لطالما أغفلنا روعة وأهمية الأراضي الرطبة بسبب جهلنا للميزات العديدة لهذا النظام البيئي. و لطالما استخدم مصطلح الأراضي الرطبة للتعبير عن المستنقعات العكرة المليئة بالبعوض أو الأراضي غير المستغلة التي تحتاج إلى بعض التحسينات لتكون أكثر إفادة للإنسان. و قد أدى هذا التقليل من شأن وأهمية الأراضي الرطبة إلى فقدان الكثير منها، الأمر الذي استلزم التوقيع على معاهدة الأراضي الرطبة في رامسار، في إيران عام 1971. ولا تزال تلك المعاهدة تعد بمثابة الحركة الدولية للمحافظة على الأراضي الرطبة، حيث تضم أكثر من 160 دولة موقعة.
لقد وضح الراحل نيلسون مانديلا روعة التنوع البيولوجي الموجود في الأراضي الرطبة عندما ذكر منطقة القديس لوسيا في خطاب له قائلاً: “نستطيع القول أن الأراضي الرطبة هي المكان الوحيد على الكرة الأرضية الذي يتعايش فيه أقدم الثدييات البرية في العالم (وحيد القرن) وأكبر الثدييات البرية (الفيل) مع أقدم الأسماك في العالم ( سمك سيلكانث) وأكبر الثدييات البحرية في العالم الحوت)”.
و يمكن أن تكون الأراضي الرطبة طبيعية أو اصطناعية، كما يمكن أن تكون مشبعة بمياه عذبة أو مالحة أوآسنة (و هي المياه التي تكون نسبة ملوحتها عالية ولكن ليس بقدر ملوحة مياه البحر)، هذا وتدعم هذه الأراضي الغطاء النباتي الذي يتم تكييفه خصيصا للنمو في التربة المشبعة. و بصرف النظر عن خصائصها الفريدة، فإن الأسرار الحقيقية لهذه الأراضي تكمن في منافعها المتعددة للإنسان وللبيئة.
و تعد واحدة من أهم خصائص هذا النظام البيئي المدهشة هو أنه يعد بمثابة اسفنجة أو نظام طبيعي للسيطرة على الفيضانات. حيث أن طبيعية الأراضي الرطبة تمكنها من استيعاب مياه الأمطار وبالتالي تقليل كمية الماء التي تصل إلى الأنهار والجداول مما يقلل بشكل طبيعي من خطر الفيضانات. ويساعد اتساع السهول الفيضية أيضا على التحكم في حركة و تخزين مياه الأمطار. و بالإضافة إلى ذلك، فإن الميزة المدهشة الأخرى للأراضي الرطبة هي قدرتها على تنقية المياه من خلال احتجازها للملوثات داخل التربة والغطاء النباتي. وعليه فإن الأراضي الرطبة تعتبر فعالة جدا في تنقية المياه ولذا يتم استخدامها لتنقية المياه العادمة الناتجة عن الصناعة والتعدين و مياه الصرف الصحي.
و علاوة على ذلك، تساهم الأراضي الرطبة في تجديد إمدادات المياه الجوفية والتي تعتبر مصدرا هاما لتزويد المياه. كما تدعم حياة مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنواع الحيوانية والنباتية. و على الرغم من المزايا الإيجابية المتعددة لهذه لأراضي إلا أنه وللأسف، هناك العديد من العوامل التي تهدد هذا النوع من المناظر الطبيعية. فعلى سبيل المثال، تعاني الأراضي الرطبة في جنوب أفريقيا من عدة مشاكل تهدد ديمومتها منها: الرعي الجائر، والتلوث بالمبيدات الحشرية، والنمو التجاري والنباتات الدخيلة وسوء إدارة مياه الأمطار في المناطق الحضرية..
و في المناطق الجافة في الشرق الأوسط، و نظرا لزيادة الطلب على المياه العذب فإن الأراضي الرطبة الداخلية، مثل الأنهار والبحيرات، بدأت في طريقها إلى الاضمحلال، و تعتبر واحة الأزرق (وهي موقع رامسار الوحيد في الأردن) ونهر الموجب من الأمثلة الجيدة على الوضع الحرج للمياه في الشرق الأوسط. وتواجه الأراضي الرطبة في العراق أيضا خطر الاندثار كنتيجة لعقود ممتدة من الصراعات وسوء الإدارة بالإضافة إلى قربها من الحقول النفطية. ويعد فقدان الأراضي الرطبة مؤشراً واضحاً على مشاكل تتعدى كونها مشاكل انخفاض وفرة المياه؛ فهي مشكلة تهدد البيئة والناس الذين كانوا يعتمدون على هذه المناطق.
وبوصفنا حماة لهذه لأرض، فإن من مسؤوليتنا أن نخصص بعض الوقت ليس فقط للزيارة ومعرفة المزيد عن هذه البيئات ولكن ينبغي أن نشارك في مشاريع للمساعدة في حفظ وحماية وإعادة تأهيل النظم البيئية للأراضي الرطبة المتبقية في جميع أنحاء العالم. وفقنا الله وبارك لنا بوفرة في جهودنا لتحافظ على واستعادة بيئتنا(آمين).
ترجمة
سمرطه
أخصائية في مجال البيئة قامت بدراسات أثر بيئية لعدة مشاريع مختلفة في الأردن، حاصلة على درجتي الماجيستير في التقييم والمراقبة البيئية والعلوم البيئة وإدارتھا وبكالوريوس في إدارة المياه والبيئة.
Interesting topic, that’s really good info about wetlands!!! Also Oman is one of the countries that registered in Ramsar convention, “The Mangrove wetland “, which is really beautiful destination, Where Mangroves trees are distributed in all over the area. In addition its protected area belong to Ministry of Environment and Climate Affairs.