العواصف الرملية والترابية تسبب الكثير من التأثيرات السلبية الكبيرة على المجتمع والاقتصاد والبيئة وعلى النطاق المحلي والإقليمي والعالمي. هناك ثلاثة عوامل رئيسية مسؤولة عن توليد العواصف الرملية والترابية – الرياح القوية، وانعدام الغطاء النباتي وعدم سقوط الأمطار. المخاطر البيئية والصحية لمثل هذه العواصف لا يمكن تخفيضها بشكل دائم، ولكن تأثيرها يمكن أن يخفض من خلال اتخاذ التدابير المناسبة.
عندما ترتفع سحابة الغبار، فإنها تقلل من مدى الرؤية الأفقية خاصة التي يمكن أن تؤثر على حياة الإنسان في نواح كثيرة. و تحتوي الجسيمات الدقيقة العالقة أيضا على الملوثات والبكتيريا وحبوب اللقاح، والتي تتسبب في العديد من الآثار السلبية على الصحة : مثل الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي . كما يحمل الغبار العديد من ملوثات الهواء المحمولة مثل السموم والمعادن الثقيلة والأملاح والكبريت، والمبيدات الحشرية وغيرها والتي تسبب تأثيرات صحية حادة عندما يستنشق الناس غبارها الملوث .
يمكن أن يؤدي الغبار إلى تآكل المباني والبنية التحتية الأخرى المبنية على مستوى عال من الأملاح، وخصوصا في دول الخليج. فيما يلي قائمة بأهم التأثيرات للعواصف الرملية والترابية:
التأثيرات البيئية والصحية
رداءة نوعية الهواء , ويرجع ذلك إلى الزيادة في أحمال الملوثات , وتنفس الجسيمات العالقة في الهواء ذات الدرجات العالية الخطورة أثناء العواصف الرملية والترابية.
زيادة المخاطر البيئية المتعلقة بالنقل والبناء والصحة.
ترسب الغبار على المساحات الخضراء يمكن أن يسبب جفاف الأوراق مؤخرة نمو النباتات ومسببة أضراراً للمحاصيل.
جسيمات الغبار العالقة في المياه يمكن أن تعيق تغلغل ضوء الشمس في قاع البحر، وبالتالي تؤثر على دورة الحياة البحرية.
الأثار الأجتماعية
سوء الصحة نتيجة استنشاق جسيمات الغبار الدقيقة العالقة والملوثات الموجودة في الغبار.
حوادث الطرق ومخاطر الطيران بسبب ضعف الرؤية.
تأخر أقلاع وهبوط الطائرات وتقييد حركة مرور السفن.
الزيادة في تلف المحاصيل.
الأثار الأقتصادية
الأضرار المادية بالمنشآت والطرق وحمامات السباحة …ألخ بسبب ترسبات الغبار.
التكاليف المرتبطة بتنظيف الغبار المتسرب داخل المنازل والأبنية وتنظيف المركبات.
التكلفة في إزالة الرمال من الطرق والأبنية.
التكاليف المرتبطة بالحوادث, الخسائر المادية, التأخير في الرحلات الجوية، التأخير في حركة المركبات.
التكاليف المرتبطة بإزالة الدفن الحادث بسبب الرمال والغبار أثناء العواصف لأعمال البنية التحتية مثل خطوط أنابيب النفط.
الحد من تأثير العواصف الرملية والترابية
يمكن الحد من آثار العواصف الرملية والترابية بإستخدام عدد من التدابير الصحية والسلامة واستراتيجيات الرقابة البيئية. على نطاق واسع فإن العواصف الرملية والترابية عموما ظواهر طبيعية، وأنه قد لا يكون عمليا دائما منع حدوثها و مع ذلك، يمكن أن تؤخذ التدابير الرقابية للحد من آثارها. على أضيق نطاق فإن انبعاث الغبار بسبب الأنشطة البشرية يمكن الحد منه بإستخدام الطرق الميكانيكية المؤقتة مثل الحواجز الخرسانيية، التغطية، مصدات الأشجار الخ.
السيطرة المناسبة على عوامل رفع الغبار مثل زيادة الغطاء النباتي كلما كان ذلك ممكنا, كما أنه يساعد في استقرار التربة والكثبان الرملية ومصدات الرياح النموذجية.
استخدام النباتات الأصلية والأشجار كمصدات يمكن أن تقلل من سرعة الرياح والرمال و الانجرافات بنفس الزيادة في رطوبة التربة.
التصميمات المناسبة للمباني وإجراء إختبارات تسربات الهواء أثناء التكليف بالبناء.
بعض تدابير الصحة والسلامة التي يجب اتخاذها للحد من الآثار السلبية بسبب عاصفة ترابية هي:
اتخاذ التدابير الوقائية الإضافية للمجموعات السكانية الغير قادرة مثل الأطفال وكبار السن والمرضى.
استخدام أقنعة الغبار, أقنعة الغبار لها مرشحات يمكن من خلالها تصفية الجسيمات الدقيقة والملوثات. وبالتالي، يجب استخدام قناع خلال العواصف الترابية, وضع منشفة مبللة أو مناديل على الأنف والفم وشرب الكثير من السوائل.
تنظيف الوجه والأنف والفم بإستمرار لمنع دخول أية غبار إلى الرئتين, مع استنشاق بعض الماء عن طريق الأنف لتنظيف الأنف من جزيئات الغبار.
التأكد من غلق الأبواب والنوافذ بإحكام، وسحب جميع الستائر مع وضع المناشف المبللة على الثقوب الصغيرة التي قد تكون حول النوافذ.
-تقييد الأنشطة الخارجية خارج المنازل والبقاء داخلها.
ترجمة
د. / عصام محمد حسن
دكتوراه في العلوم – (قسم تطبيقات الليزررفي القياسات البيئية والكيمياء الضوئية والزراعية)- جامعة القاهرة
كبير باحثيين – جهاز شئون البيئة المصري رئاسة مجلس الوزراء
استشاري البيئة وسلامة الغذاء و الماء بالمملكة العربية السعودية
Note: The English version of this article ‘Mitigating the Impacts of Sand and Dust Storms’ is available at this link