الجميع ينشد التحضر ويعبر عن رغبته في توفير متطلبات العيش في بيئة نظيفة وصحية، لكن غالبية المكون الاجتماعي تسلك طريق مغاير لذلك الهدف البيئي والانساني، إذ يعمل الكثير من الافراد في تبني سلوك يتعارض مع ذلك المنهج والمعنى الحضاري، ومن المظاهر السلبية التي إستوقفتنا في هذا السياق والتي يعتبرها البعض ثقافة وحضارة، الاستخدام غير الرشيد للأكياس البلاستيكية، وبالاخص الخفيفة منها التي تجد طريقها الى الساحات العامة والشوارع والممرات وتأخذ في التطاير وتشويه المنظر الجمالي للقرية والمدينة، إذ نجدها معلقة بكثرة على أغصان الاشجار وإعلانات واجهات المتاجر والاسلاك على إختلاف أنواعها، ومتناثرة في الحدائق العامة وعلى شواطئ البحر وفي المياه البحرية وأماكن الراحة والاستجمام والمواقع ذات الاهمية السياحية والحضارية في البحرين.
السؤال الاشكالي الذي يؤكد حضوره في المعالجات والحوارات الرسمية والأهلية الموجهة في بحث مقومات بناء خطة للعمل الاستراتيجي التي يمكن أن تؤسس في تبني منهج فاعل في مواجهة هذه الظاهرة غير الحضارية، كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة.؟ والتمكن في تغيير السلوك الاجتماعي وتحفيز المجتمع في تبني ثقافة الاستخدام الرشيد للاكياس البلاستيكية.؟ بيد أنه ما هو أكثر أهمية في هذا الشأن، كيف يمكن بناء الوعي الاجتماعي في عدم إستخدام الاكياس البلاستيكية في التسوق.؟ كما أنه كيف يمكن تغيير العادات الاجتماعية، وأن نجد بديلا عن أستخدام الاكياس البلاستيكية في أنشطة التسوق.؟ وما هو مسؤولية المؤسسة الرسمية في بناء المنهج الصائب المؤسس في إتجاهاته لتغيير الحالة المشهودة والحد من الآثار السلبية لهذه الظاهرة.؟
الحراك الاجتماعي البيئي تبنى أنشطة متنوعة الاهداف والوسائل التوعوية لنشر ثقافة الاستهلاك الرشيد للأكياس البلاستيكية، والتوعية بمخاطرها الصحية والبيئية، والمساهمة الفاعلة في تنظيم حملات النظافة التي صارات من الظواهر الحضارية المميزة للمجموعات البيئية التي نشطت دون إستثناء في العديد من المواقع، إذ وجدنا حضورها المسؤول في تنظيف السواحل والحدائق العامة والمقابر والمواقع السكنية والشوارع والاماكن السياحية والاستراتيجية في المملكة، وبرزت في سياق الانشطة البيئية مجموعة نظفوا البحرين، وفريق إثار لحماية البيئة البحرية، ومجموعة دعوا الطبيعة تتكلم وجوالة المالجية، وبرغم التفاوت في حجم الأنشطة وفاعليتها يبقى أن هناك جهد مجتمعي موجه في أهدافه، بيد أنه برغم ذلك الجهد ظاهرت التلوث بالاكياس البلاستيكية آخذ في التصاعد ولم نشهد تغير ملموس في السلوك الاجتماعي البيئي، وذلك يجعل المجموعات البيئية تتسائل أين يكمن الخلل.؟ وما الذي ينبغي فعله لتغيير الحالة غير المرضية.؟
نشطاء العمل الاجتماعي البيئي في سياق معالجتهم واقع المشكلة والبحث عن متطلبات الحل جميعهم يتفق على ضرورة العمل على بناء خريطة الطريق في شأن الحد من مشكلة التلوث بالاكياس البلاستيكية، ترتكز على الثوابت القانونية والادارية والرقابية والتنظيمية والتوعوية والشراكة المجتمعية لبناء ثقافة المسؤولية الاجتماعية والسلوك الإجتماعي في الحد من ظاهرة إنتشار الاكياس البلاستيكية، ونعتقد إنه ينبغي وضع حدود لمستوى استخدام الاكياس البلاستيكية في المتاجر والفرشات، والتدرج في التقليل من انتاجها، وفي السياق ذاته من المفيد أيضاً الاستفادة من قدرات المجموعات البيئية في إعتماد قانون الرقابة الاجتماعية للبيئة، يجري بالارتكاز على آلياته القانونية تشكيل مجموعة تطوعية لمعاونة المؤسسة الرسمية في الرقابة ومكافحة الانشطة التي تتسبب في الاضرار بنظم البيئات الطبيعية والاخلال بقوانين النظافة العامة.
Pingback: النفايات البلاستيكية معضلة العصر | EcoMENA
Pingback: أسلوب حياة أخضر | EcoMENA