المهندسة ربى الزعبي، قيادية وخبيرةٌ معروفة في السياسات البيئية والحوكمة والتخطيط في مجال التنمية المستدامة وتعتبرُ مصدرَ إلهامٍ حقيقيٍّ للشبابِ في الأردن وخارجه. تشغل الزعبي حاليا منصب المدير التنفيذي لجمعية إدامة (EDAMA) وهي منظمة غير ربحية اردنية تمثل إحدى أوائل جمعياتِ الأعمالِ المعنية بإيجاد حلولٍ مبتكرةٍ في قطاعات الطاقة والمياه والبيئة وتحفيز الاقتصاد الاخضر. ربى الزعبي سفيرة (قرارات عالمية Global Resolutions) في الأردن وعضوة في شبكة النفع المجتمعي (Plus Social Good) التي تحاول تعزيزِ الوعي ونشرِ قصصِ النجاحَ المتعلقة بالأهداف العالمية للتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا MENA.
وتعتبرُ المهندسة ربى الزعبي من الناشطين في العمل التطوعي وهي أحد مؤسسي المجلس الأردني للأبنية الخضراء حيث نسقت مرحلة التأسيس ووضع الخطط والتوجهات الاستراتيجية للمجلس مع بقية زملائها أعضاء الهيئة التأسيسية. كما قادت الزعبي قطاع التكنولوجيا النظيفة ضمن برنامج التنافسية الأردني الممول من والذي هدف الى تعزيز القدرة التنافسية للقطاع الخاص وخلق مزيدٍ من فرص العمل وزيادة الصادرات في قطاعات الطاقة النظيفة وإدارة النفايات الصلبة و إدارة المياه.
كما تم اختيارها للمشاركة عن الاردن في برنامج زمالة أيزنهاور للقادة للعام 2012 حيث تركز برنامجها على مجالات الاقتصاد الأخضر والمباني الخضراء وسياسات الاستدامة في الولايات المتحدة الأمريكية. وتم اختيارها في زمالة وارد وييل-لوك Ward Wheelock Fellow عام 2012 لإسهاماتها البارزة في القطاع البيئي وفي مجتمعها بشكل عام. وترتبط المهندسة ربى الزعبي مع منظمة إيكومينا EcoMENA كمرشدة، حيث قدمت دعما هائلاً للمنظمة برفع مستوى الوعي البيئي وتحفيز الشباب ونشر المعرفة.
وهنا تتحدث ربى لأحد شركائنا إمباكت سكويرد Impact Squared حول خلفيتها التعليمية وأبرز إنجازاتها المهنية وكذلك رؤيتها وتوجهاتها الاستراتيجية.
سؤال: هل يمكنكِ أن تُخْبرينا نبذةً بسيطةً عن نفسك وما هو مجال عملك؟
اكملت دراستي كمهندسة مياه وبيئة ، ولاحظت خلال دراستي للهندسة بعدم وجود ترابط بين ماندرسه ويين التنمية والمجتمع. ومنذ ذلك الحين وأنا أحاول باستمرار تعزيز ذلك الترابط بينهما. عندما تم الإعلان عن تأسيس وزارة البيئة في الأردن عام 2004، حظيت بفرصة المشاركة في وضع وتنفيذ خطط التطوير المؤسسي للوزارة وتحديث توجهاتها الاستراتيجية في مجال التنمية المستدامة، حيث تلقيتُ وقتها الدعمَ والتأييدَ مباشرة من وزير البيئة انذاك والذي كان يؤمن بتمكين المرأة . ب شجعتني هذه التجربة على الحصول على تدريب متخصص وشهادة في إدارة التغيير المؤسسي لأكون اكثر قدرة على المساهمة في تطوير القطاع العام في الأردن. أما الآن، فأشغل منصب المديرة التنفيذية لجمعية إدامة EDAMA ، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تحفيز القطاع الخاص للمساهمة في الوصول الى الاقتصاد الأخضر في الأردن والمضي قُـدُماً في إيجاد حلولٍ مبتكرةٍ ضمن قطاعات الطاقة والمياه والبيئة.
