ظاهرة الاحتباس الحراري كانت كلمة جديدة بالنسبة لي عندما كنت في الصف السادس. مندهش من التأثيرات، سألت أستاذ العلوم، “إذا كان بإمكان طلاب مدرستنا زرع الأشجار؟”. كانت الفكرة هي زراعة حوالي 500 شجرة. لسوء الحظ، جاء الرد بالنفي. في الواقع، لقد كان تحديًا عمليًا بالنسبة لنا هو الحصول على المساحة لزرع والإبقاء على 500 شجرة، وكان ذلك نتاج افكاري وأنا طفل. في وقت لاحق، انتهى بنا المطاف في زراعة خمسة أشجار فقط، عاش منها اثنان. الآن عندما أزور مدرستي، وأنظر إلى الشجرتين اشعر بالفرح. وتعصف بذهني الافكار، ماذا لو زرعنا 500 شجرة وتمكنا من حماية أكبر عدد ممكن من ال 500 شجرة؟
في وقت لاحق، بدأت الزراعة التطوعية والدعوة اليها بسبب افتتاني بالموضوع، وتطوعت مع برنامج “بلانت-ذي-بلانيت” (زراعة الكوكب) حيث قمت بتنظيم ورش عمل حول العدالة المناخية والتي تسمى الأكاديمية (9-15 عامًا) وأيضًا زراعة الأشجار مع أطفال المدارس في نيبال والهند منذ عام 2012. أطلق ونجاي متاهي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (زراعة الكوكب) في يناير 2007، كجزء من حملة بليون شجرة، التي قادها الفتى الألماني فيليكس فنكباينر لمدة 9 سنوات، وفيما بعد ؛ تحولت إلى حملة تريليون شجرة. كانت زراعة الأشجار مشكلة دائمة لأنها تحتاج إلى مساحة مناسبة واصناف متعددة وتغذية منتظمة للتأكد من نموها بشكل صحيح. عبر العمل على نطاق واسع، اكتشفت أن زراعة الأشجار وضمات بقاء العدد الأكبر منها هو هندسة.
منذ عام 2007، زرعت “بلانت-ذي-بلانيت” حوالي 14 مليار شجرة حول العالم. كان هذا ممكنًا عبر التبرعات وبدعم من والحكومة والشركات والجهات الراعية. ومع ذلك؛ الهدف هو زراعة تريليون شجرة حيث انه لدينا المساحة الكافية لزرع تلك الأشجار من دون استعمال الأراضي الزراعية. يمكن أن تمتص تلك الأشجار ربع انبعاثات الكربون التي يصنعها الإنسان، وتعتبر واحدة من أرخص الطرق للحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى 2 درجة مئوية.
تزرع “بلانت-ذي-بلانيت” شجرة واحدة كل 15 ثانية في شبه جزيرة يوكاتان على مساحة 22500 هكتار ويخطط لاستعادة 68000 هكتار أخرى من الأراضي بكلفة يورو واحد فقط لكل شجرة والتي تشمل الحضانة والعناية بها مع نسبة استمرارية تبلغ 94 ٪. ضمن هذا، يمكنهم زرع 100 مليون شجرة بحلول عام 2030. لكن زراعة تريليون شجرة لا تزال غير عملية ضمن هذا المشروع فقط. لقد أدركنا انه هناك حاجة إلى 10000 مشروع مماثل بهذا الحجم لاستعادة تريليون شجرة.
على النقيض من هذه التحديات الرئيسية، قامت تزرع “بلانت-ذي-بلانيت” باطلاق تطبيق يحمل اسمها Plant-for-the-Planet وذلك لإنشاء منصة مشتركة بين منظمات زراعة الأشجار تمكنهم من تحقيق هدف حملة تريليون شجرة التي بدأت في 2018 في موناكو . تم إطلاق التطبيق مؤخرًا في 28 سبتمبر في منتدى المناظر الطبيعية العالمي في نيويورك عقب قمة العمل المناخي للأمين العام للأمم المتحدة. يحتوي التطبيق حاليًا على أكثر من 18000 مستخدمًا وقد تم التبرع بأكثر من 900000 شجرة من خلال هذه البوابة بمتوسط تبرع يبلغ حوالي 45 دولارًا أمريكيًا.
ولأول مرة على الإطلاق، اجتمعت بعض من أفضل مشاريع زراعة الأشجار التي يقودها المجتمع من أكثر من 20 دولة لتقديم تعزيز هائل لجهود إعادة التحريج في العالم. الآن، مع تطبيق “بلانت-ذي-بلانيت”، يمكن للجميع زراعة الأشجار في جميع أنحاء العالم ببضع نقرات. أفضل جزء هو أن كل الأموال التي يتم جمعها تذهب مباشرة إلى مزارعي الأشجار. لا تأخ ذ”بلانت-ذي-بلانيت” اي نسبة مئوية من التبرعات، بل توفر فقط المنصة لجعل التشجير أكثر امكانية. خلال رحلتي، قابلت العديد من الأشخاص ذوي العقلية المتشابهة الذين كانوا يرغبون في زراعة الأشجار ولكنهم كانوا يفتقرون إلى الأفكار أو الوقت، ويمكن لهذا التطبيق أن يضيف قيمة إلى ما يريدون القيام به.
