قناة البحر الميت و البحر الأحمر , و البعض يسميها قناة البحرين أو قناة ال “ Red-Dead “ هذا هو المشروع الذي تم توقيعه في التاسع من كانون الأول لعام 2013, حيث تم بالإتفاق مع السلطات الثلاث الأردنية , الفلسطينية و الإسرائيلية معا . يهدف هذا المشروع الضخم بناء خط انابيب يمتد من البحر الأحمر إلى البحر الميت، وهو جزء من مبادرة من شأنها انتاج ملايين الأمتار المكعبة من مياه الشرب للأماكن الجافة في المنطقة وجلب مياه البحرالأحمر إلى البحر الميت لتحقيق الاستقرار في مستوى مياهه وتوليد الطاقة الكهربائية لدعم احتياجات الطاقة لهذا المشروع .
مشروع قناة البحر الأحمر – البحر الميت من المتوقع أن تصل تكلفتها من 250 إلى 400 مليون دولار أميريكي , سوف تدفع من قبل البلدان المانحة ومصادر خيرية فضلا عن ضخ سيولة من البنك الدولي .
ألية التنفيذ
في غضون عام من الان سيتم نشر عطاءات دولية لبناء خط الانابيب في الاراضي الأردنية على طول وادي عربة. يقع البحر الميت على ارتفاع 427 متر تحت مستوى سطح البحر، وسوف تتدفق المياه بشكل طبيعي لأنه من البحر الأحمر – لأن مستوى البحر الأحمر أعلى من مستوى البحر الميت – . حوالي 200 مليون متر مكعب من المياه سيتم ضخها من البحر الأحمر، في الطرف الجنوبي الأقصى من إسرائيل، سنويا. كما سيتم انشاء محطة لتحلية المياه في مدينة العقبة الأردنية ، عبر الخليج من منتجع ايلات الاسرائيلي، وسوف تنتج مياهاً للشرب .
ستستقبل إسرائيل حوالي 30 إلى 50 مليون متر مكعب، لصالح ميناء إيلات والمجتمعات في المنطقة القاحلة و وادي عربة، في حين أن الأردن سيستخدم 30 مليون متر مكعب للمناطق الجنوبية . سيتم ضخ مائة مليون متر مكعب من المياه المالحة شمالا إلى البحر الميت لتجديد مياهه . بالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل سوف تضخ مياهاً عذبةً من بحيرة طبريا تقدر ب50 مليون متراً مكعبأ لمنطقة شمال الأردن و 30 مليون متراً مكعباً إلى الضفة الغربية .
وضع البحر الميت
مستوى المياه في البحر الميت آخذ في التقلص بمعدل متر واحد أو أكثر في السنة الواحدة ، وتقلصت مساحته بنسبة 30٪ تقريبا في السنوات ال 20 الماضية . ويرجع ذلك إلى تحويل حوالي 90٪ من حجم المياه إلى نهر الأردن . في أوائل عام 1960 ، انتقلت 1.5 مليار مترا مكعبا من المياه بشكل سنوي من بحيرة طبرية إلى البحر الميت. لكن السدود والقنوات ومحطات الضخ التي قامت إسرائيل ببنائها هي والأردن وسوريا لتحويل المياه للمحاصيل والشرب خفضت التدفق إلى حوالي 100 مليون مترا مكعبا سنويا .
الأثار البيئية لهذا المشروع
إن عملية نقل كميات من المياه من بحر إلى أخر يمكن أن تسبب عواقب وخيمة على الخصائص الطبيعية الفريدة لكلا البحرين، وكذلك وادي الصحراء الذي يفصل بينهما ” العربة “. بعض من هذه الخصائص، وخاصة خصائص منطقة البحر الميت فريدة من نوعها بحسب المنظور العالمي، وبالتالي هي في غاية الأهمية . و حسب ما صرح به مجموعة أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط “ FoEI”
أن المخاطر التي قد يتسبب بها هذا المشروع تلخص بالتالي :
الأضرار التي قد تلحق في طبيعة البحر الميت الفريدة ، وذلك بسبب خلط المياه مع مياه البحر الأحمر، أو المحاليل الملحية التي تم إنشاؤها من عملية تحلية مياه البحر الأحمر الذي يحتوي على تركيبة كيميائية مختلفة. وهذا يشمل التغيرات في ملوحة المياه، وتشكيل كمية كبيرة من الجبس، وتشكيل المركبات السامة المتطايرة، والتغير في معدلات تبخر المياه، والتغيرات في تكوين البكتيريا والطحالب التي تعيش على سطح البحر، والتغيرات الكيميائية في الصخور التي تحيط بالمياه، وفقدان الفوائد الصحية الفريدة التي تمثل جزءا كبيرا من الجذب السياحي لمنطقة البحر الميت.
الأضرار التي ستلحق المناظر الطبيعية والنظم الإيكولوجية في وادي العربة، وذلك بسبب البناء، وزيادة في نسبة الرطوبة الناجمة عن قطاعات القناة المفتوحة.
التهديدات التي يتعرض لها التراث الأثري , حيث سينتقل خط الانابيب عبر مناطق التراث الثقافي الهامة، مثل وادي فينان، حيث تعتبر من أقدم مناطق التعدين واستخراج النحاس في العالم .
تعددت الاراء حول رفض و قبول لهذا المشروع , من جهة يراه البعض وبالا سيحل على البحر الأحمر من جهة و على البحر الميت من جهة أخرى , أما البعض الاخر يراه طوق النجاة الوحيد و سبيلا لتأمين الطاقة و المياه و تحقيق رؤية طال انتظارها . لكن السلطات الثلاث – الأردنية و الفلسطينية و الإسرائيلية – قد وقعت عقد البدء بتطبيقه , فلا تراجع الأن , ما علينا سوى الانتظار من اربع إالى خمس سنوات كما صرح المسؤولون عن المشروع ,
لنرى هل سنندم أم سننقذ البحر الميت من قبر الطبيعة ؟
للاسف رأيت من خلال مقالتك انه كالدواء ذو الاثار الجانبية الجسيمة …..
وما اصعب ان ننتظر مستقبلا تنبأنا بعواقبه الوخيمة ………..
وفقك الله اختي ,, مقالة رائعة
عزيزتي مرام فعلا هذه و جهة نظر العديد من الناس , شكرا لك و لمتابعتك الدائمة