سؤال: ما هي أكبر التحديات أو المشكلات التي تواجهك في عملك؟
هناك قضية كبيرة تواجه العالم بأسره اليوم وتعتبر من أبرز التحديات التي تواجه برامج التنمية المستدامة الا وهي دمج مفاهيم الاستدامة في التنمية.، ويتضمن ذلك ادراج اهداف وتطبيقات الاستدامة البيئية ضمن مختلف القطاعات والقرارات المتعلقة بالتنمية. نضطر الى المفاضلة في الكثير من الاحيان. في الدول النامية يصعب وضع الاستدامة البيئية في اعلى سلم الأولويات باستمرار، إلا أنه يجب مراعاة كلفة المفاضلة والخيارات التي نفاضل بينها خلال عمليات صنع القرار.
كما أعتقد بأن مسائل أخرى مثل تكافؤ الفرص والتطوير الوظيفي وسد الفجوة بين التعليم وفرص العمل المطلوبة في السوق جميعها تعتبر من القضايا ذات الأولوية.
حالياً، وبكل أسف لا يوجد الكثير من الابتكار في القطاعات الخضراء، حيث نفتقر إلى وجود الزخم المطلوب للمساعدة على الابتكار في هذا المجال بالذات، ويرجع السبب في ذلك ليس لقلة الموارد الداعمة والمحفزة لمزيد من الإبداع والابتكار الأخضر، بل إلى عدم فهم احتياجات السوق وقلة إدراك العوامل المؤثرة فيه. لا بد من دعم أالرياديين وصحاب المبادرات الخضراء لييتمكنوا من الابتكار من اجل تحقيق الاستدامة . ان الرؤية التي ابقي امام عيني تتضمن هذه القضايا واحاول كلما سنحت لي الفرصة ان اسلط الضوء على كافة تلك التحديات والمفاهيم ا بهدف حشد الدعم العالمي والوصول إلى تأثير فعلي على نطاق واسع.
سؤال: ما هي المحفزات التي دفعتك لمواصلة مسيرتكِ المهنيَّة وماهي العوامل التي تساعدك على الاستمرار؟
لقد عملت في القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية والجهات المانحة. وارغب حقيقة في العمل في أالمكان الذي يمكنني من أن اترك قيمة مضافة وأثر مستدام. واعتبر عملي الآن لدى منظمة غير ربحية تحدياً وذلك بسبب الحاجة الدائمة إلى توفير مصادر تمويل لضمان الاستدامة المالية للمنظمة، الا انه لابد من أن نكون قريبين بشكل كبير من الناس والمجتمع حيث تكمن الاحتياجات الحقيقية. إن العمل في جمعية إدامة له ميزة إضافية تتمثل في العمل مع القطاع الخاص ويمكنني من هذا الموقع تعزيز الربط ما بين المجتمعات المحلية القطاع الخاص وهو جانب واعد لنا في الأردن.
كلما فطرنا أكثر في الطاقة المستدامة التي يمكن أن نقدمها للجميع، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي ألقت بظلالها على المنطقة بشكل عام وتأثر بها الأردن بشكل خاص وتدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الأردن، كلما تمكنا من تخفيف الضغط على الاقتصاد والموارد الطبيعية.