أصدر سبعة شبان من مؤسسة “بلانت-ذي-بلانيت” “تطبيق Plant-for-the-Planet” ، والذي يسمح لأي شخص بزراعة الأشجار حول العالم. يعد التطبيق جزءًا من حملة تريليون شجرة، والتي تساهم عالميا في جهود إعادة التحريج والتخفيف من تغير المناخ. يركز التطبيق على مشاركة الادوات مع جميع المشاريع الأخرى للمساعدة في زيادة جهود إعادة التحريج. إنها شفافة للغاية مع Open Source و Open API حيث يمكن للمستخدمين زراعة الأشجار بدءاً من 10 سنتات وصولا الى 20 دولارًا أمريكيًا. المطور الرئيسي، ساغار أريال ؛ 24 سنة، من نيبال وهو يزرع الأشجار مع بلانت-ذا-بلانيت منذ أكثر من عشر سنوات ، كواحد من 81000 شاب من 73 دولة. قال أريال “وضعت عمل الراحلة وانغاري ماثاي في بالي ، وسكبت كل قلبي وروحي في هذا التطبيق على مدار العامين الماضيين. آمل أن تكون سعيدة وفخورة بنا. ليس لديك شتلة في متناول اليد؟ أو ترغب في تجنب التراب تحت أظافرك؟ تطبيق مؤسسة “بلانت-ذي-بلانيت” هو طريقتك لمساعدة الطبيعة على التعافي من خلال الاختيار من بين 50 مشروعًا لإعادة التحريج تم اختيارهم يدويًا من البلدان النامية. فوائد غرس الأشجار تتعدى منفعة الطبيعة، حيث انها أيضًا مصدر دخل حيوي للمجتمعات الفقيرة التي توفر فرص عمل. هناك العديد من المشاريع القادمة. “
التطبيق سهل الاستخدام للغاية، كل ما عليك فعله هو اختيار المشروع المفضل لديك والتبرع له. الأشجار تزرع لك، لا أعذار. تضاف كل شجرة الى العداد العالمي للأشجار. بالإضافة ، لا توجد رسوم إضافية أو مصاريف خفية على المنظمات غير الحكومية المعنية بزراعة الأشجار أو الجهات المانحة أو أي شخص آخر. يساعد هذا التطبيق على تنفيذ الأهداف الممتازة لتحدي بون – وهو جهد عالمي لاستعادة 150 مليون هكتار من الأراضي المتصحرة والمتدهورة في العالم بحلول عام 2020، و350 مليون هكتار بحلول عام 2030 – عن طريق خلق سلسلة من ردود الفعل الإيجابية. اشترك أكثر من 10000 شخص في التطبيق خلال مرحلة التطوير.
بالإضافة إلى ذلك، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، “إن الاستعادة الواسعة النطاق تتطلب منا الوصول إلى أعداد كبيرة من الناس، بفعالية من حيث التكلفة وبسرعة.” وقالت “تطبيقات مثل “بلانت-ذي-بلانيت” يمكن أن تقطع شوطًا طويلاً في تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة للعمل المناخي وسبل العيش والاستدامة “.
ومع ذلك، بمساعدة التطبيق، يمكن للمستخدم أن يزرع غابة افتراضية خاصة به والتي تتيح لك أيضًا معرفة مكان زراعة كل الأشجار المتبرع بها. يمكنك أيضًا تسجيل الأشجار التي زرعتها مع الصور والمواقع وحتى اهداء االاأشجار التي تبرعت بها للآخرين. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك بدء مسابقة غرس الأشجار بين المدارس، مع الزملاء أو الأصدقاء. علاوة على ذلك، يمكن لمنظمات التي تعنى بزراعة الأشجار التسجيل أيضًا لطلب التبرعات من خلال التطبيق. نحن نعتقد أننا سننشئ “قائمة فوربس” اجديدة والتي ستصنف الناس حسب الأشجار المزروعة.
من الواضح أن هذا ربما يكون أفضل دعم فني يستخدم لجعل هذا العالم مكانًا أفضل للعيش فيه. تطبيق مؤسسة “بلانت-ذي-بلانيت” متاح لمستخدمي اندرويد و iOS ويمكن أيضًا الوصول إليه من خلال (www.trilliontreecampaign.org) WebApp من المتوقع أن يتم تضمين الإصدار 2.0 ميزة تمكن المستخدمين من مشاهدة الغابات المتبرع بها تنمو باستخدام صور الأقمار الصناعية.
السيد غميزي هو منسق البرنامج وعضو مجلس الإدارة العالمي في “بلانت-ذي-بلانيت” والذي يهدف إلى زراعة تريليون شجرة في جميع أنحاء العالم. لديه أكثر من 10 سنوات من الخبرة في المناصرة عن تغير المناخ.