نظرة على مشاكل تونس البيئية

سيقودنا قلمنا هذه المرة إلى دولة إفريقية عربية تعد من بين أجمل البلدان و أعظمها من حيث تراثها المادي و اللامادي. إنها دولة تقع في شمال إفريقيا، يحدها من الغرب دولة الجزائر و من الشمال و الشرق البحر الأبيض المتوسط أما جنوبها الغربي فتحدها دولة ليبيا، و تتخللها واحات من النخيل و أشجار الزيتون، و أراض من القمح و الشعير.

إنها تونس العريقة، مزيج بين ما ترك الاسلاف من أقواس و أبواب و ما حباها آلله من سواحل و جبال و صحاري.

تتميز تونس بمناخ معتدل، فدرجات الحرارة معتدلة صيفا و شتاءا، فمناخها الرائع و موقعها الجغرافي الجميل، ساهم بشكل كبير في جلب السياح من مختلف أنحاء العالم، كما ساهم أيضا في جلب نوع آخر من السياح ألا و هم الطيور المهاجرة، حيث تتخد هذه الأخيرة تونس كمحطة للاستراحة خلال هجرتها من أروبا إلى إفريقيا جنوب الصحراء.

يقوم إقتصاد تونس أساسا على الزراعة و الفلاحة، حيث تعرف تونس بإنتاجها للحبوب، الزيتون، و التمور و تعرف أيضا بتصدير منتجاتها البحرية. كما أن تونس تعتمد على السياحة للرفع من اقتصادها و تقليص البطالة، حيث توفر كل ما يحتاجه السائح لقضاء عطلته بكل رفاهية، لكن الجدير بالذكر أن ما يجذب السياح ليس فقط الفنادق و المنتجعات السياحية و إنما طبيعة هذا البلد الخلابة، تنوع منظوماته البيئية بحيث نجد حوالي 69 منظومة طبيعية و اكثر من 7200 من الأصناف النباتية و الحيوانية البرية و البحرية.

فتميز هذا البلد على المستوى العالمي يكمن في مخزونه اللامادي من الأصناف و المنظومات و الموارد الجينية الذي يعتبر نقطة من نقاط قوة هذا البلد، كما أنها في نفس الوقت مكمن ضعف لما تشاهده تونس اليوم من مشاكل بيئية كبرى

أن تدهور الأنظمة الإيكولوجية الساحلية و البحرية و أنظمة المياه العذبة جاء نتيجة أنشطة الإنسان كالصيد الجائر، حرق الغابات، قطع الأشجار، الزحف العمراني و رمي النفايات في كل مكان جعل من المواطن التونسي مواطن غير مسؤول و غير واعي بأهمية تروثه الطبيعية.

المواطن ليس وحده المسؤول عن هذه المشاكل، فنجد من بين المشاكل ثلوث الهواء و المياه من طرف المنشآت الصناعية وأيضا مؤسسات الدولة التي تقف عاجزة عن اتخاذ أي قرار أو موقف لردع الخالفين مواطنين كانوا أو مؤسسات صناعية.

كما نلاحظ أيضا عجز الجمعيات عن أداء دورها كاملا إزاء تردي الأوضاع البيئية و عن إيجاد خطاب مناسب للتحسيس. و الملفت للنظر إيجابيا في تونس خلافا لباقي الدول العربية هو التصالح الواضح بين الجمعيات و مؤسسات الدولة و التطلع للعمل معا من أجل تحقيق أهداف مشتركة.

الهدف هو إبقاء تونس الخضراء ، و هذا لن يتأتى إلا بإدراك أهمية هذه المناطق و مواجهة هذه المشاكل باعتماد أسلوب العمل المتكامل المشترك ، و اتخاذ الإجراءات اللازمة انطلاقا من دراسة علمية شاملة مسبقة للنمطقة من أجل التدخل الصحيح للحد من التدهور و معالجة الخطر القائم على التنوع البيولوجي.

و لتحسين المستوى البيئي للبلاد فالحل هو الطفل التونسي لأنه ركيزة البلاد و مستقبلها لذا من المهم جدا إدراج التربية البيئية في المناهج التربوية و المشاريع العملاقة و مخططات التنمية من أجل الانتقال من برامج التوعية إلى إنشاء جيل تونسي واعي بثروته الطبيعية و بأهمية المحافظة عليها و إستغلال موارده بعقلانية و استدامة.

author avatar
Sara Saguem
Sara Saguem is a PhD student with master's degree in ecology and biodiversity management at Abelmalek Essadi University, Morocco. Her core areas of interests include agriculture, environment protection and environmental education. In addition, she is trainer with expertise in wetlands conservation and soft skills.
Tagged , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

About Sara Saguem

Sara Saguem is a PhD student with master's degree in ecology and biodiversity management at Abelmalek Essadi University, Morocco. Her core areas of interests include agriculture, environment protection and environmental education. In addition, she is trainer with expertise in wetlands conservation and soft skills.

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.