للتعامل مع تحديات إدارة المياه العذبة في الشرق الأوسط , لابد من إحداث توازن بين مخزون المياه الموجود و حجم الطلب . وهذا التوازن ممكن أن يحقق من خلال توظيف إستراتيجيات تزيد من كفاءة المياه و الحفاظ عليها . استراتيجيات حفظ المياه في الشرق الأوسط تتضمن التقليل قدر الإمكان من إستخدام المخزون المائي القابل للنقل , إيجاد مصادر مياه بديلة للإستعمالات المتعددة و زيادة كفاءة استخدام المياه من معدات و تجهيزات مناسبة .
الإستراتيجيات الفعالة بالإضافة إلى مراقبة المياه التي تتعقب عملية استخدامها و تحديد المشاكل , ممكن أن تخفض الإستهلاك الداخلي و الخارجي للمياه بشكل ملحوظ في الدول التي تعاني من شح شديد للمياه كدول مجلس التعاون الخليجي مثل الإمارات , قطر , الكويت و السعودية . معظم إستراتيجيات حفظ المياه لا تحتوي على تكلفة ضمنية إضافية و/أو مزودة بوارد فوري مع أن هناك بعض الإستراتيجيات مثل نظم معالجة مياه الصرف الصحي و و أنظمة سباكة المياه الرمادية التي غالبا تتضمن استثمارات كبيرة .
تخفيض الإستهلاك الداخلي للمياه الصالحة الشرب
تخفيض استهلاك المياه الصالحة للشرب في الإستخدامات الداخلية ممكن أن يتم من خلال تركيب أجهزة تدفق منخفضة الكفاءة في دورات المياه , المباول , المراحيض , الحمامات , مصارف المطابخ و استعمال مياه غير صالحة للشرب في النوافير ” الflush ” . مصادر المياه غير صالحة للشرب تؤخذ غالبا من مياه الأمطار , المياه الرمادية , المياه المستصلحة أو مياه البلدية المعالجة من مخلفات الصرف الصحي . المباول التي تحتاج كمية منخفضة من المياه متوفرة في المتاجر ومن الممكن أن تستخدم في المباني التجارية . محددات التدفق و الضوابط الإلكترونية و المراحيض المختلطة من الممكن أيضا أن تساهم في تخفيض الإستهلاك الداخلي للمياه .
تخفيض الإستهلاك الخارجي للمياه الصالحة للشرب
ري المساحات الزراعية يستهلك كمية كبيرة من المياه الصالحة للشرب . إستعمال المياه في المساحات الخارجية ممكن أن يخفض بشكل ملحوظ من خلال نهج متكامل . ذلك يتضمن توظيف تكنولوجيا ري موفرة للمياه , فرش التربة ” بأوراق شجر متحللة أو سماد ” , التقليل من فرش الأرض بالأعشاب أو إلغائه أصلا , إستعمال مياه غير صالحة للشرب أو معاد تكريرها , تركيب عدادات فرعية للتعقب و تسجيل إتجاه دخول مياه الري و أخيرا أختيار أنواع نباتات محلية أو متكيفة في تصميم المساحات الكبيرة و استخدام طريقة الحدائق الجافة . أنظمة الري عالية الكفاءة مثل الري بالتنقيط , نظام توزيع المياه الفوار ” النافورة ” , الري المنظم بجداول و الري المرتكز على الوضع الجوي جميعها تساعد في زيادة كفاءة المياه .
تخفيض إستخدام المياه العملية
استخدامات الأنظمة التقليدية للمباني للمياه العملية تتضمن أبراج التبريد , المراجل , المبردات , غسالات الصحون و الغسالات .إن كمية المياه المستهلكة في هذه الإستخدامات ملحوظة إلى حد كبير . إستراتيجيات تخفيض إستهلاك المياه العملية تتضمن : إستخدام المياه غير صالحة للشرب مثل مياه المطر , المياه الرمادية أو مياه المخلفات المجاري المعالجة TSA في عمليات البناء و أخيرا أنظمة مثل أبراج التبريد . قياس أنظمة المياه العملية ممكن أن يساعد في جمع معلومات عن كمية إستهلاك المياه و معرفة مناطق التسريبات .
إستصلاح و إعاداة إستخدام المياه المتكاثفة
المكثفات المنتجة من معدات تكييف الهواء يمكن استصلاحها وإعادة استخدامها داخل المبنى. التكاثف يمكن جمعه عن طريق تركيب وعاء جامع للتكاثف ثم نقلها عبر انظمة مختلفة إلى أنابيب الصرف لأغراض إاعادة الإستخدام المختلفة مثل الري , نوافير تنظيف دورة المياه Flush أو أي إستعمالات أخرى ليس لها إتصال بجسم الإنسان . و للأبنية التي يكون فيها حمل التبريد مساو أو أعلى من 350 كيلوواط كمية كبيرة من المياه المكثفة ممكن أن تستصلح و يعاد إستخدامها .
ترجمه
علا محمود المشاقبة , حاصلة على درجة البكالوريوس تخصص ” إدارة الأراضي و المياه ” من الجامعة الهاشمية – الأردن بتقدير جيد جدا , أعمل تطوعيا كعضو إداري مع مجموعة ” مخضّرو الأردن JO Greeners” منذ ثلاثة سنوات و حتى الأن , و متطوعة أيضا مع منظمة EcoMENA . موهبة الكتابة شيء أساسي في حياتي و قمت بتوظيفها في كتابة و خدمة القضايا البيئية .
Pingback: مستقبل تحلية المياة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا | EcoMENA
Pingback: فيروس كورونا: فرصة لإعادة النظر | EcoMENA