الطاقه المتجددة بالمغرب العربي

المغرب، كونها أكبر مستورد للطاقة في شمال أفريقيا، تبذل جهودا مركزة للحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري المستورد. وتعتبر الطاقة المتجددة  مصدر موثوق في بلد مثل المغرب العربي التي لديها الاعتماد الكامل تقريبا على شركات الطاقة المستوردة.والمغرب تنفق سنويا  أكثر من 3 مليارات دولار على واردات الوقود والكهرباء في حين انها تشهد نمو الطلب على الطاقة بمعدل 6.5 في المئة سنويا.

وفقا لتقرير الوزارة المغربية للطاقة والتعدين، الطاقة الإجمالية المركبة للطاقة المتجددة (باستثناء الطاقة المائية) ما يقرب من 300ميجا وات في عام 2011. وقد حققت الحكومة المغربية بالفعل هدفها المتمثل في توفير حوالي 8٪ من إجمالي الطاقة الأولية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2012 والذي يتضمن توليد الطاقة وتحويلها وتوزيعها.المغرب يخطط لاستثمار 13 مليار دولار لتوسيع مشاريع طاقة الرياح، والقدرة على توليد الطاقة الشمسية والكهرومائية التي من شأنها ايصال حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 42٪ بحلول عام 2020، مع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية بمساهمة فردية من كلا علي حدي تصل الي 14٪.

morocco-solar-energy

برنامج الطاقة الشمسية في المغرب

أطلق المغرب أحد أكبر وأكثر الخطط طموحا في مجال الطاقة الشمسية في العالم باستثمارات قدرها 9 مليارات دولار أمريكي. وتعتبر خطة الطاقة الشمسية المغربية كعلامة فارقة على طريق البلاد نحو إمدادات طاقة آمنة ومستدامة وايضا هي طاقة نظيفة وخضراء وبأسعار معقولة. الهدف من هذه الخطة هو توليد 2000 ميغاواط (أو 2 جيجاوات) من الطاقة الشمسية بحلول العام 2020 من خلال بناء مشاريع الطاقة الشمسية على نطاق ضخم في خمس موقع – العيون (الصحراء) وبوجدور (الصحراء الغربية)، طرفاية (جنوب أغادير )، عين بني مطهر (وسط) ورزازات – باستخدام تقنيات مختلفة للطاقة الشمسية من استخدامات مسخنات حرارية والخلايا الضوئية والمركزات الشمسية.

وسيكون اول مصنع، في إطار خطة الطاقة الشمسية المغربية، سيتم التكليف به في عام 2014، ومن المتوقع أن يكتمل في عام 2019 المشروع بأكمله. وبمجرد الانتهاء،فمن المتوقع لمشروع للطاقة الشمسية توفير ما يقرب من خمس توليد الكهرباء السنوي في المغرب.

المغرب، الدولة الافريقية الوحيدة التي لديها وصلة كابلات الطاقة إلى أوروبا، هو أيضا تلعب دورا رئيسيا في خطة الطاقة الشمسية لحوض البحر المتوسط والمعروفة بمبادرة ديزيرتيك الصناعية. يهدف مفهوم ديزيرتيك لبناء محطات الطاقة الشمسية لتزويد الطاقة المتجددة من منطقة الشرق الأوسط إلى الدول الأوروبية باستخدام كابلات الجهد العالي ذات التيار المباشر (HVDC).

في المرحلة الاولي لتوليد 500ميجاواط في ورزازات وهي أكبر محطة للطاقة الشمسية الحرارية في العالم. سيتم بناؤها باستثمار 2.3 مليار يورو تقديريا، و المشروع هو المرحلة الاولي ليتم تنفيذها في إطار خطة الطاقة الشمسية المغربية. مجمع للطاقة الشمسية ورزازات، بسعة إجمالية قدرها 500 ميغاواط، وسوف يدخل في خدمة شبكات التوزيع المغربية في عام 2015 ويبلغ حجم انتاجها تقريبا 1.2 تيراوات ساعه / سنويا لتلبية الطلب المحلي. وسوف تكون المرحلة الأولى تقنية القطع المكافئ بانتاجية 160 ميغاواط في حين سيتم استخدام الخلايا الضوئية و تقنية المجمعات الشمسية CSP في مراحل لاحقة.

ومحطة عين بني التكاملية بين النظام الشمسي كدورة مركبة مع المحطة البخارية هي واحدة من مشاريع الطاقة الشمسية الواعدة في أفريقيا. المحطة تجمع بين الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية، ويتوقع أن يصل إلى الطاقة الإنتاجية من 250ميغاواط بحلول نهاية عام 2012. البنك الأفريقي للتنمية، بالتعاون مع مرفق البيئة العالمية وهيئة الكهرباء الوطنية المغربية (ONE)، تقوم بتمويل ما يقرب من الثلثين من تكلفة المحطة، أو حوالي 200 مليون يورو.

في عام 2010، تم تعيين الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (MASEN)، وهي مشروع مشترك للقطاعين العام والخاص مخصصا لتنفيذ هذه المشاريع. وبهدف تنفيذ المشروع ككل ال التنسيق والإشراف على الأنشطة الأخرى المتصلة بهذه المبادرة. المعنيون واصحاب القرارات من المشروع جهات تشمل صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، شركة الاستثمار الطاقوية وهيئة الكهرباء الوطنية المغربية (ONE). ويدعم خطة الطاقة الشمسية من ألمانيا، بتمويل تقدمها وزارة البيئة الألمانية (BMU) وبنك التنمية الألماني Entwicklungsbank بينما تعمل GIZ في المهارات وبناء القدرات اللازمة للصناعة.

solar-mosque-morocco

A solar-powered mosque in Tadmamet, a village south of Marrakesh.

