عرف القدماء قائمة واسعة من النباتات الطبية والعطرية ومنها الزعتر والتي استخدموها في علاج كثير من الامراض وتعتبر من المحاصيل غير التقليدية التي يحتاجها الانسان أو تدخل في الممارسات الغذائية له بشكل أو بآخر ، وتستخدم هذه النباتات إما طازجة أو مجففة أو في إستخلاص الزيوت. فمنها موجود بشكل طبيعي ومنها ما يزرع في المزارع والحدائق المنزلية ، وقد ظهر إهتمام عالمي واسع بزراعة الزعتر لاستخدامه أو أجزاء منه للحصول على زيوته العطرية التي تدخل في تركيب العديد من المركبات الصناعية كبديل لعدد من المستحضرات الكيماوية المنتشرة .
وفي الحضارات القديمة انتشر التداوي بالاعشاب في الصين والهند وفيتنام والاغريق أما في العصور العربية فقد عرفت بلاد ما بين النهرين كثير من النباتات الطبية والعطرية ومنها الزعتر ونشطت حركة العلم والترجمة لكثير من الكتب العلمية المتخصصة في هذا المجال بعد استقرار الدولة الاسلامية ومن اهم العلماء الذي تم الترجمة لهم جابر بن حيان وابو بكر الرازي وابن سينا وابن البيطار وغيرهم . يذكر في بعض المراجع أن المصريون القدماء استخدموا الزعتر في التحنيط. واستخدمه اليونانيون القدماء في الحمامات وأحرقوه كـبخور في معابدهم، اعتقادًا أنه مصدر الشجاعة.
وتعتبر المملكة الاردنية الهاشمية من الدول الغنية بهذه النباتات وتحتوي اكثرمن 500 صنف من النباتات الطبية البرية تتبع 33 جنسا 99و عائلة تتوزع في جميع انحاء المملكة منها اليانسون والكراوية والقرفة والشمار والزعتر والنعناع والميرمية والخزامى الحلوة والبابونج وحصى البان والكمون ولكن بعض هذه الاصناف بدأت تنقرض بسب الزحف العمراني والرعي الجائر والتغير المناخي.
الزعتر نبات شجيري معمّر ،يُذكر أن موطنه الأصلي حوض البحر الأبيض المتوسط وهو دائم الخضرة وأوراقه صغيرة لونها رمادي مخضر أو فضي , ويعيش من 5-6 سنوات. كثير الفروع يكسو الأرض ويصل علوه إلى حوالي 12 سم قائم والسيقان خشبية الأضلاع رمادية مغطاة بالأوبار لونها بني والأوراق صغيرة بسيطة معكوسة رمحية الشكل توجد الأزهار في نورات عنقودية أما زرقاء أو وردية ويبلغ ارتفاع النبات حوالي 50سم وتحمل ثمار كبسولية صغيرة الحجم بها بذور صغيرة عديدة, يوجد الزيت الطيار في الغدد الزيتية المنتشرة علي السطح السفلي للأوراق ، له رائحة عطرية قوية وطعمه حار مر قليلاً. منه أهم نوعان هما البري والفارسي
وتم استخدام الزيوت العطرية في الحضارات القديمة للعلاج من الأمراض، وكان لعلماء المسلمين الفضل في اختراع جهاز التقطير، والتوسّع في استخراج الزيوت الطبيعيّة، ومعرفة خصائصها وصفات التداوي بها، وتم نقلها في القوافل العربية مع الحرير والتوابل والسكّر. وجاءت مراكز البحث العلمي اليوم لتؤكّد أهميّة الزيوت المستخلصه منه في صناعة الدواء، ومواد التجميل، ومعاجين الأسنان، والصابون، والمواد المطهّرة، ومضادات الجراثيم ، اكتشف باحثون أميركيون ان زيت الزعتر هو من بين 6 زيوت أساسية أثبتت قدرتها على التخلص من الالتهابات،كما يعتبر الزعتر من اكثر المواد الطبية والعطرية اذا ما كان الوحيد الذي له عدة استخدامات طازجة او جافة او مصنعة او تدخل في الغذاء للانسان فهو يحتوي على مركبات الزيت الهامة ( الثيمول , الكاربكرول) .
ومن اهم ميزات نبات الزعتر احتياجاتة المائية القليلة مقارنة بمردوده العالي ، ويمكن تسويق المنتج مباشره او تجفبفه وتصنيعه ،ولا يحتاج إلى معدات معقدة أو استثمارات مكلفة .والظروف المناخية ملائمة جدا لزراعة نبات الزعتر في كثير من الدول خاصة دول المشرق العربي (الاردن،سوريا،لبنان،العراق وفلسطين) .
وفوائده الغذائية كثيرة فهو يحتوي على كربوهيدرات والياف وانواع متخلفة من الفيتامينات (A,C,D) والمعادن مثل الحديد والكالسيوم والفسفور ،اما فوائده الطبية فيستخدم في علاج الجهاز التنفسي مثل السعال الديكي والالتهابات الشعبية والربو ومسكن للألم ومطهر ومنشطة للدورة الدموية. وينشط الوظائف المضادة للتسمم, ويسهل إفراز العرق, ويدر البول. ويحتوى على مواد مقوية للعضلات ، تمنع تصلب الشرايين، يعالج التهابات المسالك البولية والمثانة والمغص الكلوي ويخفض الكوليسترول.
أما كفاتح للشهية فيعمل على تنبيه المعدة وطرد الغازات ويساعد على الهضم وامتصاص المواد الغذائية وطرد الفطريات من المعدة والأمعاء فهو يحتوى على مادة الثيمول التي تعمل على قتل الميكروبات وتطرد الطفيليات من المعدة ،ومادة الكارفكرول المسكنة والمطهرة وطاردة للبلغم ومضادة للنزيف والاسهال. بالاضافة الى أنه مضاد للأكسدة ومنبه للذاكرة حيث يؤكد السلف السابق على أهمية تناول الزعتر كسندويش مع زيت الزيتون صباحا وقبل الذهاب إلى المدرسة للاعتقاد بأن الزعتر منبه للذاكرة ويساعد الطالب على سرعة استرجاع المعلومات المختزنة وسهولة الاستيعاب.
وللزعتر فوائد اجتماعية واقتصادية كثيرة مصدر للدخل وتشيغل الايدي العاملة من الجنسين عدا عن فوائدة البيئة كمنظر جمالي وطارد لبعض الحشرات مثل الناموس والبعوض خاصة في المنازل فيخفف عددها ويحد من استخدام المبيدات الكيماوية الضارة بصحة الانسان وتاثيرها السلبي