يعد النفط اليوم من أهم مصادر توليد الطاقة في العالم، بالطبع بعد اليورانيوم، وقد تم وضع الكثير من المواد تحت التجربة لتكون بديلآ للنفط و لكن لم تتك بالنجاح إلى يومنا هذا.و السبب الرئيس لذلك هو فقدانها الكثافة التي يتمتع بها النفط، فضلا عن أنها لا تحقق معدلات العائد التي يحققها الإستثمار في إستكشاف وإنتاج النفط،. وهناك أيضآ أبحاث علمية تشير إلى أن العالم مقدم على كارثة إذا لم يتوصل لمصدر بديل له، حيث لا يمكن للإقتصاد العالمي أن ينمو حاليآ بدون وجود كميات كافية من الطاقة تتماشى مع إحتياجات هذا النمو. وتتزايد النقاشات اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن العالم بدأ بالفعل بالإقتراب من مرحلة الذروة النفطية.
الذروة النفطية هي مصطلح اخترعه عالم الجيولوجيا الأمريكي الشهير كينج هوبرت في خمسينات القرن الماضي. والذي استطاع ان يتنبأ بالذروة النفطية في بعض المناطق من الولايات المتحدة و التي ستكون في السبعينات. و بالفعل حصل بالضبط ما تنبآ به هذا العالم. فعندما تبلغ عملية استخراج النفط لمستوياتها القصوى، تأخذ في التراجع و تنتهي تدريجيآ. فالنفط يعتبر مورد ناضب أو كما يقال غير متجدد.
فهذه النظرية تؤكد أن الإنتاج العالمي من النفط وصل الي ذروته اليوم وأنه آخذ في الإنخفاض لامحالة بعد أن أستهلك العالم نحو 50 في المائة من احتياطياته النفطية. فهذا يؤكد أن النفط قد يشارف على الإنتهاء إذا لم يتم وضع خطط واضحة و صارمة في ترشيد استهلاكه و كذلك الحث على إستخدام هذا المخزون الإحتياطي بالطرق المثلى. ولكن هذه النظرية لا تجد قبولاً لدى العديد و الذين يشيرون دائما إلى أن مخزون الأرض من النفط كبير جداً ويحتاج فقط إلى استثمارات للتنقيب.
تعتبر المملكة العربية السعودية من أعلى دول العالم تصديرآ للنفط, و الوحيدة القادرة عبر مخزونها الإحتياطي في ضبط و موازنة سوق النفط العالمي. و قدر هذا المخزون ب265.4 مليار برميل أي ما يكفي عند مستوى الانتاج الحالي لأكثر من 72 عاماً. و حسب التقارير الصادرة عن أرامكو فإن هناك حوالي تريليون برميل سيكتشف في المستقبل و الذي سيلبي إحتياجات العالم رغم الإستهلاك الحالي لمدة قرن واحد.
فاليوم تركزالدولة حاليآ جهودها في تنقيب وإستخراج الغاز الطبيعي, حيث أنها لا تستورد الغاز الطبيعي و لكن تعتمد على الإنتاج المحلي له. و بجانب ذلك تقوم المملكة حاليآ بتكثيف استثماراتها الضخمة في مجال الطاقة الشمسية و النووية أيضآ.
ولكن هل يعتمد على الغاز الطبيعي و الطاقة المتجددة كبديلآ عن النفط في تلبية الإحتياجات المحلية للسعودية و التي هي في تزايد ملحوظ كل يوم؟ حيث أن معدل الإستهلاك المحلي في السعودية بلغ في عام 2011 أعلى مستوياته مقارنة بالدول الصناعية, و سجل إستهلاك الكهرباء في المنازل السكنية و المباني النصيب الأكبر منه.
فهل بالفعل أن ذروة النفط قد حان أوانها؟ و إذا ليس اليوم, فمتى؟ و كيف ستكون ملامحها خصوصآ على الدول المعتمدة كليآ على النفط؟ هل ستكون عواقبها متفاوتة سواء على الدول المتقدمة و الغير متقدمة؟ حيث أن الطلب العالمي عليه سيرتفع إلى ذروة تبلغ 110 ملايين برميل يوميا في وقت ما بعد 2020 على أقصى تقدير. أعتقد أن الوقت قد حان لكي يبدأ العالم بالتخطيط لما بعد عصر النفط.
This is interesting Munira. Oil is becoming a critical subject in different parts of the world. We do need to change our behaviours. Well written 🙂
Pingback: حماية البيئة هدف إستراتيجي في رؤية السعودية 2030 | EcoMENA