برنامج المغرب لاستخدام طاقة الرياح

المغرب لديه إمكانات ضخمة لاستخدام طاقة الرياح نظرا لان لديها 3500 كم خط الساحل ومتوسط ​​سرعة الرياح بين 6 و 11 م / ث.

مناطق بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي، مثل الصويرة وطنجة وتطوان (مع ​​متوسط ​​سرعة الرياح السنوية بين 9.5 و 11 م / ث في 40 مترا)

 وطرفاية والعيون والداخلة، وتازة (مع متوسط ​​سرعة الرياح السنوية بين 7.5 و 9.5 م / ث في 40 مترا) بسرعه رياح جيدة.

 وفقا لدراسة أجرتها CDER وGTZ، يقدر امكانية سواحل المغرب الكلية لطاقة الرياح بنحو 7963 تيراواط ساعة سنويا، وهو ما يعادل نحو 2600 غيغاواط. تم تثبيت مجموع طاقة الرياح في المغرب في نهاية عام 2010 مع أكثر من 286  ميجا واط و اكثر من 800 ميجاواط تحت الانشاء.

تم تثبيت أول مزرعة رياح في المغرب في عام 2000 مع قدرة 50.4 ميجاواط بمنطقه الكوتيا البيضاء (Tlat Taghramt – محافظة تطوان)، تقع علي بعد 17 كم من بلدة Fnidek. الإنتاج السنوي للمشروع حوالي 200 جيجاواط ساعة، وهو ما يمثل 1٪ من استهلاك الكهرباء القومية السنوية.

 في عام 2007، تم انشاء محطةAmogdoul بقدره انتاجية 60 ميجاواط كمزرعة الرياح، على كاب سيم جنوب الصويرة، وتم نشر تفاصيل المحطة على الانترنت. وقد تم تنفيذ وتشغيل المحطة من قبل هيئة الكهرباء الوطنية المغربية ONE، وتنتج حوالي 210 جيجاواط ساعة / السنة. مشروع آخر هو 140 ميغاواط ذو علامة واضحة في مجال استخدام طاقة الرياح في Allak، EL- Haoud وBeni Mejmel، بالقرب من طنجة وتطوان والذي دخل في الشبكة القومية المغربية في عام 2010 مع انتاج سنوية تبلغ 526 جيجا واط ساعة سنويا.

المغرب لديها خطة واضحة وتسعي لتحقيقها بتوفير 2 ميجا واط من طاقة الرياح بحلول عام 2020. وسوف تخرج عن قريب اكبر محطة طاقة رياح في افريقيا بمطقة Tarfaya بقدره انتاجية 300 ميجا واط وبتكلفة استثمارية بحوالي 350 مليون دولار.

هيئة الكهرباء الوطنية المغربية ONE تقوم بتطوير حوالي نص المشاريع المتفق عليها بينما النصف الاخر يستثمر بواسطة المنتــفعين والقطاع الخاص من خلال برنامج مباردة EnergiPro والذي يقوم بتشجيع المصنعين والمستثمرين لتقليل تكاليف الانتاج بانتاج طاقة محلية بقدره 50 ميجا واط . وججزء من المباردة (ONE) تضمن الدخول للشبكة القومية مع امكانية شراء الفائض من الكهرباء المنتجة بتعريفة وحوافز تختلف باختلاف المشروع القائم للانتاج.

ترجمه: هبة احمد مسلم- دكتور الهندسة البيئية. باحث في الشئون البيئية. معهد الدراسات والبحوث البيئيةجامعه عين شمس.

مدرس بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري-  مصر.

التحكم في البيئة والطاقه داخل المباني.

هندسة الميكانيكة- وكيل محرك دويتس الالماني بمصر. 

للتواصل عبر hebamosalam2000@gmail.com   

author avatar
Salman Zafar
Salman Zafar is the Founder and Editor-in-Chief of EcoMENA. He is a consultant, ecopreneur and journalist with expertise across in waste management, renewable energy, environment protection and sustainable development. Salman has successfully accomplished a wide range of projects in the areas of biomass energy, biogas, waste-to-energy, recycling and waste management. He has participated in numerous conferences and workshops as chairman, session chair, keynote speaker and panelist. He is proactively engaged in creating mass awareness on renewable energy, waste management and environmental sustainability across the globe Salman Zafar can be reached at salman@ecomena.org
Tagged , , , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

About Salman Zafar

Salman Zafar is the Founder and Editor-in-Chief of EcoMENA. He is a consultant, ecopreneur and journalist with expertise across in waste management, renewable energy, environment protection and sustainable development. Salman has successfully accomplished a wide range of projects in the areas of biomass energy, biogas, waste-to-energy, recycling and waste management. He has participated in numerous conferences and workshops as chairman, session chair, keynote speaker and panelist. He is proactively engaged in creating mass awareness on renewable energy, waste management and environmental sustainability across the globe Salman Zafar can be reached at salman@ecomena.org

2 Responses to الطاقه المتجددة بالمغرب العربي

  1. Pingback: الاقتصاد الأخضر والتمويل | EcoMENA

  2. Pingback: الوقود الأحفوري يجب أن يصبح جزء من الماضي | EcoMENA

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.