ادارة النفايات في الشرق الاوسط – التحديات الرئيسية

يعد الشرق الأوسط من  اخصب الأماكن في توليد النفايات عالميا, ويعد نمط الحياة المسرف, و التشريعات غير الفعالة, و معيقات توفير البنى التحتية, و السلوكيات العامة غير المبالية, و انقص التوعية البيئية من العوامل الأساسية المؤدية لنمو مشاكل النفايات في الشرق الأوسط. كما يسهم مستوى المعيشة المرتفع  مقرونا بعدم توفر مرافق جمع والتخلص من النفايات في تحويل موضوع "القمامة"  الى "مسؤولية" .

العقبات الرئيسية

ان الأدراك العام للنفايات يتمحور حول اللامبالاة و عدم الاكتراث, و يتم التعامل مع النفايات  على انها(نفايات) و ليس (موارد). وهناك حاجة ملحة لزيادة الوعي لدى العامة حول القضايا البيئية, وممارسات ادارة النفايات الصلبة و المعيشة المستدامة. وتتصف  مشاركة العامة في المبادرات المجتمعية لأدارة النفايات بالخمول وذلك بسبب تدني مستوى الوعي البيئي و التعليم العام. للأسف ليس لدى أي من بلدان المنطقة الية فعالة  لفصل النفايات من المصدر.

تعاني ادارة النفايات الصلبة في الشرق الأوسط  من قصور التشريعات و سوء التخطيط. ولا يتوفر في الكثير من الدول  تشريعات للتعامل مع موضوع النفايات, اضافة الى عدم كفاية التمويل, وغياب خطط أدارة النفايات, و  ضعف التنسيق  بين الجهات ذات العلاقة, وعدم توفر القوى البشرية المؤهلة, فضلا عن  ضعف القرارات الفنية والادارية , مما يؤدي بمجمله الى عدم قدرة تلك الدول على تنفيذ استراتيجية متكاملة لادارة النفايات في المنطقة. تسند صلاحيات ادارة النفايات في العديد من البلدان الى الشركات التابعة للحكومة و البلديات و هذا بدوره يؤدي الى عدم تشجيع مشاركة القطاع الخاص والرياديين في هذا القطاع.

على الرغم من تشديد  الأسلام على جوانب  تقليل النفايات, الا انه ولسوء الحظ فان  معدلات توليد النفايات للفرد في البلدان العربية هي من الاعلى في العالم.  بسبب عدم توفر المرافق المناسبة لتجميع النفايات والتخلص منها,فأنه من الشائع في المنطقة أن ترى النفايات ملقاة عشوائيا في الاماكن المفتوحة  والصحارى و المسطحات المائية. علاوة على ذلك فان قلة الوعي وتقاعس الناس عن تقليل نفاياتهم وفصلها عند المصدر وادارتها باسلوب صحيح يشكل  قضية حرجة أخرى

يحتاج النظام المستدام لادارة النفايات  الى  مشاركة واسعة من العامة, و تشريعات فعالة, و تمويل كافي, اضافة الى ا ممارسات وتكنولوجيا حديثة  لادارة النفايات. يأمل الأقليم في تحسين سيناريوهات ادارة النفايات عن طريق فصل النفايات في المصدر, و تشجيع مشاركة القطاع الخاص, وتطبيق أنظمة اعادة التدوير و توليد الطاقة من النفايات, وتطوير منظومة تشريعية و مؤسسية قوية ومؤثرة.

بصيص الأمل

في السنوات الاخيرة, قام عدد من البلدان مثل قطر و دولة الامارات العربية المتحدة, بانشاء مشاريع طموحة لادارة النفايات الصلبة, الا ان فعاليتها لم تؤكد بعد. و بشكل عام, تخطو دول المنطقة خطوات بطيئة ولكن ثابتة نحو التصدي لتحديات ادارة النفايات وذلك من خلال الاستثمارات الكبيرة في مثل هذه المشاريع, و ايجاد تكنولوجيا جديدة و رفع مستوى الوعي العام. غير ان سرعة التقدم والانجاز غير متوافقة مع معدل زيادة توليد النفايات في المنطقة. ان الادارة المستدامة للنفايات تعد تحديا كبيرا لصانعي السياسات, و المخططين الحضريين و غيرهم من الجهات ذات العلاقة, و هناك حاجة الى خطوات فورية لمعالجة جبال النفايات المتراكمة في مدن منطقة الشرق الأوسط.

 ترجمة:

لمى ماهر غرايبه-طالبة بكالوريس في العمارة (جامعة العلوم و التكنولجيا الأردنية)-مهتمة في مجالات العمارة الخضراء و الطاقة المتجددة.

Tagged , , , , , , . Bookmark the permalink.

About Salman Zafar

Salman Zafar is the Founder and Editor-in-Chief of EcoMENA. He is a consultant, ecopreneur and journalist with expertise across in waste management, renewable energy, environment protection and sustainable development. Salman has successfully accomplished a wide range of projects in the areas of biomass energy, biogas, waste-to-energy, recycling and waste management. He has participated in numerous conferences and workshops as chairman, session chair, keynote speaker and panelist. He is proactively engaged in creating mass awareness on renewable energy, waste management and environmental sustainability across the globe Salman Zafar can be reached at salman@ecomena.org

One Response to ادارة النفايات في الشرق الاوسط – التحديات الرئيسية

  1. Pingback: موارد الطاقة الحيوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا | EcoMENA

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.