سؤال: كيف تنظرين الى موضوع القيادة ؟ وما هي المهارات والقيم الواجب توفرها في القيادِيِّ الناجح؟
قمت مؤخراً باصطحاب فريقي لتناول الافطار، حيث ذكر لي أعضاء فريقي بأنهم يستيقظون صباحاً وهم سُـعَـداء لأنهم يشعرون بالتمكين والتقدير. نوفر في ادامة مساحة لعضاء الفريق للإبداع والابتكار والمشاركة في اتخاذ القرار بعيدا عن التنفيذ الحرفي لافكار الغير حيث أعتبر ان هذا التوجه من اهم العوامل الواجب توافرها في المنظمات غير الربحية الرائدة. ر. كقائدة يهمني للغاية خلق مجتمعٍ صغيرٍ يُـمَـكِّـنُ أعضاءه من خلق مجتمعات اكبر حول القضايا التي نعمل من اجل تحسينها وتطويرها. . اذا فشلنا في خلق مجمع داخلي صغير لن ننجح في التأثير على المجتمع الخارجي الأكبر.
أردد على الدوام أنني اتمنى لو كان لي مرشد في مرحلة مبكرة من مشواري العملي- حيث لم يكن هذا الموضوع شائعاً عندما كنت أصغر سناً. لدي الآن اكثر من مرشد وانا ايضا مرشدة لعدد من الشباب والفتيات أعتقد بأن مثل هذه العلاقات هامة جدا . ومن المهم ايضا للمرشد ان يعرف كيف يوصل دعمه للشخص المتلقي للارشاد لكن دون التأثير على قراراته. أستمتع حين ارشد شخصا ما ليجد الطريق وكم كنت أتمنى لو كان لدي في بداية حياتي العملية شخصا يرشدني بنفس الاسلوب. كذلك فان دعم الأسرة والأصدقاء يساهم في تعزيز روح القيادة. فكلما زاد ارتياحنا في الحياة الشخصية كلما استطعنا أن نعطي أكثر للمجتمع وعلى المستوى المهني. أعتبر نفسي محظوظةً لوجود هذه الميزة في حياتي.
تمتعت بالقيادة من مواقع مختلفة ولم اتجاوز الثلاثين من العمر ولهذا مميزات وسلبيات. اذا لم يكن القائد على المستوى المطلوب من النضج فقد ينعكس ذلك سلبا على نظرة الناس له ولكل القادة الشباب بشكل عام. لذلك من الأهمية بمكان أن يجد القائد الوقت للتوقف والنظر والتقييم الذاتي للتطور الشخصي والمهارات المكتسبة بين الفترة والأخرى. التعلم من التجربة الذاتية هام لتكوين قيادات فاعلة. يحتاج النضوج المهني والشخصي الى وقت … هذا ما أحاول باستمرار ان اوضحه للاجيال الشابة التي قد يقودها الاندفاع الى الرغبة في تسلق السلم بسرعة كبيرة.
سؤال: كقيادية، ما هي القِـيَـم والمبادئ التي تقود عملية اتخاذ القرارات لديك؟
بشكل عام، أحاول تطبيق القيم والمبادئ الاجتماعية والبيئية التي أؤمن بها. أقدر شخصيا قيم العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والعدالة المبنية على النوع الاجتماعي، والتي أدى عدم مراعاتها الى ما آلت اليه الاوضاع في منطقتنا العربية.
اذا لم نستطع كقادة مراعاة ودمج هذه القيم في حياتنا الشخصية ومن ثم المهنية، فلن يتم تطبيق هذه المبادئ على أرض الواقع وعبر المستويات المختلفة.
ترجمه
جعفر أمين فلاح العمري
جعفر العمري، أردني مقيم منذ عام 2011 في الرياض- المملكة العربية السعودية، مهتم بمجال إدارة المشاريع ويخطط لتقديم امتحان شهادة إدارة المشاريع الاحترافية PMP. لديه خبرة واسعة تجاوزت 12 عاماً كمهندس في المشاريع الهندسية المتخصصة في قطاعات المياه والبيئة، في مجالات: التخطيط والإدارة والتنمية، والعمل كجزء من فريق متكامل في العديد من الشركات والمنظمات العربية والدولية.
Pingback: Ruba A. Al-Zu'bi
Pingback: قصص ملهمة للناشطة البيئية ربى الزعبي | Amaretna