تعتبر إدارة النفايات البلدية الصلبة أحد أخطر و أصعب التحديات التي تواجهها جميع البلدان في الشرق الأوسط. و قد أدت عوامل عديدة في زيادة تراكم هذه النفايات الصلبة على أرجاء المنطقة. و من هذه العوامل على سبيل المثال إرتفاع معدل النمو السكاني، المدنية، الهجرة، النمو السريع في المجال الصناعي والتوسع الاقتصادي أيضآ. فمن المثير للإهتمام، أن معدل النفايات الصلبة التي تنتج من الشخص الواحد في دول مجلس التعاون الخليجي تعد الأعلى نسبة في العالم. و قد أدى هذا الإرتفاع في حجم النفايات الصلبة إلى خلق بيئة غير صحية لسكان منطقة الشرق الأوسط. حيث قدر حجم هذه النفايات ب 150 مليون طن سنويا.
النفايات البلدية الصلبة في قطر
تعد النفايات البلدية الصلبة ثاني أكبر مولد للنفايات في قطر. فتنتج هذه الدولة ذات المليون و 800 ألف نسمة أكثر من 2.5 مليون طن من هذه النفايات سنويآ, أي ما يعادل 1.6 كجم لكل فرد في اليوم الواحد, و وفقا لدراسات حديثة، إرتفعت هذه النفايات إلى 7000 طن يوميآ. و أيضآ أشارت هذه الدراسات أن ما يقارب 60 بالمائة من هذه المخلفات تتألف من مواد عضوية. في حين تعتبر بقية هذه النفايات قابلة للتدوير مثل الزجاج المعادن والورق والبلاستيك.
تعتبر البلديات المحلية هي الجهات المسؤولة عن جمع النفايات الصلبة في قطر بشكل مباشر، عبر إتخاذ خطوات لوجيستية بالشراكة مع جهات معينة في القطاع الخاص. فيتم جمع و نقل هذه النفايات عبر شاحنات كبيرة مخصصة تغطي أنحاء قطر. ولكن للأسف الطريقة الوحيدة و الشائعة للتخلص من هذه النفايات هو عبر دفنها في مرادم مع العلم بأن هذه الطريقة لا تعتبر حل جيد و بالخصوص في دولة تتميز بصغر مساحتها كدولة قطر. و من أشهر المرادم في قطر أم الأفاعي المخصصة للنفايات الضخمة, مردم روضة راشد لنفايات البناء و الهدم, و أخيرآ مردم الكرانا لنفايات الصرف الصحي.
إستراتيجية الدولة
وفقآ للإستراتيجية التنموية الوطنية في دولة قطر 2011-2016، توضح أن قطر تتوجه في إعتماد إستراتيجية متعددة الأوجه لإحتواء مستويات النفايات الناتجة عن الأماكن السكنية, المواقع التجارية والصناعية و أيضآ تعزيز خطط لإعادة التدوير. و تعتزم الدولة أيضآ على إعتماد التسلسل الهرمي في تبني هذه الخطط. حيث أن الخطوات المراد تتبعها هي كالتالي: الوقاية من أخطار هذه النفايات، تقليل كميتها ، إعادة إستخدامها، إعادة تدويرها و توليد طاقة منها. أما دفن هذه النفايات فهو الخيار الأخير المتبع في التخلص منها.
و تعمل دولة قطر في المستقبل القريب على تبني خطة شاملة لإدارة النفايات الصلبة, والتي من أهم أجندتها تنسيق أنشطة متعلقة بإدارة هذه النفايات سواْء في المنشآت المنزلية, الصناعية, التجارية و في صناعة البناء والتشييد أيضآ. فالهدف المنشود من هذه الخطط هو إعادة تدوير ما يعادل 38٪ من النفايات الصلبة مع العلم أنها لم تتجاوز نسبة 8% حاليآ.
مركز إدارة النفايات الصلبة المحلية القطري
بعد أن تم ملاحظة حجم الخطر الناتج من النفايات الصلبة، ، أنشأت الحكومة القطرية مركز لإدارة النفايات الصلبة المحلية في مدينة مسيعيد الصناعية. و قد وصلت تكلفة المشروع إلى 2 مليار دولار. تم تصميم المركز بحيث يتم تحقيق أقصى قدر من استعادة الموارد والطاقة من النفايات عن طريق تثبيت تقنيات لفصلها, معالجتها وإعادة تدويرها، و من ثم تحويل هذه النفايات إلى طاقة. وفقا لأهداف هذه الإستراتيجية، من المتوقع أن يقلل المركز من كمية النفايات المحلية الي تدفن لتصل إلى 3%- 5% مما سيقلل من نسبة النفايات التي يتم التخلص منها بهذه الطريقة بشكل عام إلى 64 %- 92%.
صممت هذه المنشأة، و التي تعالج حوالي 1550 طن في اليوم الواحد، صممت لتوليد طاقة كافية لتشغيل و الأجهزة و المعدات المختلفة و تلبية مطالب المصنع، كما أنها توفر طاقة بحجم 34.4 ميغاواط لدعم شبكة الكهرباء الوطنية. بالإضافة إلى ذلك سيكون هناك خمس محطات تحويل (جنوب الدوحة وغرب الدوحة، المنطقة الصناعية، دخان و آل خور) مجهزة لإستقبال المواد القابلة للتدوير مثل الزجاج الألمنيوم والورق والبلاستيك، والتي سوف تساعد على تقليل كمية النفايات التي تذهب لمردم أم الأفاعي. يهدف هذا المشروع لجعل قطر دولة رائدة في الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة.
ترجمة:
محمد زياد يامين-طالب بكالوريس في علوم البيئة (جامعة أبوظبي) – ناشط في مجال البيئة– مهتم في الطاقة المتجددة و إدارة النفايات.
1005405@students.adu.ac.aeللتواصل عبر: