تواجه منطقة الشرق الأوسط، على غرار كل المراكز الحضرية الحديثة الأخرى، تحديات في مجال حماية البيئة نظرا لإنتاجها كميات هائلة و أشكالا مختلفة من النفايات . ويتجاوز الإنتاج الإجمالي من النفايات الحضرية لدول الشرق الأوسط ال 150 مليون طن سنويا، تشكل فيه النفايات البلاستيكية من 10 إلى 15 في المئة. وقد أصبح تزايد عدد السكان والاستهلاك المتزايد، والاتجاه المطرد نحو ثقافة “المتاح”، بمثابة كابوس يؤرق السلطات المحلية في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها.
لقد زاد استهلاك البلاستيك بمعدل هائل على مدى العقدين الماضيين لكونه الآن يلعب دورا هاما في جميع جوانب الحياة العصرية. ويستخدم البلاستيك في تصنيع العديد من المنتجات مثل التعبئة والتغليف، ومكونات السلامة و خفيفة الوزن في السيارات، والهواتف المحمولة، والمواد العازلة في المباني والأجهزة المنزلية وقطع الأثاث، والأجهزة الطبية وما إلى ذلك ، ولكون البلاستيك لايتحلل بيولوجيا، فإن كمية النفايات البلاستيكية تتزايد باطراد في محيطنا. إذ أن أكثر من 90٪ من المواد الموجودة على شواطئ البحر تحتوي على البلاستيك. عدا أن النفايات البلاستيكية غالبا ما تكون النوع الأكثر من القمامة غير مرغوب فيه ، إذ أنها تبقى، دون تحلل، بادية للعيان لعدة أشهر في مواقع دفن النفايات٠
عملية إعادة التدوير
بعد جمع العبوات البلاستيكية من بولي ايثيلين يجب فرزها وإعدادها للبيع. وسوف تعتمد كمية ونوع الفرز والمعالجة المطلوبة على مواصفات المشتري وعلى درجة فصل المستهلكين للمواد القابلة للتدوير عن الأنواع الأخرى من النفايات وإزالة الملوثات.
يتم تسليم جمع العبوات البلاستيكية من بولي إثيلين إلى منشأة استعادة المواد لبدء عملية إعادة التدوير. غير أن الفرز والطحن وحده ليسا بإلإعداد الكافي لقنينات بولي ايثيلين والعبوات نحو إعادة التصنيع. إذ أن هناك العديد من العناصر التي تعلق فيزيئيا بجسم قنينة بولي ايثيلين أو العبوات و التي تحتاج إلى مزيد من المعالجة لإزالتها. وتشمل هذه العناصر الأكواب البلاستيكية الموجودة على الجزء السفلي من العديد من قنينات المشروبات الغازية المعروفة بإسم (أكواب القاعدة)، والملصقات والأغطية.
تتم معالجة المواد المعاد تحبيبها الملوثة لتأخذ شكلا يمكن استخدامه من قبل المحولات. في منشأة الاستصلاح، تمرالرقائق الملوثة بسلسلة من الفرز ومراحل التنظيف لفصل البولي إثيلين عن المواد الأخرى التي قد تكون تحتوي عليها القنينة أوعن ملوثات أخرى قد تكون موجودة. أولا، يتم تمرير المواد المعاد تحبيبها عبر مصنف الهواء الذي يزيل المواد أخف وزنا عن البولي إثيلين مثل ملصقات البلاستيك أو الورق والدقائق.
حينئذ يتم غسل الرقائق بمنظف خاص داخل جهاز تنظيف. في هذه الخطوة تتم إزالة بقايا الطعام التي قد تبقى على السطح الداخلي لقنينات البولي إثيلين والعبوات، الغراء الذي يستخدم لإلصاق الملصقات على قنينات البولي إثيلين ، وأي رواسب قد تكون موجودة. بعد ذلك، تمرالرقائق عبر مصنف “طفو/ ترسب” . وخلال هذه العملية، تترسب رقائق البولي إثيلين في المصنف، لكونها أثقل كثافةمن الماء، في حين أن أكواب القاعدة المصنوعة من البلاستيك البولي ايثيلين عالي الكثافة والأغطية والخواتم المصنوعة من البلاستيك البولي بروبلين،تطفو فوق السطح، لكونها أقل كثافة من الماء.
بعد التجفيف، تمر رقائق البولي إثيلين عبر الفاصل الكهربائي، الذي ينتج مجالا مغناطيسيا لفصل رقائق البولي إثيلين عن أي ألمنيوم قد يكون موجودا نتيجة أغطية القنينات والخواتم. عندما تكتمل خطوات هذه المعالجة ، يصبح بلاستيك البولي إثيلين على شكل يعرف بإسم “رقائق نظيفة”. في بعض الحالات يلجأ معيدوا التدوير إلى عملية تقشير نظيفة في مرحلة تسمى ب”إعادة تحبيب” ، تحول فيها الرقيقة إلى “حبيبة”. ثم من تم تتم معالجة رقيقة البولي إثيلين النظيفة أوالحبيبة من قبل معيدي التدوير أو المحولين الذين يعمدون إلى تحويل الرقيقة أو الحبيبة إلى شكل سلعة مواد خام مصنفة مثل الألياف، ورقة، أو حبيبة هندسية أومركبة، لكي تباع في النهاية للمستخدمين النهائيين و بالتالي تصنع منتجات جديدة.
ترجمه
هند سلامة، حاصلة على شهادة الدكتوراة تخصص الكيمياءـ البيئة من كلية العلوم عين الشق جامعة الحسن الثاني ـ المغرب، عملت كمديرة مشاريع في عدة مؤسسات و أعمل حاليا كمستشارة مستقلة في مجال البيئة و التنمية المستدامة و مترجمة ، هذا عدا عن مساهماتي في البرنامج التطوعي للأمم المتحدة UNVو متطوعة أيضا مع EcoMENA
Pingback: الأكياس البلاستيكية - مشكلة العصر | EcoMENA
Pingback: النفايات البلاستيكية معضلة العصر | EcoMENA
Pingback: النفايات مصدر | EcoMENA