters in Sustainable Development. She recently returned from a 27-month service in Morocco where she was serving as a Youth Development volunteer designing literacy, health, and environmental programming for youth in collaboration with local associations and volunteers. One of her main life goals is to share her passion for protecting the environment from human harm by bringing awareness to environmental issues that are often times over looked. Through outreach and education, Catherine hopes to inspire a refreshed appreciation for our natural world. She aims to begin her career in environmental services within the year.

One Response to إدارة النفايات في المغرب

  1. Oussama says:

    I am looking for a job

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.